ميلاد حنا: العشوائيات رد ذكى على الحكومة

الأحد، 13 يوليو 2008 10:04 ص
ميلاد حنا: العشوائيات رد ذكى على الحكومة     تصوير ايمان شوقت
حاوره: شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مهندس الفقراء، أحد الألقاب المفضلة للدكتور ميلاد حنا الحاصل على العديد من الشهادات الدولية لإسهاماته المتعددة فى بناء المساكن الاقتصادية فى مصر وخارجها، وعلى الرغم من تنامى الأصوات التى تدين الإسكان العشوائى فى مصر، يرى الدكتور ميلاد أنه رد ذكى على حكومة ليست ذكية، مدللا على رأيه بأن الحكومة اضطرت للخضوع لمنطق العشوائيات، ووافقت على إمداد هذه المساكن بالمرافق.
هنا حوار مع مهندس الفقراء .....

بداية ما ملامح سياسة الإسكان فى مصر؟
الحقيقة لا توجد سياسة واضحة للإسكان فى مصر، منذ انتهاء حقبة الستينيات والسياسة الواضحة للإسكان تلاشت وانتهت، عندما كان للدولة فى تلك الفترة توجه واضح فى بناء الإسكان الشعبى، أما بعد ذلك فقد اختلفت الأمور جذريا، وبشكل عام لا يمكن وضع سياسة أو استراتيجية للإسكان فى مصر، إلا لمدة 10 سنوات، ثم يعاد النظر فيها، نظرا للتغير المستمر فى نمط الإسكان ومستوى المعيشة وارتفاع عدد السكان فى مصر وما ينتج عنه من مشكلات.

ماذا تقصد باستراتيجية الإسكان؟
استراتيجية الإسكان يجب أن تراعى طموحات البشر والتغييرات المتوقعة التى تطرأ على المجتمع.

إلى أى مدى وصلت سيطرة القطاع الخاص على قطاع الإسكان؟
القطاع الخاص مسيطر ومهيمن حاليا، من خلال العديد من الأشكال وكان من الممكن أن يكون هذا أمرا طيبا لو قامت الدولة بدورها كما ينبغى، إلى جانب القطاع الخاص، ولكنها للآسف تراجعت عن هذا الدور دون مبرر .

هل ترى أن هذا التراجع مقصود؟
ليس بالضرورة أن يكون مقصودا، وهناك العديد من المدخلات، التى تفرض نفسها أحيانا، وعندما تتدارك الدولة ذلك، يكون قد سبق السيف العزل كما يقولون.

ما أبرز جوانب مشكلة الإسكان من وجهة نظرك؟
أبرز جوانب مشكلة الإسكان، من وجهة نظرى، افتقادها للمرجعية العلمية والفكرية، خاصة أن من ساهموا فى هذا المجال بجهد نظرى فى مؤلفات وكتب قليلون جدا، أذكر منهم الدكتور أبو زيد راجح وبعض المتخصصين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

ما تأثير ارتفاع أسعار مواد البناء على أزمة الإسكان؟
الارتفاع المستمر فى أسعار مواد البناء سيؤدى إلى توقف البناء وتفاقم المشكلة، وأنا أرى أن ارتفاع أسعار مواد البناء خطأ وخطر، وسيؤدى ذلك إلى فرض أنماط جديدة من الإسكان ربما لم تعرفها مصر على نطاق واسع من قبل، مثل نظام الوحدات السكنية صغيرة الحجم ذات الـ 40 مترا، والتى تعرف فى أوروبا باسم "الاستوديو" فهى المستقبل، نظرا لتدهور الظروف الاقتصادية بشكل شامل.

هناك العديد من البدائل المطروحة لتفادى ذلك، ما رأيك فيها؟
تقصد بناء المساكن بنظام الحوائط الحاملة، أنا أرى أنه أسلوب لا يفيد فى تحقيق حل جذرى لمشكلة الإسكان، لأن نظام الحوائط الحاملة يرتفع بالسكن حتى الطابق الخامس فقط، بينما نحن مضطرون للارتفاع بالمبانى السكنية إلى أكثر من الخامس، نظرا لتشعب وعمق الأزمة ولا ننسى أن القرن العشرين كان قرن البناء بالخرسانة المسلحة ومن الصعب العودة للوراء.


مؤخرا تنامى عدد الأصوات تدين الإسكان العشوائى، ما رأيك؟
العشوائيات الإسكانية، التى زحفت على مصر اجتهاد شعبى رائع للالتفاف حول إهمال وتراخى الحكومة فى حل مشكلة الإسكان، وتقاعسها عن القيام بدورها المفترض، لذلك لم يكن أمام الحكومة سوى تقنين العشوائيات، لأنها كانت ردا ذكيا من شعب ذكى على حكومة غير ذكية.

لكن ماذا عن المدن الجديدة؟ المدن الجديدة توجه حميد لكن لابد من إغراقها بالمصانع والقدرات الإنتاجية لكى نضمن استقرار العاملين بهذه المصانع بالمدن الجديدة وعدم ارتدادهم عنها مرة أخرى للعاصمة ويجب تحويل هذه المدن الجديدة إلى مراكز جذب فورية ومغرية لكى تكون بديلا عن العاصمة والمدن الكبرى مستقبلا.

أما زلت مؤمنا بالإسكان التعاونى؟
الإسكان التعاونى من أنسب أنواع الإسكان فى مصر، وهناك ملايين الوحدات السكنية التى تم إنشاؤها، إلا أن الانتهازيين قفزوا عليه وأضاعوا الكثير من حسناته، ولم يبق منه سوى الفساد فى الجمعيات الإسكان والمتاجرة فيها والتربح منها، ومؤخرا فقط تم تنقية العديد من مواد القانون الخاصة به من الثغرات التى كان يتسلل منها هؤلاء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة