سعيد ياسين

حين يخرج "عواجيز" الفن من دائرة الإحباط

الأحد، 20 يوليو 2008 01:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت مشاركة عدد من كبار الفنانين والفنانات فى عدد من الأفلام السينمائية التى عرضت مؤخرا، بمثابة طوق نجاة لهم من الركود الذى أصابهم وحالة البيات الشتوى، التى وضعوا فيها إما بإرادتهم أو رغما عنهم طوال السنوات الماضية. إن ما حدث ويحدث مع هؤلاء الكبار تكرر مع نماذج كثيرة من أمثالهم فى شتى المجالات، حيث تحولوا إلى ما يشبه خيول الحكومة، التى يتم إطلاق النيران عليها حال وصولها إلى سن المعاش.

لن ينسى التاريخ، وتحديدا الفنى أن طاقة فنية هائلة بحجم الساحر محمود عبد العزيز، ظلت معطلة لأكثر من سبعة أعوام منذ قدم فيلم "الساحر" وحتى شارك فى "ليلة البيبى دول"، وتكرر الأمر نفسه مع محمود ياسين فى فيلم "الجزيرة"، وفى الفيلم الذى يصوره حاليا مع المؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين "الوعد"، ومع نور الشريف "ليلة البيبى دول" و"مسجون ترانزيت" ومحمود حميدة ودلال عبد العزيز "آسف على الإزعاج" ولبلبة وحسن مصطفى وهناء الشوربجى "حسن ومرقص" وهالة فاخر وأحمد بدير "كباريه". ليس مهم فى هذه المرحلة حجم الدور أو مدته على الشاشة، الأهم أنهم عادوا إلى معشوقتهم الأولى "السينما"، والتى لا يسمن أو يغنى عنها أى نوع آخر من الفنون سواء المسرحية أو التليفزيونية أو الإذاعية، على اعتبار أن الفيلم السينمائى يشبه دفتى الكتاب الموجود فى المكتبة، والذى يمكن الرجوع إليه فى أى وقت وأى مكان.

على الجميع أن يدرك أن التواصل بين الأجيال أمر حتمى وضرورى، لنصل به إلى درجة عالية من الإفادة والاستفادة. على أصحاب رؤوس الأموال أن يدركوا أن "الهلس" وتحقيق مكاسب كثيرة على المدى القصير، ينسى ويضيع بمرور الأيام. على العاقلين من أصحاب المليارات، الذين اتجهوا إلى الإنتاج السينمائى مؤخرا، على اعتبار أنه سلعة رائجة ومضمونة المكاسب والعوائد الهائلة مثلها مثل الحديد والأسمنت، أن يسعوا إلى استغلال طاقات الكبار من مؤلفين، من أمثال وحيد حامد ورأفت الميهى وبشير الديك ومصطفى محرم وإبراهيم الموجى وسامى السيوى وآخرين، ومخرجين من أمثال محمد خان وداوود عبد السيد وخيرى بشارة وسعيد مرزوق وعلى بدرخان وعلى عبد الخالق ومحمد عبد العزيز ونادر جلال وسمير سيف ومحمد كامل القليوبى ومجدى أحمد على ومحمد راضى وعمر عبد العزيز وآخرين.

صحيح أن غالبية هؤلاء اتجهوا إلى التليفزيون من خلال العمل فى الدراما، ولكنه اتجاه يشبه من يستريح ليلتقط أنفاسه، ويقيم أوده، ويجلو الصدأ عن كاهله، ويعمل بدلا من البطالة والحاجة وغدر الزمان. النصوص السينمائية الجيدة موجودة لدى كبار المؤلفين السابق ذكرهم، وعدد من الموهوبين الجدد، من أمثال علاء عزام وناصر عبد الرحمن وعطية الدرديرى وخالد عبد الجليل وتامر حبيب وهانى فوزى ومحمد حفظى ومحمد دياب وأحمد فهمى وطارق عبد الجليل ونادر صلاح الدين وهالة خليل ووسام سليمان وأيمن بهجت قمر وآخرين.

والشباب من المخرجين الموهوبين، يمكن أن يتواصلوا مع الكبار ويمثلون حائط صد هائل لهم، ومنهم أحمد جلال وعمرو عرفة ووائل إحسان وساندرا نشأت وهالة خليل وكاملة أبو ذكرى وسعد هنداوى وخالد مرعى وأحمد صالح وآخرين. المسألة تحتاج فقط إلى حب وحرص على إعادة البريق إلى الفن السابع، وابتعاد عن الشللية والمصالح والتربيطات البعيدة تماما عن الإبداع الحقيقى. الفرصة الآن مواتية لنهضة سينمائية حقيقية، بمشاركة الكبار والشباب أكثر من أى وقت مضى..فهل يستثمرها أولو الأمر؟.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة