أسامة غريب

فيلم موز..موز..موز!

الثلاثاء، 15 يوليو 2008 01:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نزلت لمشاهدة فيلم ليلة البيبى دول، كنت أتصور أن الدعاية المهولة والميزانية الخارقة والحشد الكبير من النجوم كفيل بأن يمنحنى سهرة ممتعة، لكن للأسف ضاع وقتى فى عمل ضعيف للغاية، أراد أن يتشبه بالأفلام الأمريكية التى تقدم أفلاماً عن الإرهاب ساحتها الكرة الأرضية. كان من المتوقع للفيلم بعد أن أتيحت له هذه الميزانية الضخمة، أن يكون على مستوى التوقعات، خاصة بعد أن أوهم صناع الفيلم الجمهور المصرى، أن فيلمهم سيكون نجم مهرجان كان!! ثم كانت المفاجأة عندما تم رفض عرض الفيلم بالمهرجان لتواضع مستواه، وبدا أن الجهة الإنتاجية قد رصدت 40 مليون جنيه، من أجل رفع معنويات مجموعة من الفنانين الذين أعطتهم السينما ظهرها بسبب كبر السن، فقامت هى بتطييب خاطرهم و منحتهم أدواراً كانت يمكن أن تناسبهم من 30سنة!

فى الأفلام الجادة لا يأتون بممثلين فى سن المعاش ليلعبوا أدوار شباب صغار، مثل محمود عبدالعزيز الذى قام بدور شاب يعمل فى السياحة فى أمريكا بالشركة المملوكة لخاله والتى تجلب الأفواج السياحية لمصر، والغريب أن الفيلم أظهره مضطراً لقضاء ليلة واحدة فقط بالقاهرة يقوم فيها بتخصيب زوجته ثم يعود لأمريكا!، ولم يخبرنا الفيلم لماذا يتعين عليه العودة الفورية، وهو لا يعمل بوكالة ناسا للفضاء وإنما بمجرد شركة سياحية. كما لم يخبرنا الفيلم أيضاً لماذا لا يستطيع أن يأتى للقاهرة خمسين مرة فى السنة ما دام عمله هو جلب الأفواج لمصر؟! ولماذا لا تستطيع زوجته أن ترافقه أو حتى تزوره كلما أرادا أن يعيشا ليلة مع البيبى دول؟ ولا أدرى لماذا تعامل الفيلم معه كما لو كان عاملاً مصرياً فى الخليج، يحتجز الكفيل جواز سفره ويمنعه من المجىء لمصر، كما يمنع زوجته من زيارته!

الأمر الآخر الذى يبعث على السخرية أن الفنان عزت أبوعوف يقوم فى الفيلم بدور صاحب شركة السياحة وفى الوقت نفسه خال محمود عبدالعزيز، فى حين لم تكن هناك ضرورة درامية تبرر أن يكون ابن الأخت أكبر من الخال فى السن! وتعامل الجميع مع الأمر بطبيعية، ورأينا محمود عبدالعزيز ينادى أبوعوف قائلاً: "يا خالو" كما لم يتورع موظفو شركة السياحة الصغار عن مناداة محمود عبدالعزيز باسمه مجرداً باعتبارهم جميعاً شباب زى بعض!

وحتى تكتمل الملهاة فقد وجدنا جمال سليمان يقوم بدور سائق التاكسى، الذى يركب معه بالصدفة محمود عبدالعزيز ثم نكتشف أنهما كانا زملاء بالجامعة وأن سليمان يعمل سائقاً، لأن الخريجين لا يجدون عملاً!، مع أن من المعروف أنه عند تخرج محمود عبدالعزيز من الجامعة فى الستينيات لم تكن هناك أزمة شغل، ولا يعقل أن أحداً من دفعته مازال يبحث عن عمل، لأنهم على المعاش منذ سنوات!

كما قدم الفنان نور الشريف دور الإرهابى الذى يخطط وينفذ ويفعل كل شىء بنفسه، رغبة فى الانتقام من الأمريكان الذين أذلوه فى سجن أبوغريب، لكنه حين أراد تفجير الفندق الذى أقاموا فيه وجد الريموت كونترول بدون حجارة! فهل الإرهابيون يفجرون المنشاَت بريموت التليفزيون؟. وحكاية تبديل الشنط..أما انتهت منذ أيام إسماعيل يس؟

ومحمود حميدة الذى قام بدور لواء الشرطة الذى يحمى الفوج السياحى، كيف يطارد الإرهابى بنفسه ويشتبك معه فى معركة بالرصاص وكأن ضباطه كلهم كانوا فى إجازة!
وما حكاية جميل راتب الذى قام بدور الجنرال الأمريكى المسئول عن سجن أبوغريب؟ ألم يلحظ أصحاب الفيلم أن راتب قد تخطى الثمانين من العمر، وأن ملامح وجهه المتهدلة وضعفه البادى يؤهلانه لدار مسنين وليس لوظيفة عسكرية يتولاها فى الحقيقة رجال أربعينيون مفتولو العضلات يشبهون رامبو!

وطبعاً لا يصح أن نسأل كيف تقدم روبى أغنية حزاينى ليلة رأس السنة! ولا كيف تكون غادة عبدالرازق بكل هذه الملائكية وهى تقدم شخصية فتاة يهودية تضحى بحياتها من أجل الفلسطينيين! ولا يجب أن نتساءل عن الخطبة العاطفية التى ألقتها على مسامع الجندى الإسرائيلى، حين قالت له: هل تقبل أن تهان أمك بهذا الشكل؟ هل تقبل أن تهان خالتك وجوز خالتك، وأشياء ساذجة من هذا القبيل، بعدها طبعاً نظر الجندى الإسرائيلى فى الأرض من الكسوف.. يا صلاة النبى على الحلاوة!. إذا كان الناشطون اليهود هم المدافعون عن الحق الفلسطينى، والجنود اليهود هم المتعاطفون مع هؤلاء الناشطين، فمن يا ترى الذى يذبح الفلسطينيين كل يوم؟ وما الضرورة التى دعت لإظهار معسكرات النازى والتعذيب الذى لقيه اليهود فيها؟ ولماذا كانت ليلى علوى اليهودية بكل هذه الحكمة والتعقل والموضوعية؟ وما كل هذا الجهد فى إظهار روعة اليهود وحنية قلوبهم؟ وهل يمكن أن يكون هذا هو الغرض الحقيقى من الفيلم، أما موضوع البيبى دول ولهاث محمود عبدالعزيز و هرمونات سلاف فواخرجى وكل هذا الهراء.. فمجرد كاموفلاج!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة