جاء قرار لويس مورينو أوكامبو المدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية اليوم، بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير بمثابة الزلزال، الذى لم تتوقف توابعه منذ إعلان أوكامبو عن قراره. ثار جدل كبير فى الأوساط العربية والدولية حول موقف أوكامبو، من ناحية عدم اعتداد أوكامبو بمقام الرئاسة السودانية ذى الحصانة الدولية، ومن ناحية التسييس الواضح لتوجهات المحكمة الجنائية الدولية وتبعيتها لمواقف القوى الكبرى تجاه السودان. تاليا، حوار مع نائب السفير السودانى بالقاهرة إدريس سليمان، حول تداعيات موقف المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأن السودان لم يصادق على اتفاقية إنشاء عضوية هذه المحكمة، ومن ثم لا تنعقد ولاية قانونية أو قضائية للمحكمة على السودان شعبا و أفرادا أو مؤسسات دستورية.
نائب السفير كيف تنظر لقرار المحكمة الدولية الذى صدر اليوم بتوقيف الرئيس البشير؟
أولا هذا القرار مرفوض من قبل السودان وإذا دل على شىء، فإنه يدل على تسييس المحكمة الجنائية الدولية وسعيها لتشتيت الجهود الساعية لحل مشكلة دارفور، عن طريق الحل السلمى والتفاوض السياسى والجلوس إلى مائدة المفاوضات، وثانيا السودان ليس عضوا فى المحكمة الجنائية الدولية وبالتالى لا ينسحب عليه أى قرار يصدر عنها، كما أن مهماتها تكميلية وهى ليست أصيلة على القضاء الوطنى السودانى، ونحن نظراً لهذا القرار فى إطار مساعى بعض الأطراف التى تسعى لخرق السيادية السودانية ولتشتيت السودان وإشعال نار الحرب الأهلية فى السودان.
ما هو رد فعلكم الرسمى على قرار المحكمة، وما هى خطوات الحكومة للرد على القرار؟
هذا قرار مرفوض، والله لا يستطيعون إلقاء القبض على أى مواطن، والحكومة لن تسلم أبسط مواطن من مواطنيها بغض النظر عن موقع هذا المواطن، وبالتالى هذا القرار لا قيمة له فى حسابات الحكومة السودانية.
جامعة الدول العربية أصدرت قرارا باجتماع مندوبى الأعضاء، وليس ورزاء خارجية، كيف تنظرون لقرار الجامعة؟
الجامعة صاحبة قرارها ونحن نطلب باجتماع وزارى، ولكن ليست لدينا مشكلة فى انعقاد اجتماع على مستوى المندوبين، وربما سيكون اجتماعا تمهيديا يعقبه اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وما نأمله هو موقف عربى موحد تجاه هذا القرار الجائر الذى يمس سيادة دولة عربية عضو فى جامعة الدول العربية.
هل تصرون على اجتماع على مستوى وزراء خارجية؟
نعم نحن نصر على اجتماع وزراء الخارجية العرب.
هل ستطلبون من مصر اتخاذ موقف معين من قرار المحكمة الدولية؟
كل الدول الشقيقة والصديقة سنتصل بها، ونشرح لها موقفنا وعلى رأسها بالتأكيد مصر.
هل ستتصلون بهيئات ومنظمات فى القاهرة لشرح موقفكم؟
نحن نتصل بشكل مباشر بالأمين العام للأمم المتحدة، وهناك اتصالات تجرى الآن بالأمين العام وأعضاء مجلس الأمن الدولى والعديد من دول العالم.
كيف تتوقع رد فعل الدول الغربية على القرار، وأقصد الولايات المتحدة الأمريكية؟
نحن نرى الكثير من الدول الغربية ترى أن هذا القرار سيكون له رد فعل سلبى، ولا يلبى الحاجة للسلام فى دارفور، بل هو يرسل رسالة خاطئة للمتمردين ومن يقف وراء المتمردين بالاستمرار بالحرب والتعنت وبالتالى إشعال مزيد من الحروب، وصدور هذا القرار ليس استحقاقا للعدالة وتسوية سلمية فى دارفور.
هل سيؤثر قرار المحكمة الجنائية الدولية على جهود الحكومة السودانية فى حل أزمة دار فور؟
السودان استطاع التغلب على الكثير من الأزمات، وسنواصل حل أزمة دارفور بكل الطرق السياسية والسلمية، وهذا القرار لن يؤثر على جهودنا بتسوية قضية دارفور.
إدريس سليمان : قرار المحكمة الجنائية لا قيمة له
الثلاثاء، 15 يوليو 2008 01:28 ص