على أحد شواطئ الإسكندرية المزدحمة، تستطيع أن ترى العشرات منهم، جاءوا من قلب مدن وقرى الدلتا، مصطحبين عائلاتهم، ليقضوا يوماً واحداً على شاطئ البحر، الذى كانوا يمضون فى طفولتهم أياماً عديدة على ضفافه، مستمتعين بإجازة كانت تسمح لهم بالذهاب إلى المطاعم، والذهاب إلى السينما بل والتسوق أيضاً، أما اليوم.. ومع التضخم، الذى ضرب فئات المجتمع المصرى، فإن العطلة الصيفية لا تمتد لأكثر من يوم واحد، يكلف الأسرة الواحدة 150 جنيهاً (28 دولاراً)، غير اقتسام أجرة الحافلة التى جاءت بهم.
هؤلاء هم، عامل بناء، كان قبل التضخم يحصل على أجر عمل لخمسة أيام فى الأسبوع، أما الآن فهذا الأجر أصبح يعادل ما كان يحصل عليه فى يوم أو يومين. والآخر عامل نسيج، خصص ميزانية لعطلة لا تتجاوز 37 دولاراً، وهى أيضاً بالكاد تكفى لقضاء يوم واحد، وإلى جانبهما ترى جندياً جاء بعائلته الممتدة.
الجميع يفترشون الملاءات على الرمال، حاملين معهم قدر الطعام، وكأنهم فى واحة بالصحراء، فالميزانية لا تسمح بشراء أطعمة على الشاطئ أو الذهاب إلى مطعم، وهكذا توارى الزمن الماضى فى ظل الحاضر، حيث يطل عليهم وعلى بعد 300 ياردة فقط، فندق الفور سيزونز، والذى يقدم لرواده فى أحد مقاهيه القهوة وقطعة الكيك بثمن يزيد على أجر يومين لهؤلاء.
ومع ذلك، فإنهم لا يضجرون بالشكاوى، وينعمون بزوجات تتفهم الوضع جيداً، إذ قالت إحداهن: لقد نشأت فى بلد تعودنا فيه على الندرة، ويتوارى اليوم سريعاً، والكل لا يريد أن يصدق أنهم جاءوا وأنهم سيعودون.
فى ظل اقتصاد الندرة والتضخم..
المواطن المصرى يختزل العطلة الصيفية ليوم واحد
السبت، 19 يوليو 2008 11:39 م
الفقر لم يمنع المصريين من المصيف!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة