بدأ قبل قليل عند معبر رأس الناقورة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، وسلم حزب الله جثتى جنديين إسرائيليين ميتين قبل أن يتسلم خمسة لبنانيين كانوا محتجزين فى السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى رفات 199 من القتلى اللبنانيين والعرب الذين لقوا حتفهم فى مواجهات مع الجيش الإسرائيلى.
وأعلن وفيق صفا المسئول فى حزب الله عن لجنة الارتباط والتنسيق لعملية مفاوضات التبادل, الأربعاء عن تسليم الوسيط الألمانى جثتى الجنديين الإسرائيليين، اللذين أسرهما حزبه فى 21 يوليو عام 2006، وقال صفا لمندوب قناة المنار الناطقة باسم حزب الله "نقوم الآن بتسليم الجنديين اللذين أسرتهما المقاومة وبقى مصيرهما مجهولاً حتى اللحظة، رغم الحرب التى شنتها إسرائيل (2006) لاستعادتهما ورغم الضغوط الدولية لكشف مصيرهما".
وظهر على شاشة التليفزيون نعش الجندى الأول تلاه نعش الجندى الثانى يتسلمهما الوسيط الألمانى جيرهارد كونراد.
وقالت مصادر عسكرية إن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً فى صفقة التبادل، لكنها أكدت أن الجهات العسكرية استخلصت العبر اللازمة من اختطاف الجنديين، وأن الجيش مستعد أكثر من أى وقت مضى لمواجهة أى احتمال. ورأت المصادر أن الخسائر التى تكبدها حزب الله إبان حرب لبنان الثانية ستقلص من احتمالات ارتكاب المزيد من أعمال الخطف.
على صعيد أخر، أعلن مصدر من حزب الله فى تصريحات صحفية الأربعاء، أن موكبا يحمل الجنديين الإسرائيليين وصل إلى معبر الناقورة، مضيفاً أنه سيتم الاحتفال بالعائدين بمشاركة القوى السياسية، إلى جانب الأهالى فى الناقورة، حيث أقيمت منصة كبيرة وسط معالم الزينة ولافتات الترحيب.
ومن المقرر أن ينقل المحررون الخمسة فى مروحية إلى مطار رفيق الحريرى الدولى فى بيروت، حيث سيقام لهم استقبال رسمى، يتوقع أن يشارك فيه ميشال سليمان رئيس الجمهورية ونبيه برى رئيس البرلمان وفؤاد السنيورة رئيس الحكومة. وأشار حزب الله فى بيان له أن "قافلة الشهداء"، التى تضم رفات نحو 200 جثة ستنطلق من الناقورة الخميس على طول الطريق الساحلى، حيث تم تخصيص عدة محطات يتوقف فيها الموكب للاحتفال به.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس، أن شاحنتين كبيرتين للصليب الأحمر الدولى توجهت إلى الحدود، على أن تتبعها لاحقاً شاحنات أخرى، وأشار إلى أن الجيش اللبنانى نشر عدة حواجز على الطريق الساحلى بين صور والناقورة، حيث ارتفعت رايات الحزب الشيوعى الحمراء، إلى جانب رايات حزب الله الصفراء، وذلك لأن عددا من هذه الجثث تنتمى إليه.
ومن المتوقع أن تستغرق إجراءات التبادل نحو ثلاث ساعات، فيما أعلنت الحكومة اللبنانية الأربعاء "عطلة" فى مؤسسات القطاع العام، احتفالاً بعودة الأسرى، كما ورد فى مذكرة صدرت عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
عملية تبادل الأسرى قد تمهد لاستئناف عملية السلام على المسار اللبنانى -AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة