نصائح ناصر التى أغفلها أكراد العراق

الأربعاء، 23 يوليو 2008 09:31 م
نصائح ناصر التى أغفلها أكراد العراق طالبانى "عض" يد ناصر والثورة
كتب رائد العزاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعث الرئيس العراقى جلال طالبانى رسالة تهنئة للرئيس محمد حسنى مبارك، بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لثورة يوليو، وقال طالبانى فى برقيته إنه يؤكد حرصه على تعزيز العلاقات بين العراق وجمهورية مصر العربية بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين والأمة العربية.

إلى هنا انتهت رسالة طالبانى الذى يتحدث باسم العراق العربى، طالبانى الذى استمع قبل 45 عاماً إلى نصائح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد وزعيم ثورة يوليو التى يبعث اليوم برسالة للرئيس مبارك يهنئه بذكراها.

ويروى الطالبانى فى كتابه "كردستان والحركة التحررية القومية الكردية" إنه التقى الزعيم جمال عبد الناصر عام 1963، فأفصح له عبد الناصر عن رأيه بأن الحل السلمى للمسألة الكردية فى نظره هو الحل الذى مارسته الدول الاشتراكية، وعندما سأله الطالبانى عن مفهومه للحل العلمى أجابه الرئيس عبد الناصر: بأنه يعنى حق تقرير المصير الذى سيستعمله الشعب الكردى حتما بشكل اتحادى مع أشقائه العرب.

والواقع أن الرئيس عبد الناصر حتى وفاته فى سبتمبر 1970 ظل متمسكا بسياسته تلك، وكان حريصا على الدوام على الإخوة العربية الكردية وعلى وجوب تعزيزها وتمتينها وتجنب كل ما يسيء إليها أو يضعفها. وكان يدعو باستمرار إلى التلاحم الكفاحى العربى الكردى ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية. ويضيف الطالبانى: كان ناصر ينبهنى كثيرا من خلال أحاديثنا إلى ضرورة تجنب انزلاق الكرد إلى صف الرجعية والتحالف مع الغرب. كما حذرنى مرارا طالبا نقل رأيه إلى جميع قادة الحركة الكردية، وخاصة السيد الملا مصطفى البرزانى، ألا ننخدع بوعــود (الغرب المعسولة) ولا مزاعم التأييد من قبل الأوساط الإمبريالية والصهيونية، لأن المسألة ليست إلا شراكا تنصب لإيقاع القومية الكردية، وذلك ضد مصلحتها الحقيقية ولتشويه سمعتها وتحوير محتواها.

ويقول الطالبانى فى كتابه: لا ننسى أبدا النصائح الأخوية الثمينة التى أسداها لى الرئيس عبد الناصر فى يونيو 1963 حينما قابلته فى القاهرة .. فقد نصحنى بتوضيح أمرين اثنين للأمة العربية:

أولا: أن الحركة القومية الكردية تعادى الانفصالية ولا تريد تقطيع العراق، بل هى تصر على الاتحاد مع القومية العربية، وعلى صيانة الوحدة الوطنية للشعب العراقى، وأن القومية الكردية لاتعادى الوحدة العربية بل تعتبرها حقا طبيعيا لشقيقتها الأمة العربية.

ثانيا: أن الأكراد هم شعب أصيل يسكنون بلادهم كردستان منذ آلاف السنين، فهم ليسوا شعبا طارئاً، وهم ليسوا معاديين للعرب بل إخوة لهم.
فهل التزم أكراد العراق بنصائح زعيم يوليو 1952؟ الواقع المتغير الذى عاشه العراق عموما والكرد خصوصا بعد ستة وخمسين عاما يقول عكس ذلك تماما، فالمطالبة بفدرلة العراق وتقسيمه كانت كردية، ويكفى أن هناك حديثاً عن علاقة غير شرعية ربما توصف بأنها ( زواج عرفى ) بين القادة الكرد وإسرائيل، والقائمة طولية تؤكد أن عبد الناصر رحمه الله كان يتحدث لعقول خاوية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة