عدلى رزق الله : التعليم يبدأ باللعب

الثلاثاء، 01 يوليو 2008 11:33 م
عدلى رزق الله : التعليم يبدأ باللعب عدلى رزق الله
حاوره كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للفنان عدلى رزق الله شهرة واسعة داخل وخارج مصر لإسهاماته المميزة فى مجال التصوير بالألوان المائية، ورسوم الأطفال، وعلى مدى أربعين عاما، ظل عدلى رزق الله مصرا على التعبير عن أحلامه للكبار وللأطفال من خلال الخامة الرقيقة الشفافة الألوان المائية، فهو يعتبر نفسه فنانا صاحب رسالة ورسالته، هى خدمة الفن والتعبير عن أحلام وخيال الطفل بداخله، ومن هنا نجحت أعماله للأطفال، ونالت حضورا كبيرا فى القاهرة وبيروت وباريس. تاليا حوار مع عدلى رزق الله حول إسهاماته للأطفال ...

نريد أن تتحدث، بداية، عن الجانب النفسى والتربوى الغائب فى كثير من الأعمال المقدمة للأطفال؟
الدراسة النفسية ليست طريقى للمعرفة، قد تكون طرقاً مجدية ومفيدة لنوعيات أخرى من المبدعين، لكنى عندما أرسم للأطفال أتحول إلى طفل, فهناك دائماً الطفل داخلى، الذى يصحو عندما يعمل الذهن، فالمبدع حالة مركبة تدخل الثقافة إليه لتسرى فى شرايينه، لكن باب الإبداع يفتحه الطفل ولا يستطيع أكبر أساتذة علم النفس فتحه، لكن لكل فنان أو كاتب همومه وثقافته وما جرى له وأحلامه أيضاً، وهذا ما يتضح بالضرورة فى أعماله.

ألا تخشى من غياب النظرية والاستسلام الكامل للطفل داخلك؟
احتمى عادة بشىء بسيط وبالنسبة لى هذا الشىء البسيط هو أقصر الطرق للوصول إلى الطفل، الطفل بداخلى لم يقتل، وحياتى كلها كانت معركة للحفاظ عليه، ومن هنا أنا ألعب أو ألاعب طفلى وطفولتى.

كيف تتعامل فنياً مع الأطفال، كيف تخاطب كل الأطفال على اختلاف أعمارهم؟
الطفل يتغير سريعاً ويتنقل من مرحلة لأخرى أسرع مما نتصور فطفل الرابعة، ليس هو أبداً طفل السادسة، وطفل الثامنة ليس هو أبداً صبى العاشرة، فى الرابعة عشرة نستطيع أن نقرأ أدباً وفى السابعة عشرة نطرق أبواب الجامعة، إذن لابد من إدراك الفروق الواضحة بين الأعمال.

معظم إصدارات الأطفال لدينا رديئة فى طباعتها ألا يشوه ذلك عمل الفنانين؟
أسوأ ما يشين إصدارات بلادنا للأطفال هى الطباعة الرديئة، التى ستشوه بالضرورة إصدارات بلادنا للأطفال فهى تطبع على ورق ردئ، حينئذ يكون من الأفضل ألا تطبع أصلاً. ينجح أولادنا فى الحصول على جوائز الرسم العالمية فى السن المبكرة، ولكن التشويه ممن يطبعون مجلاتهم طباعة رديئة ويتركون السذج يتحدثون للأطفال فى وسائل الإعلام، يضيع مواهب أولادنا، ناهيك عن أن التربية الفنية غير موجودة أصلاً، بينما مدرس الرسم قد يكون أهم المدرسين جميعاً، ومدرس الحضانة هو المشكل الأول لملكات الأطفال، لو عرفنا ذلك لربينا الأطفال بطريقة أخرى.

ما رأيك فى سيطرة برامج الرسوم المتحركة "المستوردة" واستيلائها على مساحة الإبداع للطفل؟
هذه قضية مجتمع، تعرضنا لها فى الستينيات وقمنا بمعركة داخل أروقة دار الهلال ولم ننتصر، رغم أننا قدمنا بعض الإنجازات الصغيرة، فالمجلات التى اعتمدت على النماذج الأجنبية الرخيصة استطاعت أن تطرد أهم مجلة صدرت فى مصر للأطفال وهى مجلة "سندباد"، وكان سعيد العريان، وبيكار الرسام الكبير العمودين الأساسيين لها، واللغة العربية الفصيحة السهلة كانت لغتها بالإضافة إلى الاهتمام الجاد من دار المعارف فى ذلك الوقت، لكن العملة الرديئة طردت العملة الجيدة، رغم محاولاتنا، وحين أقول محاولاتنا، فأنا أذكر أننى رسمت مسلسلاً لفؤاد حداد، لكن هذه الأعمال لم تكن هى السمة الغالبة، شاشات التليفزيون تستطيع أن تقوم بدور كبير لو اقتنع المشرفون على هذا الجهاز الأكثر أهمية أن مجال الطفل، هو أهم المجالات جميعاً وليس أقلها كما يحدث اليوم.

ماذا عن احتلال النموذج الأجنبى فى الرسوم المتحركة لعقول أطفالنا؟
مسألة سيادة النموذج الأجنبى نعلمها جميعاً وأفرق بين نوعين من الإنتاج للطفل فى الغرب، الغرب المقبول كأن نترجم "شكسبير" أو "ديستيوفسكى " فلو كنا نستورد فى مجال الأطفال ما يوازى ذلك لما قلنا لا، ولكننا نترجم الجرائد الأمريكية أو الفرنسية، الإخوة "جريم" أو هانز كرستين أندرسن" إنتاج مطلوب بشدة ولكن "الشبح" أو "تان تان" مرفوض فليس كل الغرب كوكاكولا وبارفان غالى الثمن.

ألا ترى أن الاكتفاء بجوانب الترفيه أو التسلية فى الرسوم والأعمال المقدمة للأطفال، آفة كبيرة حتى لو اقترن ذلك بإيراد بعض الأمور التى تحرك الذهن؟
تجربتى الشخصية تقول لى إننا يجب أن نقدم للطفل لعباً جيداً ومتعة وتربية فنية ورسوماً تتميز بالقيمة الجمالية، ولكن علينا أن ندرك أن بجانب كل هذا يجب أن نقدم له ما يتصور الطفل أنه ثقيل على قلبه، على ألا تزيد الجرعة، بحيث تصرف الطفل عن العمل المقدم له .

ماذا تقصد بـ ثقيل على قلب الطفل؟
يحضرنى الآن فقرة من كتاب لـ"ستانسلافيسكى" وكان يتكلم عن طفولته ورحلة يوم الأحد مع الآباء، كان إذا قيل لهم إن يوم الأحد مخصص للسيرك يتحول اليوم إلى عيد، وإذا قيل لهم، لحديقة الحيوان كانوا يفرحون، أما إذا قيل لهم هذا الأحد سنذهب إلى الأوبرا كانوا يمتعضون، ويحكى المؤلف عما بقى لهم من زيارة الأوبرا، فلم يكن يتعدى متعة الركوب بجوار سائق عربة الخيول، لأنهم يملون سماع الغناء فى الأوبرا، ولكنه يقول "عندما كبرت وعملت مخرجاً مسرحياً فاض من داخلى منبع كان المغذى له تلك الليالى الثقيلة على القلب، وهذه الفقرة كانت درساً لى كفنان نلعب مع الأطفال نعم نستمتع نعم، ولكن لابد من جرعة الجدية حتى لو استثقلها الأطفال وصفحاتى التى أنشرها وكتبى للأطفال كلها بعنوان "العب .. العب .. العب وتعلم".

أتساءل عن ندرة الشخصيات العربية الكارتونية أو الفنية التى تقترب من وجدان الطفل العربى؟
حقيقة القلب ثقيل، رغم الأمل الذى يدفعنى باستمرار إلى ما أطلقت عليه "البداية من جديد"، فأنا رسمت هذا العام الكثير للأطفال، رغم عدم تقيدى بجهات نشر، وأتساءل معك حول ما يمكن أن نسميه بالشخصية العربية التى تستطيع الاستحواذ على وجدان أطفالنا، أنا لا أستطيع أن أدعى لنفسى هذا الجهد، نعم كتابى "الفانوس والألوان" ترجم إلى الفرنسية، لكن كم طفلاً قرأه بمصر تلك هى القضية، نشرت عشرة كتب، ولكن هذا قطرة فى بحر أولاد بالملايين، ولكن قبل أن يحدث هذا أو تتراكم صفحاتى فى مجلة للأطفال عشر سنوات، لن أدعى أننى خلقت شخصية تعجب الأطفال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة