أيمن الظواهرى عاشق الفضائيات

الجمعة، 11 يوليو 2008 11:19 ص
أيمن الظواهرى عاشق الفضائيات ايمن الظواهرى
كتب عصام نبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استحقت شخصيته أن يطلق عليها رجل القاعدة الأول وليس الثانى.. فكلمته وبصمته هى العليا فى تنظيم القاعدة.. فهو الذى يتابع وهو الذى يصرح وهو الذى يهدد وهو الذى يحرض وهو الذى يثير. كثيرون أكدوا أن تنظيم القاعدة بمسماه هو صنيعة الظواهرى وليس أسامة بن لادن.

لم يكن بن لادن سوى رجل ثرى أحب الجهاد والمجاهدين العرب، فتح لهم بيوت الضيافة وأغدق عليهم بالأموال تشجيعا لبذرة الجهاد على أرض أفغانستان أمام الروس.ولم تكن مختمرة لديه فكرة الغرب المحارب ولا الصليبية المهاجمة لديار المسلمين، إنما الذى بلورها وأحاطها وغلفها هو د. أيمن محمد ربيع الظواهرى. أصبح الظواهرى نجما فضائيا وإعلاميا لا يقل عن أى رئيس لدولة مؤثرة.. فعندما يأتى فى خطاب أو شريط فيديو تجلس وتستمع له كأنك تستمع لأحد رؤساء الدول العظمى .. تركز على كل فقرة من فقرات خطابه، لأن كلا منها تحمل مضمونا وتحمل معنى، بل وفى أحيان تحمل تكليفا للأتباع. .

خطاب الظواهرى تنتظره دول وليس أفرادا، تحلله وترصده وتخرج ما بين سطوره.. هل نحن مستهدفون أم لا؟ هل نحن فى أمان أم نحن على لائحة القاعدة؟ الظواهرى الآن بمثابة حاكم للعالم، فهو يتكلم فى كل شئ يخص الأمة الإسلامية متخطيا الحدود والأقطار بكل اللغات ويخاطب كل الفئات رؤساء ومرؤوسين، كأنه يعيش فى مصر وفى السودان وفى الصومال وفى بريطانيا واليمن والجزائر وتونس، وكل بلاد العالم.

حالة الظواهرى العالمية إنما تدل على شخصية كارزمية طموحة استطاعت أن تحتوى أسامة بن لادن وتهيمن على صنع القرار داخل القاعدة، وهو أمر قريب من شخصية الظواهرى وتاريخه . فعندما حدثت أحداث 1981 فى مصر وحدثت انقسامات حول ما سمى بفتنة الأسر، كما سماها هو، ترددت مسائل فقهية سياسية داخل المعتقل عندما طرح اسم الشيخ عمر عبد الرحمن للولاية فى الجماعة، والتى كانت تجمع الجهاد والجماعة الإسلامية، فرفضها الظواهرى وحمل لواء المعارضة فى ذلك الوقت، ودفع ببطلان ولاية الضرير، وهو الشيخ عمر عبد الرحمن، وفى نفس الوقت رفض طرح اسم عبود الزمر أيضا ودفع ببطلان ولاية الزمر لأنه أسير. هذا الاتجاه القوى الذى قاده الظواهرى قديما ونجح فيه يدل على أن الرجل يعرف كيف يقود السفينة فى أى اتجاه يريده.

ولأن أسامة بن لادن كما وصفه أتباعه، "رقيق وليس عنيداً ولا يتشبث بآرائه"، فان ذلك ساهم بشكل كبير فى هيمنة الظواهرى على مقاليد الأمور فى القاعدة.
الظواهرى غير كل مفاهيم الحركات الجهادية، فقد كان الهدف النهائى الذى تمحورت حوله كل الحركات الإسلامية الجهادية فى العالمين العربى والإسلامى طوال القرن العشرين هو الوصول للسلطة وتأسيس الدولة الإسلامية عبر حسم المواجهة مع العدو القريب، ممثلاً فى أنظمة الحكم فى تلك الدول. فإذا بالنجم أيمن الظواهرى يفاجىء الحركات الإسلامية والجماعات الجهادية بتغيير تلك الاستراتيجية عندما حدثت تفجيرات نيويورك وواشنطن، فأعلن عن اتجاه جديد لم تعهده هذه الحركات بعدم خوض الصراع من أجل إقامة الدولة الإسلامية داخل الأقطار العربية على أساس أن هناك تحالفا صليبيا يهوديا بزعامة أمريكا لن يسمح لأية قوة مسلمة بالوصول للحكم فى أى من بلاد المسلمين، لذا فإن هذا التحالف سيحشد كل طاقاته لضربها وإزالتها من الحكم إن تمكنت من الوصول إليه.

ومن هنا اختصر الظواهرى القضية فى قوله" إننا تكيفنا مع هذا الوضع الجديد ويجب أن نعد أنفسنا لمعركة لا تقتصر على إقليم واحد، بل تشمل العدو الداخلى المرتد والعدو الخارجى الصليبى - اليهودى الذى يهدد الدولة الإسلامية التى ننشدها".


الظواهرى تأثر كثيرا بفكر سيد قطب، وجاء ذلك فى معرض كلامه فى كتابه الوصية الأخيرة.. لقد كانت ومازالت دعوة سيد قطب إلى إخلاص التوحيد لله والتسليم الكامل لحاكمية الله ولسيادة المنهج الربانى شرارة البدء فى إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام فى الداخل والخارج، والتى مازالت فصولها تتجدد يوما بعد يوم.

وبفضل الظواهرى استطاع تنظيم القاعدة أن يتحول فى سنوات معدودة من تنظيم هيكلى يمكن القضاء عليه باستهداف قادته البارزين وتجفيف منابع تمويله، إلى حالة تسرى فى عقول الملايين من المسلمين حول العالم الذين رأوا فى الظواهرى وبن لادن مخلصى العالم من الشرور والآثام، وأنهما الحاجز الذى كسر الصمت والخوف والخنوع للإمبريالية الغربية.

واستطاع الظواهرى بفكرته العنقودية التى خرج بها من مصر أن يكسر حلقة الهيكلية وأن يقفز إلى أعلى مراحل تطور التنظيمات العقائدية، ولأول مرة فى تاريخ تنظيمات العنف فى العصر الحديث. وفق فكرة الظواهرى واستراتيجيته، تنظيم الإسلام القاعدى والذى يعتبره سيف الإسلام المسلط ضد الأعداء «التنظيم وقوده هم المتعاطفون» الذين أعجبتهم الفكرة فألقوا بأجسادهم إيمانا بها.

فاستخدم طرق وإمكانيات الإنترنت والإعلام العالمى أحسن استخدام بخطة منظمة جذبت الملايين وتحدت أى مفاهيم تقليدية، فأصبح دور القاعدة على يديه وعلى يد زعمائها ما هو إلا دور تحريضى فقط ومظلة يجتمع تحتها مجاهدو العالم دون أن يروا وأن يلمسوا صاحبها إلا عن طريق شرائط الفيديو والتسجيلات. وهذا أضفى على الظواهرى أمانا واستقرارا حفظه طيلة المدة الماضية من أن يقع فى مصيدة القوات الأمريكية. وهذا ما يجعل الظواهرى حاليا يجلس فى مكان هادئ وآمن يتابع كل أحداث العالم بتفصيلاتها وجزئياتها. ففى كل شريط يتكلم وكأنه يقف فى شرفة ينظر إلى ربوع العالم شرقا وغربا لا يخفى عليه شئ. فيتكلم عن أحدث القضايا فى فلسطين والسودان والصومال وموريتانيا وفى مصر والعراق وكل بلا د العرب.
ظاهرة الظواهرى جعلت كثيراً من الباحثين والكتاب يخترقون هذه الشخصية عن قرب ويكتبون فيها الكتب والدراسات، وكأنه فعلا شخص يحكم العالم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة