من الواضح ان قضية "الوقود الحيوى" والتوسع فى استخداماته اصبحت منتهية بالنسبة للعديد من الدول خاصة فى ظل الارتفاع الكبير فى اسعار الطاقة التقليدية والبترول بصفه خاصة حيث من المتوقع ان يتخطى سعر برميل البترول حاجز المائتى دولار نهاية العام الحالى.
وعلى الرغم من اصوات الرجاء التى تأتى من هنا وهناك تطالب الدول التى بدأت فى استخدام الحبوب كوقود حيوى أو ما يعرف Bio Fuels بالتعقل قليلا والتمهل فى التوسع فى انتاج هذا الوقود الا ان تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والبرازيل وعدد من الدول الاوربية ماضية وبشكل سريع فى الابحاث بل وفى اعداد القوانين المنظمه لهذا الوقود مستقبلا وقد اعلنت مؤخرا كل من شركة فورد وجنرال موتورز وهما من اكبر الشركات الامريكية عن خطة لتحويل 50% من انتاجهما حتى عام 2012 ليستخدما الوقود الحيوى وهذا معناه زيادة الاحتياج الى الوقود الحيوى وخفض الاعتماد على البترول .
والوقود الحيوى الذى تطورت الابحاث الخاصة به يعتمد بصورة اساسية على استخدام حبوب اهمها الذرة والشعير وقصب السكر لاستخراج غاز الايثانول الذى يستخدم كوقود اثبت فعاليته وبصورة كبيرة وكان الصينيون اول من اكتشف هذا الغاز منذ ما يقرب من عشر سنوات مضت وكان يستخرج من فضلات وبقايا الطعام مع اضافة مواد نباتيه اليه وكان يتم استخدامه فى إنارة اعمدة الاضاءة الا ان الخبراء الامريكان اخذوا الفكرة وطوروها وبدأوا فى انتاجه ليستخدم كوقود للسيارات بدلا من البترول والان كل 25 كيلو ذرة تنتج نحو 3 جالونات من الجازولين/ البنزين/ والابحاث مستمرة لاستخدام ساق النبات وبعض الحشائش لانتاج الايثانول.
وسواء اتفقنا او اختلفنا مع الوقود الجديد الا اننا لابد الا نضع رؤوسنا فى الرمال ونظل نشجب ونهاجم الدول التى تستخدم الحبوب فى انتاجه ونحاول تعبئة دول العالم لاتخاذ موقف مؤيد لنا وفى المحافل الدولية لا ينقطع صراخنا وكأننا من الدول النفطية والتى ستضرر بشكل كبير من جراء هذا الوقود الجديد وبالطبع هناك بلاد كثيرة يهمها ان تتحدث دوله فى حجم مصر بأسمها وتتبنى وجهه نظرها وتصبح مصر هى فى صدارة الدول المعارضة وتسير باقى الدول المستفيدة فى ركابها الدول الافريقية على سبيل المثال ليست منتجة للبترول بأستثناء دوله مثل نيجيريا بل هى دول منتجة للحبوب ومن الممكن ان تصبح منتجة للوقود الجديد وكذلك دول امريكا اللاتينية التى قطعت شوطا كبيرا فى انتاج الوقود الحيوى وحتى الدول النفطية من السهل ان نجدها تهتم بزراعه الحبوب وتستثمر جزءا كبيرا من اموال البترول فى انتاج الوقود الجديد ونظل نحن نقاطع هذا التطور وكأنه رجس من عمل الشيطان والدول الاسيوية ستكون فى طليعه الدول التى ستطور من ابحاثها بل وستنتهز اول فرصه للتوسع فى استخدام الوقود الحيوى والتخلص من السيف المسلط على رقابها من جانب الدول المنتجة للبترول.
علينا ان نبدأ من الان فى اجراء بحوثنا على كيفيه زيادة حجم انتاجنا من المحاصيل المنتجة للوقود الجديد وبصفه خاصة الذرة بل ونحاول مسايرة التطورات والابحاث الخاصة بأمكانية استخدام الحشائش وقش الارز ومصاصه القصب ودراسة امكانية استخراج غازل الايثانول من تلك الفضلات وهناك ابحاث بالفعل اثبتت امكانية استخراج الايثانول منها حقيقه لن تتراجع الدول فى ابحاثها من اجل الوقود الحيوى بل سنجد كل يوم دولا جديدة تنضم الى طابور الدول التى بدأت بالفعل استخدام هذا الوقود ولا وقت للعزاء للمتخلفين عن التطور لقد ادمنا نحن فى بلادنا سياسه الفرص الضائعه واصبحنا اكثر دول العالم بكاء على اللبن المسكوب بل حقيقه لم نتعلم من اخطاء الماضى وكأنه كتب علينا ان نكون دائما فى اخر الصفوف ولم نستطع مرة واحدة فى التمسك بالمقدمه لدينا خبراء وباحثين زراعيين على مستوى متقدم للغاية وحانت الفرصة لديهم الان كى تخرج ابحاثهم للنور وتتوافق مع التطورات العالمية فى مجالات الوقود المستقبلى ونحاكى دول العالم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة