"الأسرى".. هى القضية الوحيدة التى وافق عليها معظم الإسرائيليين فى استطلاعات الرأى الأخيرة فى إسرائيل، لأنهم يرون فى ذلك تحريراً لأسراهم.. جاء إعلان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت الاثنين الماضى، عن توقيع إسرائيل وحزب الله صفقة لتبادل الأسرى والرفات، برعاية الأمم المتحدة، فى وجود عوفر ديكيل المسئول الإسرائيلى عن ملف الأسرى والمفقودين وممثل حزب الله وفيق صفا، نهاية البداية للمفاوضات التى بدأت منذ أشهر بين إسرائيل وحزب الله من جانب وبين إسرائيل وحماس من جانب آخر، للإفراج عن الجندى الإسرائيلى المختطف لدى حماس جلعاد شاليط، فى مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل.
نص الصفقة
ووفقاً للصفقة التى تمت، فإن عملية التبادل ستتم على عدة مراحل أو على مرحلة واحدة، وتقضى الصفقة باستلام حزب الله رفات 200 لبنانى سقطوا فى حرب لبنان الثانية 2006، وقبل الحرب أيضاً، مقابل رفات جنود إسرائيليين سقطوا فى نفس الحرب، هذا بجانب إفراج إسرائيل عن سمير القنطار و4 سجناء لبنانيين آخرين، و8 ناشطين تابعين لحزب الله تسللوا لإسرائيل، ورفات يحيى سكاف ودلال المغربى، وهذا مقابل الجنديين الإسرائيليين إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف المتوفين على الأرجح، وأيضاً تستلم إسرائيل بعد عودة عوفير ديكيل من ألمانيا تقريراً نهائياً، أعده حزب الله حول ملابسات اختفاء الطيار الإسرائيلى رون إراد وظرف وفاته، بجانب تقرير مفصل سيسلمه الوسيط الألمانى لإسرائيل بشأن قضية 4 دبلوماسيين إيرانيين اختطفوا بواسطة ميليشيات الكتائب عند حاجز البربارة فى لبنان إثر الاجتياح الإسرائيلى عام 1982، والتى قدمت إسرائيل بشأنهم معلومات، تشير إلى أن الدبلوماسيين لم يصلوا قطّ إلى إسرائيل، وترجح أنهم قتلوا على أيدى الميليشيات ودفنوا فى مكان ما فى بيروت.
وستقوم إسرائيل فى إطار صفقة التبادل مع حزب الله، بإطلاق سراح 4 أردنيين سجنوا بعد إدانتهم بارتكاب عمليتين، قتل فيهما مواطنان إسرائيليان، وأيضاً ستشتمل الصفقة فى مرحلتها الأخيرة، إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل، مقابل إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى شاليط، ومع اقتراب إتمام صفقة تبادل الأسرى التى حدد موعد إنهائها بمنتصف الشهر الجارى، تشير استطلاعات الرأى فى إسرائيل إلى موافقة معظم الإسرائيليين على إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين، مقابل استعادة رفات جنودهم ومقابل صفقة تبادل شاليط بواسطة مصر، وبخاصة بعد اتفاقية التهدئة الذى تم تنفيذها بجهود وإشراف مصر أيضاً.
الأسرى الإسرائيليون
ينقسم الأسرى الإسرائيليون إلى قسمين، منهم من اختطف بواسطة حزب الله اللبنانى، ومنهم من قامت باختطافه حركة المقاومة الإسلامية حماس مثل الجندى جلعاد شاليط، وكان الهدف من عمليات الاختطاف، سواء التى نفذها حزب الله أو حركة حماس هو الضغط على إسرائيل للإفراج على الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين، وهو ما تم التوقيع عليه بهذه الصفقة.
إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف ـ أسيرا حرب لبنان الثانية
وهما أشهر أسيرين إسرائيليين لدى حزب، وهما جنديان احتياطيتان فى الجيش الإسرائيلى تم أسرهما فى 12 يوليو 2006، بواسطة حزب الله قرب قريتى الجليل وشتولا زرعيت عندما كانا مجندين فى قوة لمراقبة الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية.
وحسب القوانين الدولية يعتبر الجنديان أسيرى حرب لانتمائهما إلى قوة عسكرية، لهذا لم يقم حزب الله بتطبيق القوانين الدولية بشأن معاملتهما كأسرى، ولم يسمح لمنظمة الصليب الأحمر الدولية بزيارتهما أو نقل أى المعلومات عنهما، تمت عملية أسر الجنديين بواسطة قصف نفذه حزب الله على عدة مدن إسرائيلية، مما أدى إلى إصابة 11 إسرائيلياً بجروح، بعدها توغلت قوة تابعة للحزب فى الحدود الإسرائيلية، حيث هاجمت دبابتين عسكريتين إسرائيليتين من الدورية المراقبة للحدود، مما أسفر عن مصرع 3 جنود إسرائيليين من قائدى الدبابتين، وبجانب أسر جولدفاسر وريجف.
رون إراد ـ الطيار المفقود
من أقدم الأسرى الإسرائيليين المختطفين فى لبنان، وهو طيار إسرائيلى مفقود فى لبنان منذ 22 عاماً، سقطت طائرته فى 16 أكتوبر 1986 فى جنوب لبنان، وقبض عليه على يد حركة أمل فى ذلك الوقت، وقامت بعدها بتسليمه لحزب الله، ومنذ ذلك الحين لا يدلى الحزب بأية معلومات عن مصيره، إلا أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن أواخر الشهر الماضى وفاة إراد، مع عدم معرفة مكانه حتى الآن، وسيقوم الحزب فى إطار الصفقة الحالية بتقديم معلومات هامة جداً عنه لجيرهارد كونراد، الوسيط الألمانى التابع للأمم المتحدة المشرف على صفقة تبادل الأسرى.
جلعاد شاليط ـ الورقة الرابحة
وهو الجندى الإسرائيلى الأكثر شهرة المختطف من قبل حركة حماس، و ترجع تسميته بهذه التسمية "الورقة الرابحة"، لأنه يمثل ورقة رابحة لدى حماس التى قامت باختطافه كعملية انتقامية ضد إسرائيل وللتفاوض بعد ذلك معها، لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المتواجدين فى السجون الإسرائيلية، الذى يقدر عددهم بالآلاف.
ولد جلعاد شاليط فى مدينة نهاريا فى 28 أغسطس 1986، ثم انتقل مع عائلته إلى الجليل الغربى، وهو الثانى من بين 3 أخوات للأب نوعم شاليط ولأمه أفيفا. تم تجنيده بالجيش الإسرائيلى فى يوليه 2005 فى سلاح المدرعات، تم أسره ونقله من إسرائيل لقطاع غزة بواسطة كتائب عزالدين القسام التابعة لحركة حماس فى 25 يونيه 2006 بعد إصابته بجروح إثر هجوم شنته كتائب القسام على قوة إسرائيلية من سلاح المدرعات قرب الحدود مع قطاع غزة، حيث اقتحمت قوة 8 مسلحين كتائب القسام الحدود عبر نفق حفرته تحت الحدود، وهاجمت القوة الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 5 آخرين بجروح، بجانب أسر جلعاد شاليط الذى كان بين المصابين داخل دبابة، ونقلوه إلى قطاع غزة، الذى لا يزال به أسيراً، وعلى قيد الحياة حتى وقتنا هذا.
وبدأت المفاوضات الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح جلعاد شاليط فى محاولات استرجاع شاليط بأى ثمن، ولكن دون فائدة إلى أن لجأت إسرائيل للتفاوض مع حماس بوساطة مصر لإطلاق سراح شاليط، ومنذ ذلك الحين تساوم حركة حماس إسرائيل لإطلاق سراح 450 ألف معتقل فلسطينى فى سجون إسرائيل، على عدة مراحل، مقابل تحرير شاليط، مؤكدة حماس أنها لن تتراجع عن أعداد الأسرى الفلسطينيين، المطلوب تحريرهم، حتى لو مكث شاليط فى الأسر 100 عام.
ويدفع الفلسطينيون منذ اختطاف حماس لشاليط، ثمن هذا من دمائهم وأرواحهم، بسبب الهجوم الإسرائيلى المستمر بشكل يومى على الفلسطينيين، والذى تمثل فى عدة مرات بالمجازر، هذا بجانب منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بجميع أشكالها، مما يؤدى إلى قتل الفلسطينيين بصورة غير مباشرة بسبب عدم توافر المواد الأساسية الناتج عن الإغلاق الإسرائيلى للقطاع، من الجدير بالذكر أن فى عملية اختطاف شاليط التى نفذتها حماس قضت على أسطورة الجدار العازل الذى شيد لحماية الإسرائيليين، وهذا بعد نجاح حماس فى اختراقه بواسطة حفر نفق تحته بوسائل بدائية للدخول لإسرائيل، وتنفيذ عمليتهم كاملة، مما أدى إلى موجة غضب عارمة فى إسرائيل، نتيجة لانكشاف أمر الجدار الذى لا يقهر.
الأسرى اللبنانيون فى إسرائيل
يتواجد العديد من الأسرى اللبنانيين فى السجون الإسرائيلية منذ السبعينات، وأقربهم أسرى حرب لبنان الثانية التى دارت بين إسرائيل ولبنان فى 2006 ، والتى مكنت إسرائيل من اعتقال مجموعة المقاتلين اللبنانيين، ويأتى على رأس الأسرى اللبنانيين، الأسير سمير القنطار الذى استحق عن جدارة لقب "عميد الأسرى اللبنانيين".
سمير القنطار ـ البطل المقاتل
هو أقدم سجين لبنانى فى إسرائيل، ولد فى بلدة عبية اللبنانية بيروت لعائلة درزية عام 1962، وتم أسره فى 22 أبريل 1979بعد تنفيذه لعملية ضد إسرائيل، عندما كان فى الـ16 من عمره، حيث قاد مجموعة من جبهة التحرير الفلسطينية تسللت إلى شمالى إسرائيل بقارب مطاطى عن طريق البحر، عند وصولهم لمدينة نهاريا الإسرائيلية، أطلقوا النار على سيارة شرطة وقتلوا شرطياً إسرائيلياً واقتحموا بعدها منزل عائلة إسرائيلية تسمى عائلة هاران فى مدينة نهاريا، اختطفت المجموعة طفلة فى الرابعة من عمرها، وأبيها، ثم قتلهما قائد المجموعة على شاطئ البحر قرب مدينة نهاريا، اختبأت الأم الإسرائيلية، مع طفلتها الأخرى، التى ماتت اختناقاً، عندما حاولت الأم إسكاتها، وجارة للعائلة، بينما أخذت المجموعة بقيادة القنطار الأب وابنته إلى شاطئ البحر، حيث وجدتهم الشرطة الإسرائيلية، وعندما بدأ تبادل إطلاق النار بين الشرطة والمجموعة، ثم قام القنطار بقتل المخطوفين قبل قبض الشرطة الإسرائيلية عليه. كذلك قتل شرطى إسرائيلى فى تبادل إطلاق النار، قتل أصلان والمؤيد "أفراد من المجموعة" أثناء تبادل إطلاق النار مع الشرطة الإسرائيلية، بينما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية القنطار والأبرص، بعدها حكمت المحكمة الإسرائيلية فى 28 يناير 1980 على سمير القنطار بخمس مؤبدات حبس فى سجن هداريم الإسرائيلى، لاعتباره مسئولاً عن مصرع 5 أشخاص وإصابة آخرين، تم إطلاق صراح الأبرص فى 21 مايو 1985 فى إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفى إطار هذه الصفقة، من المنتظر أن يقوم أبناء عائلة الشرطى الذى قتله القنطار، بتقديم التماس إلى محكمة العدل العليا ضد قرار الإفراج عنه، لقيامه بقتل الشرطى وثلاثة من العائلة، ولكن من المتوقع تجاهل الحكومة الإسرائيلية الالتماس، مثل تجاهلها من قبل لآراء قادة الموساد وأيضاً جهاز شاباك وجهاز الأمن العام فى إسرائيل والمجلس الأمن القومى الذين عارضوا إتمام الصفقة مع حزب الله، من الجدير بالذكر أن القنطار سجل نفسه أثناء مكوثه فى السجن الإسرائيلى كطالب فى الجامعة المفتوحة الإسرائيلية بتل أبيب، والتى تستخدم طريقة التعليم من بعيد، وفى سبتمبر 1998 منحت الجامعة المفتوحة للقنطار درجة بكالوريوس فى الآداب والعلوم الاجتماعية.
يحيى سكاف ودلال المغربى ـ الشهيدان
وهم منفذا عملية اختطاف الباص الإسرائيلى الشهيرة فى تل أبيب، وستقوم إسرائيل بتسليم رفاتهما فى الصفقة الحالية، فقبلَ 29 عاماً نفذ الشهيدان اللبنانيان يحيى سكاف ودلال المغربى، ومجموعة عرفت باسم مجموعة دير ياسين. تتكون من و 11 ناشطاً آخرين عملية انتقامية داخل إسرائيل من أكثر العمليات التى نفذت ضد إسرائيل شجاعة، وكانت العملية أول عملية فدائية انتقامية، عرفت باسم عملية الشهيد كمال عدوان.
بدأت العملية التى قادتها المناضلة دلال المغربى ويحيى سكاف فى11 مارس 1978، بهدف تنفيذ عملية أسر مدنيين داخل إسرائيل لاستبدالهم بعد ذلك بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب، دخلت المجموعة إسرائيل عن طريق البحر وأوقفت حافلة ركاب كبيرة جنوب مدينة حيفا، حيث احتجزت 63 مستوطناً إسرائيلياً، ثم توجهت المجموعة بالحافلة إلى منطقة هرتزليا فى تل أبيب، حيث استولت أيضاً على باص آخر جمعت فيه كل المحتجزين اليهود، بعدها طوقت قوات الجيش الإسرائيلى والشرطة المكان بأكثر من 6 آلاف جندى بقيادة إيهود بارك وزير الدفاع الحالى، وأعلنت حالة الطوارئ، ودارت أعنف معركة بين المقاومين والقوات الإسرائيلية سقط خلالها حوالى 45 قتيلاً من المحتجزين والضباط الإسرائيليين وأكثر من 87 جريحاً. وأسفرت العملية عن سقوط 9 شهداء من أبطال العملية من بينهم دلال المغربى، وأصيب اثنان منهم بجراح، كان المناضل يحيى سكاف أسر وأسر اثنان آخران معه، ووقع يحيى سكاف المولود بقرية المنية بشمال لبنان بالأسر، وحرمت إسرائيل على عائلته زيارته ومنعت أيضاً المنظمات الإنسانية من لقائه، كما رفضت الاعتراف بأسره أولاً ثم تأكد أسرى لبنانيون من اعتقاله، لأن إسرائيل أفرجت عن 3 من منفذى العملية فى صفقة سابقة لتبادل الأسرى مع حزب الله، إلى أن أعلنت إسرائيل مؤخراُ وفاة يحيى سكاف، وأن جثمانه دفن مع آخرين كانوا فى المجموعة الفدائية نفسها بمقبرة واحدة التى نفّذت الهجوم.
الأسرى الفلسطينيون
سيأتى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فى المرحلة الأخيرة من إتمام تنفيذ الصفقة، حيث ستشتمل الصفقة تحرير أسرى فلسطينيين بواسطة حزب الله، هذا بجانب تحرير الأسرى الفلسطينيين، القابعين بالآلاف فى السجون الإسرائيلية بواسطة حركة حماس مقابل الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط، ويمكث فى السجون الإسرائيلية السالف الأسرى الفلسطينيين يختلف أعمارهم، فمنهم رجال وأولاد وشيوخ ونساء وحتى أطفال، ومن أبرز الأسرى الفلسطينيين، الأسيرين مروان البرغوثى وأحمد سعدات.
مروان البرغوثى ـ المناضل
يعتبر مروان البرغوثى من أهم الرموز الفلسطينية المناضلة ضد إسرائيل، وأحد أهم قياديى حركة فتح الفلسطينية، التى تمثلها للسلطة الفلسطينية وزعيم التنظيم بها، وُلد البرغوثى فى رام الله فى 6 يونيه 1958، وانضم فى سن الـ 15 إلى حركة فتح، وعند بلوغه الـ 18 عاماً 1976، ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وسجن عامان بتهمة التظاهر ضد إسرائيل، وفى السجن حصل البرغوثى على الثانوية العامة وتعلم اللغة العبرية والإنجليزية، وبعد إطلاق سراحه التحق البرغوثى بجامعة "بيرزيت" بالضفة الغربية، وترأس مجلس الطلبة بالجامعة التى تعد من أعرق الجامعات الفلسطينية، وتخرج البرغوثى منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية، ونال على شهادة الماجستير فى العلاقات الدولية، وتنظر إسرائيل لجامعة بيرزيت بخوف وحذر شديدين، لتخرج مقاومين أبطال منها مثل البرغوثى والشهيد يحيى عياش.
أسس البرغوثى بعد عودته، منظمة الشبيبة الفتحاوية الجماهيرية فى الأراضى الفلسطينية، هذه المنظمة التى تشكلت فى مطلع الثمانينيات، واعتبرت أكبر وأوسع وأهم منظمة جماهيرية تقام فى الأراضى المحتلة، حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيسياً فى الانتفاضة الشعبية الكبرى التى انطلقت عام1987، كما تعرض البرغوثى للاعتقال والمطاردة عدة مرات خلال سنواته الجامعية، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية، إلى أن تم طرده خارج فلسطين بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلى إسحق رابين آنذاك، تنفيذاً سياسة الإبعاد التى طالت العديد من القادة فى الأراضى الفلسطينية.
عاد البرغوثى فى 1994 مع أول مجموعة من المبعدين من فلسطين، وبعد ذلك انتخب فى أول اجتماع لقيادة فتح برئاسة الراحل فيصل نائباً للحسينى وأمين سر للحركة فى الضفة الغربية ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمى والنضالى، ليعيد البرغوثى بعدها تنظيم الحركة التى كانت قد تعرضت لضربات شديدة بواسطة إسرائيل، كما عمل البرغوثى حتى اعتقاله محاضراً فى جامعة القدس.
تبلور دور البرغوثى خلال الانتفاضة الأولى فى عام 1987 لاعتباره مهندس الانتفاضة وعقلها المدبر، والذى قال عليه آريئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق " أفضل موته على اعتقاله، لأنه ولد من أجل مقاومة إسرائيل"، وخلال الانتفاضة ألقت إسرائيل القبض عليه ورحلته إلى الأردن التى مكث فيها 7 سنوات ثم عاد ثانية لفلسطين عام 1994 بعد اتفاقية أوسلو وفى عام 1996، أصبح نائب بالمجلس التشريعى الفلسطينى.
البرغوثى وانتفاضة الأقصى
مثلما نشط البرغوثى فى الانتفاضة الأولى، نشط البرغوثى أيضاً بالانتفاضة الثانية التى عرفت باسم انتفاضة الأقصى، مما أدى إلى زيادة شعبيته وسط الفلسطينيين، حيث انتقد البرغوثى، الذى كان وقتها أمين عام حركة فتح، ياسر عرفات متهماً السلطة الفلسطينية بالفساد والتجاوزات، وحاولت إسرائيل اغتياله وقتها، ولكن المحاولة باءت بالفشل، وبعدها ألقت إسرائيل القبض عليه فى 15 أبريل 2002، وقدمته للمحاكمة فى تل أبيب التى أدانته 20 مايو2004 بتهم القتل والشروع بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و40 عاماً، لاتهامه بالمسئولية عن أمانة سر حركة فتح، ولكون كتائب شهداء الأقصى تابعة لفتح فإن أى عمل عسكرى قامت به يتحمل البرغوثى مسئوليته، ومن الجدير بالذكر أن البرغوثى تعرض إلى محاولات اغتيال عديدة ونجا منها، وفى إحدى هذه المحاولات أطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة له بجوار منزله لتستهدفه أثناء خروجه.
ولا يزال البرغوثى يواصل عمله السياسى من سجنه بإسرائيل، حيث قاد معظم الفصائل الفلسطينية فى انتخابات المجالس البلدية وانتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى الثانية يناير ـ 2006، واتفق على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ورأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية، والبرغوثى متزوج من المحامية فدوى البرغوثى والتى تعمل فى المجال الاجتماعى، ومنذ إلقاء القبض عليه تدافع فدوى البرغوثى عنه وعن المقاومة الفلسطينية فى أكثر فى وسائل الإعلام فى 20 دولة مختلفة، وله 4 أولاد أكبرهم القسام والمعتقل فى سجن عوفر منذ نهاية12 ـ 2003 وعمره 18 عاماً وربى تدرس بالثانوية العامة وشرف فى الصف الـ9 وعرب فى الصف الـ8.
أحمد سعدات ـ سجين أريحا
وهو الأمين العام الحالى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو أيضاً الأسير المقرر الإفراج عنه ضمن صفقة الأسرى الفلسطينيين، تم اختيار سعدات أميناً عاماً للجبهة بعد اغتيال أمينها العام السابق أبو على مصطفى، بواسطة إسرائيل بصاروخين استهدفا مكتبه فى مدينة رام الله المحتلة.
اختطف سعدات على يد مخابرات السلطة الفلسطينية، وتم احتجازه فى مقر الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، بعدها قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة المقر مطالبة بتسليم سعدات و4 من رفاقه، تتهمهم باغتيال وزير السياحة الإسرائيلى رحبعام زئيفى، وتم عقد صفقة لفك الحصار عن مقر عرفات تم بناءً عليه سجن سعدات ورفاقه فى سجن أريحا الفلسطينى تحت حراسة رجال أمن أمريكيين وبريطانيين، وفى 14 مارس 2006 انسحب المراقبون الأمريكيون والبريطانيون من سجن أريحا، لتسهيل المهمة لقوات الجيش الإسرائيلى التى دخلت بعد 5 دقائق، لتحاصر السجن وتهدمه، بعد حصار استمر 11 ساعة بعدها تم إلقاء القبض على سعدات ومجموعة من المطلوبين الفلسطينيين، ليقبعوا أسرى فى سجون إسرائيل.
إسرائيل والعرب .. صفقة جديدة لملف تبادل الأسرى
الخميس، 10 يوليو 2008 02:06 م