أثار المرشح الديمقراطى للرئاسة الأمريكية باراك أوباما جدلا كبيرا فى الآونة الأخيرة، بسبب خطته لسحب قوات بلاده من العراق، فى غضون 16 شهرا فى حالة نجاحه فى الوصول إلى البيت الأبيض. وفتحت هذه القضية الباب أمام جدل أكبر يدور حول إمكانية حدوث تغيير فى السياسة الأمريكية، إزاء قضايا الشرق الأوسط، إذا أصبح سيناتور إلينوى هو الرئيس المقبل. واهتم كثير من الصحف البريطانية والأمريكية على مدار اليومين الماضيين، برصد الآراء العربية حول أوباما واحتمالات أن يكون مختلفاً عن الرئيس جورج بوش فى التعامل مع القضايا المهمة فى المنطقة، خاصة قضية الصراع العربى الإسرائيلى.
صحيفة الفاينانشيال تايمز قالت على لسان مراسلها فى أبو ظبى أندرو إنجلاند، إن العالم العربى تنتابه مجموعة من الشكوك، بشأن ما إذا كان أوباما سيغير سياسة بلاده تجاه المنطقة فى حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتشير الصحيفة إلى أن اسم أوباما كان يكتسب المزيد من الأهمية والشهرة فى العالم العربى، بشكل أكبر وأوضح مع كل فوز كان السناتور الأسود يحققه فى الانتخابات التمهيدية، وكان العديد من العرب يراقبون هذا المشهد بمزيج من الفضول ودرجة عالية من الترقب. حيث إن هذا الشاب الأمريكى من أصل أفريقى والابن لذلك الأب الكينى المسلم، يمثل بالنسبة للكثيرين فى العالم العربى كل ما هو جديد، وفى الوقت ذاته، كل ما هو مجهول فى دهاليز السياسة الأمريكية.
وينقل المراسل عن أحد المسئولين العرب قوله إن صانعى القرار فى المنطقة، يميلون إلى تفضيل أوباما على منافسه الجمهورى جون ماكين، إلا أنهم فى الوقت ذاته لا يتوقعون أن يحدث أوباما فى حال فوزه تغييرا كبيرا فى السياسة الأمريكية الراهنة تجاه القضايا العربية، ومنها الصراع العربى الإسرائيلى. فأكثر ما يشكو منه العالم العربى، فيما يخص السياسة الأمريكية هو أن واشنطن منحازة بشدة لصالح الدولة العبرية، وربما أدى إعلان سيناتور إلينوى أمام مؤتمر نظمته "إيباك" فى شهر يونيه الماضى، أن القدس يجب أن تظل عاصمة موحدة لإسرائيل، إلى دحر كل التوقعات بإمكانية أن يسلك أوباما مسلكاً مختلفاً عن السياسة الأمريكية الحالية.
أما صحيفة نيويورك تايمز، فتقول فى تقريرها الذى نشر الثلاثاء إن الكثير من المواطنين الذين استطلعت آراؤهم فى إسرائيل والأردن ومصر، يرون أن الولايات المتحدة ستظل تدعم إسرائيل على حساب الفلسطينيين حتى فى حالة فوز أوباما فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو الأمر الذى يحقق نوعاً من الراحة للإسرائيليين، بينما يثير الخذل لدى جيرانها العرب. وتنقل الصحيفة عن أحد المواطنين الفلسطينيين، قوله إن العرب يريدون ألا تكون أمريكا منحازة لطرف، لكنهم على أية حال يشعرون أن السياسات الأمريكية لن تتغير كثيراً. وتشير إلى أن الشارع العربى تسوده حالة من الأمل، وإن كانت محدودة، بأن أوباما قد يكون مختلفاً، فهو أسود ووالده مسلم واسمه الأوسط حسين، ومن ثم فإن هناك أملا بأنه سيكون أكثر تعاطفاً مع العرب.
وتذكر الصحيفة بأن الكثير من العرب، زعماء ومواطنون، أيدوا جورج بوش فى انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل ثمانى سنوات على منافسه نائب الرئيس الأمريكى السابق آل جور، لأنهم اعتقدوا أن بوش سيكون مثل والده الذى كان ينظر إليه باعتباره صديقاً مقرباً من العرب. وفى الانتخابات التالية بعد أربع سنوات أمل العرب أن يصوت الأمريكيين لصالح المرشح الديمقراطى جون كيرى ضد منافسه جورج بوش، إلا أن الناخبين الأمريكيين خيبوا أملهم.
أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، فقد نشرت بدورها تحقيقاً أجرته فى دول الشرق الأوسط تستطلع فيه آراء الشارع العربى لتصل إلى أن أوباما مازال شخصية مجهولة بالنسبة للمنطقة. وتقول الصحيفة إن سياسات أوباما مازالت مجهولة بالنسبة لكثير ممن استطلعت آراءهم بدءا من بغداد وحتى بيروت، باستثناء خطة الانسحاب من العراق، التى تحدث عنها فى الآونة الأخيرة. ومع ذلك فإن من استطلعت آراؤهم بشكل عام، يفضلون أوباما على غريمه الجمهورى ماكين، الذى لا يميل إلى العرب حسب رأيهم.
وتشير إلى أن من استطلعت آراءهم من المصريين كان لديهم القليل من الحماس إزاء أول مرشح أسود للرئاسة الأمريكية. فأوباما بحسب قول أحدهم "أمريكى فى المقام الأول، ومن ثم فإن هدفه سيكون تحقيق مصلحة بلاده، ولا أحد يعلم ماذا سيعنى ذلك بالنسبة لمصر أو الشرق الأوسط".
المرشح الديمقراطى للرئاسة الأمريكية باراك أوباما - AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة