بكين تتجمل بمليون زهرة جديدة استعدادا للأولمبياد

بدأ فى العاصمة الصينية بكين الأربعاء، تنفيذ أضخم مشروع لتجميل المدينة استعداداً لاستقبال قرابة مليون زائر أجنبى، يتوقع قدومهم خلال الشهر المقبل لحضور الدورة الأولمبية الصيفية التاسعة والعشرين، المزمع إقامتها خلال الفترة من 8 إلى 24 أغسطس المقبل.

ويتضمن المشروع إقامة مصاطب الزهور فى ميدان "تيان آن مين" بوابة السلام السماوى وسط العاصمة بكين، والذى يعد أكبر ميدان فى العالم (440 ألف متر مربع)، حيث شرع فريق من عمال البستنة والحدائق والبناء الحضرى بوضع مليون زهرة مختلفة الأنواع ومتباينة الألوان داخل قصارى فى تشكيلات رأسية وأفقية، تحيط بالميدان من كل جوانبه فتضفى عليه مسحة جمالية رائعة معطرة بأريج الزهور.

ومن المقرر أن تظل هذه المصاطب مقامة فى الميدان الفسيح طوال أولمبياد بكين الصيفية فى أغسطس، وأولمبياد المعاقين فى سبتمبر والعيد الوطنى فى أكتوبر، ليعد بذلك أطول زمن قياسا إلى السنوات السابقة الذى يتزين فيه الميدان بذلك العدد الضخم من الزهور الطازجة.

وقال مصدر رسمى بالإدارة المسئولة عن إدارة الساحات العامة فى لجنة تنظيم أولمبياد بكين، إن حديقة الغابات الأوليمبية ستعمل بمثابة ملاذ آمن أثناء الطوارئ للمتفرجين واللاعبين، طوال فترة إقامة الألعاب الأوليمبية، وذلك حال ضربت المدينة كارثة طبيعية أو تعرضت لهجوم إرهابى. موضحا أن الحديقة التى تصل مساحتها إلى 670 هكتارا، تتيح رقعة كبيرة من المناطق المكشوفة وتضم 350 خيمة ضخمة لإيواء الناس من أية كوارث محتملة، وسيعمل بها على مدار الساعة أكثر من ألف مسئول أمنى معهم 150 كلبا بوليسيا، من المقرر إغلاقها أمام الجماهير اعتبارا من 25 يوليو حتى 7 أغسطس.

ويتوقع أن تستقبل الحديقة، وهى الأكبر فى بكين وتضم ثلاثة ملاعب أوليمبية، هى ميدان الرماية الأخضر الأوليمبى ومركز التنس الأخضر الأوليمبى وإستاد الهوكى الأخضر الأوليمبى، 100 ألف شخص كحد أقصى، خلال فترة الألعاب الأوليمبية، وفى حال وقوع كوارث مثل الزلازل يمكن استخدام الملاعب الأوليمبية كملاذ أثناء الطوارئ.

وعقب انتهاء الأولمبياد، ستظل الحديقة تعمل بمثابة ملاذ، أثناء الطوارئ لسكان بكين فى حالة حدوث زلازل، إضافة إلى الملاذات الثلاثين الموجودة حاليا والمنتشرة فى شتى أنحاء العاصمة، فيما تعتزم حكومة المدينة بناء المزيد خلال السنوات القليلة القادمة، حتى تضمن ألا يقضى أى شخص أكثر من 10 دقائق سيرا على الأقدام للوصول إلى أقرب ملاذ.

وافتتحت فى وقت سابق ببكين ثلاثة خطوط جديدة لمترو الأنفاق، ضمن المساعى الحثيثة الرامية إلى الحفاظ على البيئة وتخفيف التكدس المرورى، خلال فترة الأولمبياد من خلال تشجيع المواطنين على ترك سياراتهم الخاصة واستخدام حافلات النقل العام والقطارات ومترو الأنفاق.

وأصدرت وزارة الأمن العام الصينية، كتيّبا يحتوى على تعليمات للنجاة من الهجمات الإرهابية، التى تشكل تهديدا حقيقيا وفقا لتحذيرات منظمى دورة الألعاب الأوليمبية، تمهيدا لتوزيعه على اللاعبين والمشجعين والزائرين الأجانب والسكان المحليين. شارك فى صياغته خبراء أجانب ويتضمن 39 مشهدا ممكنا من أشكال الإرهاب، مثل الانفجارات والاختطاف وإطلاق النار أو الهجمات بالأسلحة النووية والكيميائية أو البيولوجية، ويحمل عنوان (ماذا تفعل لو اختطفوك؟؟) أبذل قصارى جهدك كى تحتفظ بهدوئك، لا تقاوم ولا تنظر إلى عينى خاطفيك، لا تتحدث وتحرك ببطء وأخف أجهزة الاتصالات الخاصة بك.
ورغم أن الأراضى الصينية لم تشهد هجمات كثيرة، إلا أن منظمى دورة الألعاب الأوليمبية فى بكين، يؤكدون إمكانية الهجوم على المدينة بسبب ذلك الحدث الرياضى الكبير، الذى عادة ما يكون هدفا للمنظمات الإرهابية، وعليه اتخذوا إجراءات أمنية مشددة، أبرزها تثبيت منظومة صواريخ أرض - جو على بعد أقل من كيلومتر من الإستاد الأوليمبى المعروف باسم "عش الطائر"، والذى سيقام به حفلا الافتتاح والاختتام.

واعتمدت السلطات الصينية مكافآت مالية ضخمة تصل إلى 73 ألف دولار أمريكى، لكل شخص يدلى بمعلومات مفيدة تمكن من إحباط جرائم خطيرة، وذلك فى إجراء يستهدف تحفيز المواطنين على اليقظة والتعاون الجدى مع الأجهزة الأمنية.