نشرت صحيفة لومند على موقها الإكترونى حواراً مع عالم الاجتماع الشهير جون زيجلر، المقرر الخاص السابق حول الحق فى الغذاء بالأمم المتحدة، والذى يعمل الآن عضوا فى اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. جون زيجلر هو صاحب كتاب "إمبراطورية العار"، الذى يمثل إحدى قمم المواجهة بينه وبين النوايا الحقيقية الفاضحة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار فيه أن هناك قوة جديدة تتشكل فى هذا العالم تهدف إلى خدمة نظام عالمى الجديد يقتات على لحوم الفقراء وترعاه الولايات المتحدة. وانتقد زيجلر مؤخرا الولايات المتحدة بسبب دعمها لإنتاج الوقود الحيوى، واصفا ذلك الأمر بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
ما هو تقييمك لقمة الغذاء العالمية التى اختتمت أعمالها فى الخامس من يونيه؟
فشلت القمة فشلا ذريعا وكانت محبطة للآمال بشكل كبير. لقد أثارت القلق حول مستقبل منظمة الأمم المتحدة. تعد هذه القمة فريدة من نوعها فى تاريخ الأمم المتحدة، حيث اجتمع خلالها أكثر من خمسين من رؤساء الدول والحكومات بهدف محاولة إيجاد حلول ملموسة لمذبحة الجوع اليومية المخيفة، التى تتفاقم نتيجة الارتفاع الجنونى فى أسعار السلع الغذائية منذ خمسة أو ستة شهور. إلا أن نتيحة هذه القمة كانت فضيحة بكل المقاييس، فقد طغت المصالح الشخصية على المصلحة العامة، والقرارات التى تم التوصل إليها فى هذه القمة من شأنها زيادة حدة كارثة الجوع بدلا من القضاء عليها.
ما هى القرارات التى كنت تتمنى أن يتوصل إليها أعضاء منظمة الفاو؟
كنت أتمنى أن تتوصل القمة لثلاثة قرارات. أولا: منع حرق الطعام لصناعة الوقود الحيوى. ثانيا: العمل على إلغاء نظام تثبيت أسعار المواد الغذائية الأولية فى البورصة، ووضع نظام من شأنه السماح للدولة المنتجة بالتفاوض مباشرة مع الدولة المستهلكة، وذلك لتجنب تحقيق المكاسب القائمة على المضاربة. ثالثا: أن تمنح المؤسسات المالية خاصة صندوق النقد الدولى، الأولوية المطلقة لوضع استثماراتها فى مجال زراعة المواد الغذائية داخل الدول الفقيرة.
يلزم الإعلان الختامى للقمة (والذى تم التوصل إليه بصعوبة) الدول الأعضاء فى المنظمة بخفض نسبة الجائعين إلى النصف بحلول عام 2015. هل يمكن اعتبار هذا الهدف ذا مصداقية؟
بالطبع لا. إن هذا هو النفاق بعينه. لقد كان ذلك هو هدف الألفية الثالثة، حين قام كوفى عنان السكرتير العام السابق للأمم المتحدة، فى سبتمبر عام 2000، بعقد اجتماع بين الدول الأعضاء فى المنظمة بنيويورك وحدد أهداف الألفية الستة للعمل على محاربة البؤس والجوع وغيرهما... كان أول هذه الأهداف التى تم العمل على تنفيذها هو خفض عدد الجائعين إلى النصف بحلول 2015. إلا أن الجوع لم يتراجع ما بين عامى 2000 و2008، بل على العكس، لقد ارتفع معدله بشكل خطير. ووفقا لدراسات منظمة الفاو، سجل العام الماضى عدد 854 مليون شخص يعانون بشدة من سوء التغذية الدائمة، إلى جانب 6 ملايين طفل ماتوا بسبب الجوع. ومن المتوقع أن يتعرض ابتداء من الآن 100 مليون شخص لسوء التغذية الدائمة نتيجة ارتفاع الأسعار.
من هم المسئولون عن فشل قمة روما؟
هناك ثلاثة مسئولين رئيسيين. من ناحية، الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتاها كندا وأستراليا، الذين أضروا بالقمة باتباعهم سياسة تجميد القرارات. المسئول الثانى هى المؤسسات متعددة الجنسيات، إذ يسيطر حاليا عشر من هذه مؤسسات على 80% من تجارة المواد الغذائية الأساسية على مستوى العالم، ولكنهم ليسوا الصليب الأحمر، ولم يعينهم أحد لتولى مسئولية المصلحة الجماعية. أما المسئول الثالث، الذى أذكر اسمه بقلق شديد، فهو السكرتير العام للأمم المتحدة المسئول عن تقديم الاقتراحات.
جون زيجلر: نتيحة قمة الفاو فى روما كانت فضيحة!
الإثنين، 09 يونيو 2008 07:43 م