يسعى اللاعبون الكويتيون المشاركون فى أولمبياد بكين، التى لم يتبق على انطلاقها سوى أيام معدودة لتسطير صفحات جديدة فى تاريخ الرياضة الكويتية، وتحقيق إنجاز يضاف إلى رصيدها وتحقيق حلم طالما راود الشارع الكويتى وهو "الحلم الأولمبى".
فعلى الرغم من تفاوت النتائج الكويتية فى الدورات الأولمبية التى لم تثمر إلا عن برونزية واحدة، فإن التوقعات والآمال معقودة بشأن تحقيق حلم الكويتيين فى زيادة الميداليات على أولمبياد بكين من خلال ثلاثى الرماية عبدالله الطرقى الرشيدى وزيد المطيرى وناصر المقلد، وبطلى الكويت محمد العازمى فى سباق 800 متر وعلى الزنكوى فى رمى المطرقة، ولاعب الطاولة إبراهيم الحسن، والسباح محمد مدوه، ولاعب الجودو طلال العنزى.
وللكويت تاريخ مع الأولمبياد، حيث تعد هذه هى المرة الـ12 التى تشارك فيها فى هذا الملتقى الرياضى العالمى الذى يقام كل أربعة أعوام ضمن الرياضيين المشاركين من جميع أنحاء المعمورة، للتنافس فى أكثر من 301 مسابقة رياضية.
وشاركت الكويت لأول مرة فى دورة الألعاب الأولمبية، التى أقيمت عام 1964 فى طوكيو بناء على دعوة من اللجنة المنظمة بعد سبع سنوات على تأسيس اللجنة الأولمبية الكويتية، ثم شاركت فى دورة الألعاب الأولمبية للمرة الثانية فى المكسيك عام 1968 بعد انضمامها إلى اللجنة الأولمبية الدولية بسنتين، وتمثلت هذه المشاركة باللاعبين عايد منصور وسعود ضيف الله فى سباق الماراثون وبوفد إدارى تكون من تسعة أعضاء، كان هدفه الأول اكتساب الخبرات الإدارية والفنية والتنظيمية والاطلاع على المستويات الفنية للفرق المشاركة فى الدورة.
وكانت المشاركة الكويتية الثالثة فى الأولمبياد الـ20 التى أقيمت فى مدينة ميونيخ ما بين 26 أغسطس و11 سبتمبر عام 1972، بمشاركة ستة لاعبين، اثنان منهم فى مسابقات السباحة 100 و200 متر، وأربعة فى سباقات العدو لمسافات 100 و200 و4+100 متر تتابع، وخرج اللاعبون الستة من التصفيات الأولية.
وفى دورة الألعاب التالية، التى أقيمت فى مونتريال بكندا عام 1976، شاركت الكويت بـ 18 لاعباً فى ألعاب القوى والسباحة والمبارزة والجودو من أصل 80 مشاركاً مثلوا الكويت فى هذه الدورة بهدف اكتساب الخبرات والاحتكاك بأبطال العالم فى الألعاب المختلفة وتأكيداً لوجودها على الساحة الرياضية.
ومرت المشاركات الرياضية الكويتية بمراحل عدة، بدأت بمشاركات رمزية وتلبية لدعوات اللجان المنظمة إلى مشاركات فاعلة، خلال مشاركتها الخامسة فى الأولمبياد الـ22 التى استضافتها موسكو عام 1980، حيث تقدمت فيها نتائج الرياضة الكويتية ببلوغ منتخب كرة القدم الدور ربع النهائى، وبالعروض الجيدة التى قدمتها منتخبات كرة اليد والعاب القوى والجودو والسباحة والمبارزة.
وشاركت الكويت فى الأولمبياد للمرة السادسة فى لوس أنجلوس الأمريكية عام 1984 فى ألعاب القوى والسباحة والغطس والمبارزة والجودو والكاراتيه بوفد رياضى تكون من 60 رياضياً، ولم يسجل لاعبو الكويت أى نتائج.
وفى أولمبياد سيول الذى أقيم عام 1988، شاركت الكويت بأكبر وفد رياضى تكون من 171 لاعباً وإدارياً وفنياً وإعلامياً، وكانت المشاركة الكويتية فى تلك الدورة إيجابية، حيث كان وفد الكويت محط أنظار المشاركين بسبب تطور النتائج الفنية للاعبين.
وشهد أولمبياد برشلونة عام 1992، تحقيق الكويت لأول ميدالية أوليمبية لكنها كانت شرفية، أحرزها لاعب التايكوندو محمد القعيمى، الذى خطف برونزية اللعبة التى لا تعتبر رسمية.
ومرت أولمبياد أتلانتا عام 1996 دون أن يحقق لاعبو الكويت أى نتائج رغم التوقعات والآمال المعقودة على عدد من لاعبى التايكوندو والجودو والرماية، التى كان سجل أبطالها حافلاً بالعديد من الألقاب الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية، لاسيما الراميان عبدالله الطرقى الرشيدى وفهد الديحانى.
وكانت الكويت على موعد مع التاريخ الأوليمبى خلال مشاركتها العاشرة فى دورة العاب سيدنى عام 2000، عندما أحرز الرامى الكويتى فهيد الديحانى، أول ميدالية للكويت فى تاريخ الأولمبياد بحصوله على الميدالية البرونزية فى رماية الأطباق الطائرة (دبل تراب)، بعد أن جاء فى المركز الثالث بإصابته 186 طبقاً من أصل 200 طبق وبفارق نقطة عن صاحبى الميدالية الذهبية البريطانى ريتشارد فولدز والفضية الإسترالى مارك راسل.
واستطاع الديحانى أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن سجل اسمه واسم الكويت ضمن لائحة الشرف الأولمبية ليخطف الأضواء باعتباره أول رياضى يحرز ميدالية فى مختلف الألعاب فى تاريخ مشاركات الكويت الأولمبية.
وفى الأولمبياد الأخيرة التى جرت بأثينا عام 2004، شاركت الكويت بلاعبين فى ألعاب القوى والرماية والجودو، ولم يحقق أى منهم أى ميدالية، وخرجوا من المنافسة مبكراً، ولم تكن النتائج على مستوى طموح الشارع الرياضى.
ليصل الشارع الرياضى فى الكويت إلى موعده الجديد مع الأولمبياد فى دورته الـ2 وبالتحديد فى العاصمة الصينية بكين فى الثامن من أغسطس المقبل، ليتابع بكل شغف وأمل لاعبيه الذى يطمع أن يحققوا حلم الكويت (الحلم الأوليمبى).
الشيخ أحمد فهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة