مرض الزهايمر سمى بهذا الاسم نسبة للعالم Alois Alzheimer الذى أكتشف المرض لأول مرة عام 1906.
ويعرف المرض بأنه اعتلال يصيب الدماغ وخلايا المخ، ويحدث ضموراً أو موتاً لها، وذلك بسبب ترسيب بروتينات زيادة فى المخ تؤدى إلى موت الخلايا.
وتتطور الحالة بفقدان التمييز، وعدم معرفة الأماكن وزيادة الوساوس والهلوسة، وعدم القدرة على التركيز والتعلم، فتجد أن بعض كبار السن يقولون "دول سرقونى"، أو تجدهم يخرجون من المنزل ولا يتذكرون العنوان بسبب حدوث خلل فى الذاكرة. وقد تحدث تغييرات فى شخصية المريض، فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو حالة من حالات الجنون المؤقت، لدرجة أن المريض قد ينسى تدريجياً عائلته وموقع بيته، وقد يعيقه هذا النسيان عن كثير من الأمور الحياتية كقيادة السيارة مثلاً. وهناك أعراض أخرى تصاحب المرض مثل: الاضطراب confusion، مشاكل فى التعبير عن الأفكار وتنظيمها، فقد ينسى أين وضع مفاتيح بيته مثلاً أو أغراضه الشخصية، أو يتوه عن الأماكن المألوفة بالنسبة له، مثل عمله وبيته، تغير فى السلوك والشخصية، (يصبح مزاجهم متقلباً بدرجة كبيرة من الغضب إلى الفرح أو حتى البكاء).
وثبت علمياً أن مرض الزهايمر يؤدى إلى قتل الخلايا العصبية، وتدريجياً يتسبب فى تقليص حجم الدماغ brain shrinks.
ويعتبر مرض خرف الشيخوخة "الزهايمر"، الذى قضى على الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، من أكثر الأمراض شيوعاً، وإثارة للقلق مع تقدم الناس فى السن، خاصة فى غياب أى عقار شافٍ للقضاء عليه، والسيطرة على عملية التدمير التى يسببها للذاكرة.
وتقدر جمعية "الزهايمر الأمريكية"، أن هناك نحو 4 ملايين أمريكى مصاب بالمرض، مع احتمال تصاعد العدد، كما تتوقع هذه الجمعية، أن يصل العدد إلى 14 مليون مصاب فى أمريكا بحلول منتصف القرن الحالى، فى حال لم يتم إيجاد علاج له، وذلك حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وإلى الآن، لم يكتشف العلماء السبب الرئيسى للمرض، إلا أن الدراسات مازالت قائمة، فمعرفة السبب جزء من العلاج، لكن ظهرت نظرية تسمى نظرية الـ "بيتا أميلويد"، وهى عبارة عن بروتين يعتقد أن تراكمه فى الدماغ سبب أولى لمرض الزهايمر.
ويتوقع أطباء الأمراض النفسية والعقلية فى جامعة "كينج" أن تصل نسبة المصابين بهذا المرض إلى 42 مليون شخص بحلول عام 2020، وتزداد النسبة لتصل إلى 81 مليونا بحلول عام 2040، ويرجع الأطباء السبب فى انتشار الزهايمر إلى الكثافة السكانية العالية التى تسود معظم الدول على مستوى العالم، وبالأخص الدول النامية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأشخاص المعمرين الذين يعانى معظمهم من أمراض متعلقة بالمخ، أو أمراض نفسية أو عصبية أو وراثية.
عوامل الخطر للزهايمر
يعتبر تقدم العمر، العامل الأهم ضمن قائمة عوامل الإصابة بالزهايمر، فكلما زاد السن زادت احتمالية الإصابة بالمرض، لكن لكل قاعدة شواذ، ففى إحدى البرامج الأجنبية قدموا حالة لمريض فى الثلاثينيات من عمره.
ويأتى فى قائمة عوامل الإصابة بالمرض أيضاً: التاريخ العائلى (الوراثة)، وهنا يجب التنويه بما فعلته نانسى ريجان زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق الذى هزمه هذا المرض، حيث بذلت جهوداً حثيثة خلال السنوات الأخيرة لجمع تبرعات توجه لدعم الأبحاث العلمية المتعلقة بالمرض، بهدف تحقيق سبق علمى وطبى يساعد المصابين به.
ولا يعرف العلماء حتى الآن سبب المرض، على الرغم من اعتبار التقدم فى السن أحد العوامل الرئيسية المؤدية له، كما أن المرض يتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد، الذين تعدوا سن الـ 65، فيما نجد نصف الذين تعدوا سن الـ 85 سنة مصابين به. كما أن المرض يستمر بين ثمانى إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به، قد يموتون فى مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاماً.
ويمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور الزهايمر، ولكن لا يمكن الشفاء من المرض تماما، ويُكتشف المرض بوجود رقع plaques، وكتل tangles حول وداخل خلايا المخ. وتتكون الرقع من نوع من البروتين الموجود بالمخ، بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية بفعل تشوه يصيب بروتينا آخر، وذلك بحسب ما أفادت وكالة رويترز. وبموت الخلايا العصبية، يتقلص المخ، ويفقد مظهره المتجعد.
أسباب المرض
يزداد الزهايمر عندما يكون المصاب به مصابا بأمراض أخرى، مثل السكر والضغط المرتفع وأمراض القلب والبول السكرى أو ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم والبدانة، أو السمنة المفرطة، فيحدث نزيف فى المخ، لأن شرايين المخ يحدث بها جلطات تؤدى إلى عدم وصول الدم إلى المخ، وأحيانا يحدث نزيف متكرر بسبب الضغوط والأمراض الأخرى سابقة الذكر.
ينصح بالامتناع عن التدخين وعلاج الأمراض الأخرى وأهمها ارتفاع ضغط الدم والسكر والسكر البولى والقلب.. والبعد عن المأكولات "المحمرة" أو المحملة بالدهون، كما أن الذى يساعد فى تقوية الذاكرة محاولة الحفظ والتجويد وعملية التدريب العقلى المستمرة.
وجبات ومشروبات تساعد على تنشيط الذاكرة
إن سوء التغذية يؤثر على المخ وينعكس سلبا على أدائه الوظيفى، فالمخ يعمل أثناء اليقظة وأثناء النوم، ويستهلك طاقة الجسم رغم قلة وزنه، وتتركز مغذيات المخ التى تساعد على صفاء الذهن وحسن التركيز والتذكر الجيد، فى الأحماض الدهنية غير المشبعة "أوميجا 3" وتوجد فى بعض الزيوت والأسماك التى تحافظ على سلامة الأعصاب والمكسرات أيضاً والأحماض البروتينية "تبروزين".
وتساعد "أوميجا 3" على التركيز أثناء التوتر النفسى، وتتوافر فى الفول السودانى واللوز وفيتامين "ب مركب" وبه مادة "كولين" وهى مادة موصلة للإشارات العصبية وهى مهمة جدا فى عملية التذكر، إضافة إلى بعض المشروبات التى تساعد على زيادة التركيز وعملية الاستذكار، منها اللبن، ويشمل كل مغذيات المخ، والموز وهو غنى بالبوتاسيوم و"التيروزين" و"التمر" لأنه غنى بالسكريات والماغنسيوم والبوتاسيوم، وكذلك "البليلة" فهى تحتوى على جنين القمح الغنى بفيتامين "ب" والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، وأيضا توجد عصائر تكون مغذية للمخ منها عصير القصب والجزر والبرتقال والمانجو.
كما أن المكرونة تمد المخ بالطاقة بصورة منتظمة، فهى ليست كالسكريات السريعة الامتصاص التى تعطى الخليات العصبية "دفعة" واحدة من الطاقة ثم ينتهى تأثيرها بعد ذلك، والمكرونة من المواد الكربوهيدراتية ذات المصادر الغذائية، التى تقوى الجهاز العصبى، خصوصاً عندما يحدث خلل فى تركيز السكر فى الدم، ومن الأغذية الأخرى التى أشارت إليها الدورية العلمية التى تساهم فى تنشيط العقل: "اللحوم الحمراء" التى تغذى المخ بالحديد والأكسجين والزيوت النباتية غير المشبعة، كزيت الصويا فإنها تحافظ على بنية الخلايا العصبية وتحميها من التلف، لما تحتويه هذه الزيوت من أحماض دهنية أساسية وفيتامين، وكذلك فاكهة الموسم والخضروات الطازجة أو المجمدة، لأنها تنشط الخلايا العصبية وتحافظ على حيويتها، نظرا لما تحتويه من فيتامينات، أهمها فيتامين "ج" الذى يساعد على إتمام عملية نقل الرسائل بين الخلايا العصبية.
العلاج
لا يوجد حتى الآن علاج ناجع لهذا المرض، وكل العلاجات المتوافرة، عبارة عن علاج للأعراض وليس للمرض نفسه.
ألا أنه فى الآونة الأخيرة أوضحت دراسة روسية نشرتها مجلة "لانست" البريطانية، أن فاعلية عقار يسمى دايميبون، كان يستخدم سابقاً فى روسيا لمعالجة حالات الحساسية، ثبتت فى علاج حالات الزهايمر الخفيفة أو المتوسطة.
وتم الاستغناء عن استخدام الدايميبون فى روسيا، منذ أكثر من 20 عاما، حيث استعيض عنه بأدوية حساسية أكثر شمولية، إلا أن اختبارات أجراها باحثون، منذ سنوات فى الأكاديمية الروسية للعلوم، أظهرت أن له تأثيراً واقيا لخلايا المخ، وخلال عامى 2005 و2006، قام فريق طبى أمريكى بتجربة على مجموعة من 155 مريضاً فى 11 مدينة روسية، أعطى نصفهم الدايميبون عن طريق الفم ثلاث مرات يومياً والنصف الآخر عقاراً محايداً.
وخضعت المجموعتان لفحوصات بعد ستة أشهر، ثم بعد سنة، حيث سجل تحسنا كبيراً للقدرات الإدراكية ولذاكرة المجموعة الأولى، فى حين سجل تدهور لقدرات المجموعة الثانية، وازداد تأثير العقار على مر الأشهر، كما ذكر الباحثون.
ريجان من أشهر ضحاياه
الزهايمر .. مرض بدون علاج يصادق المسنين
الإثنين، 21 يوليو 2008 08:08 ص
الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة