نفى دينيس روس المستشار السياسى لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وجود خلاف بين بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، بشأن أسلوب التعامل مع المشكلة الفلسطينية، ووصف مؤتمر أنابوليس بأنه مجرد احتفالية مهرجانية، مؤكدا أنه فشل تماماً وأن أكبر ملامح فشله هو عدم وجود استراتيجية لما بعد أنابوليس.
قال روس فى لقاء برابطة الصحفيين العرب فى واشنطن، إنه يفضل أن يتم الانتهاء من التفاصيل فيما يتعلق بالقضايا محل التفاوض، حيث سئم الرأى العام والشعوب الحديث عن العموميات.
استبعد روس إمكانية التوصل إلى أى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنهاية هذا العام، وأضاف أن الموقف الأمريكى من مدينة القدس لم يتغير منذ مفاوضات كامب ديفيد وأنها منذ عام 1967، فيما طالب إدارة الرئيس جورج بوش بأن تترك أى شىء تنطلق منه الإدارة المقبلة.
برر روس سكوت المجتمع الدولى عن الترسانة النووية الإسرائيلية فى الوقت الذى يقيم الدنيا ولا يقعدها ضد برامج إيرانية نووية، لم يتأكد بعد من وجودها، بأن إيران تشكل تهديدا للمنطقة وعامل زعزعة لاستقرار الخليج وتهديدا للدول العربية نفسها، فى الوقت الذى لا تهدد فيه إسرائيل أحدا.
حذر روس من أن قضية الشرق الأوسط ستتوارى على أجندة الانتخابات الأمريكية، حيث سيكون الاقتصاد هو القضية الأكبر والأكثر أهمية للشعب الأمريكى، ويليها الوضع فى العراق ثم الموقف المتأزم مع إيران ثم التغيرات المناخية.
أوضح روس، أنه لا ينبغى التعجب من تصريحات مرشح الديمقراطيين للرئاسة باراك أوباما التى قال فيها إن "القدس هى عاصمة إسرائيل الموحدة".
وأكد روس أن هذا هو موقف الولايات المتحدة منذ البداية وحتى الآن، وأن كل ما فى الأمر هو أنه يجرى تأجيل عملية ترسيم المدينة كعاصمة لدولة إسرائيل، مثلما يتم تأجيل نقل السفارة الأمريكية إليها، رغم وجود قانون يطالب بذلك.
وانتقد روس أيضاً تحديد أجندة ويليام وولفونسون ثم من بعده تونى بلير، مبعوثى اللجنة الرباعية الدولية، فى الجانب الاقتصادى دون أن يكون لهما أية صلاحيات للتحدث عن أو الدخول فى الجانب الأمنى والسياسى.
ونفى روس أن تكون إدارة بوش قد استنفدت عناصر القوة المؤثرة لدى الولايات، أو أنها فرغتها من القدرة على أن تكون قوة عظمى فعالة. وأوضح أن واشنطن تظل تمتلك كل عناصر الضغط من "العصا والجزرة"، لكن ينقصها أن توظفها بالشكل الصحيح.
يذكر أن روس (60 عاماً) كان يحتل منصب مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية فى عهد الرئيس بوش الأب، ثم عين منسقا خاصاً للشرق الأوسط فى عهد الرئيس كلينتون، وظل على مدى 12 عاماً يلعب دوراً رئيسياً فى تشكيل سياسة واشنطن نحو عملية السلام فى
الشرق الأوسط، وكان مبعوثاً للشرق الأوسط فى عهد إدارتى بيل كلينتون الديمقراطية وجورج بوش الجمهورية، ثم كبيراً للمفاوضين لديهما، ومستشاراً سياسياً لعدد من معاهد البحث الممولة يهودياً فى الخارج، وساعد على التوصل إلى عدد من الاتفاقات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.