أكد الرئيس بشار الأسد "أن سوريا ضد أية مفاوضات إن لم تلتزم إسرائيل من خلال وسيط نثق به بأنها ستعيد الأرض كاملة"، فيما يتعلق بما إذا كانت سوريا عدلت عن سياسة الممانعة، وعن سر التحرك المفاجىء فى اتجاهات عدة، والمفاوضات مع إسرائيل والانفتاح على فرنسا، قال الأسد "نحن دائماً نمانع فى أى شىء ضد مصالحنا وعندما يغير هذا الشىء اتجاهه باتجاه مصالحناً فلا داع للممانعة".
ويكمل الأسد، قائلاً عندما سمعنا هذا الكلام من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، نقلاً عن نظيره الإسرائيلى إيهود أولمرت بكلام مباشر معه "اعتبرنا أن الأمور أخذت الاتجاه الصحيح فذهبنا باتجاه مفاوضات". مضيفاً أن أردوغان بالنسبة لنا هو شخص موثوق فيه.
رداً على سؤال، حول الثمن الذى قدمته سوريا على الاستقبال الحافل له بفرنسا فى وجود أكثر من خمسين دولة يحضرون العيد الوطنى الفرنسى، قال الأسد "لم ندفع ثمناً لأى شىء"، مؤكداً أن مواقف سوريا هى نفسها لم تتغير، كما أنه قال للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ولغيره من المسئولين الذين التقى معهم فى السابق، إنه ليس الشخص الذى يحمل جوائز فى جيوبه ويقدمها للمسئولين، لكى يقوموا بإعطائه مقابلا.
أضاف: هم يتبعون أحياناً سياسة "أعطنى شيئا لكى أستطيع أن أسوق لك"، فكنا دائماً نقول لهم لا توجد لدينا هدايا فى جيوبنا لدينا حقوق وهذه الحقوق ليست لى بل لسوريا. ليست ملك الرئيس وليست ملك أى مسئول، وبالتالى لا يمكن أن نعطيكم هذه الحقوق لكى تقولوا إننا تنازلنا، هذه الحقوق لا تنازل عنها، هناك واقع معين. من يريد أن يلعب دوراً فى المنطقة فعليه أن يتعامل مع هذه الدول ومن ضمنها سوريا.
أوضح الأسد أن ما حصل كان تفهما للموقف السورى واحتراماً له، ورغبة فى لعب دور، عرفوا من خلال الوقائع، أنه دور يعمل باتجاه مصلحة المنطقة، ويسعى للاستقرار وخصوصاً منذ أشهر حول الموضوع اللبنانى.
أشار الرئيس الأسد إلى أن ما حصل فى الدوحة كان اقتراحاً سورياً بالأساس لم يتمكن الفرنسى لأسباب داخلية أو مع بعض الدول المعنية فى الغرب وفى الشرق من تسويق هذا الموضوع. موضحاً أن القطيعة المؤقتة حصلت لسبب أو لآخر، وعندما تم الحل فى الدوحة عرفوا أن سوريا كانت على حق دون إنكار للدور القطرى، الذى كان أساسياً فى هذا الموضوع.
أكد أن الضجة التى أثيرت حول زيارته لفرنسا ساعدت فى نجاحها لأسباب داخلية فرنسية أو لأسباب أوروبية أو لأسباب لها علاقة بكل من هو متضرر من هذه الزيارة. مضيفاً "بالمحصلة كل هؤلاء خدموا الزيارة، فظهرت بهذا الشكل وأصبح التركيز الإعلامى عليها".
ورداً على سؤال حول طلب الرئيس ساركوزى من سوريا التوسط لدى إيران بعد أن كان مطلوباً منها التخلى عن تحالفها الاستراتيجى معه، أشار الأسد إلى أن إعلان ساركوزى عن طلب من سوريا أن تلعب دوراً، هذا يعنى أنهم لم يطلبوا الثمن الذى يطرح فى الإعلام. مؤكداً أنه لم يطرح معنا.
وأضاف "لا أعتقد أن أحداً يجرؤ على طرح هذا الموضوع لأنهم يعرفون الجواب مسبقاً، وهذا يعنى أنه لم يطلب ثمناً وفى نفس الوقت يعنى أن سياسة ساركوزى واقعية، وهو يعرف أن سياسة العزل لا تؤدى إلى شىء". مؤكداً أنه من الأفضل الانخراط السياسى فى الموضوع.
الأسد: سوريا ضد أية مفاوضات طالما لم تلتزم إسرائيل
الأربعاء، 16 يوليو 2008 12:59 م