استطاع الناقد التونسى بوراوى بعد جهد فردى امتد سنوات أن يعيد اكتشاف نصوص نثرية وقصصية لرواد تونسيين غير مشهورين بهذا الفن، منهم شاعر العامية المصرية بيرم التونسى والشاعر أبى القاسم الشابى اللذان شملتهما موسوعة القصص العربية فى تونس فى القرن العشرين.
تقع الموسوعة فى 722 صفحة كبيرة القطع وصدر الجزء الأول منها ضمن منشورات اتحاد الكتاب التونسيين ويضم 64 نصاً قصصياً اختارها عجينة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة سوسة من تراث 31 كاتباً تونسياً ولدوا بين عامى 1871 و1929 باعتبارهم كتابا مؤسسين للفن القصصى فى البلاد.
ولبيرم فى الموسوعة أربعة نصوص تتراوح بين المقامة والقصة ونشرت بين عامى 1934 و1937 فى صحف تونسية.
وبيرم، الذى حمل لقب التونسى مولود فى مدينة الإسكندرية عام 1893 وكان جده مصطفى بيرم عائداً من الحجاز إلى تونس وطاب له المقام فى الإسكندرية وتزوج مصرية وأنجب منها والد بيرم.
عرف الشاعر اليتم مبكراً وذهب إلى القاهرة وتردد على الشعراء الشعبيين وأصدر نشرة (المسلة) التى صادرتها الحكومة فأصدر (الخازوق) منتقداً فؤاد حاكم البلاد وهجاه وشهر بزوجته نازلى فى قصيدة جاء فيها "الوزة من قبل الفرح مدبوحة والعطفة من قبل النظام مفتوحة ولما جت تتجوز المفضوحة قلت اسكتوا خلوا البنات تتستر" فتم نفيه عام 1919 لكنه عاد متخفياً عام 1922 وتزوج مصرية ثم اكتشف أمره عام 1924 فنفى من جديد إلى أن عاد عام 1937.
ويعد بيرم من أبرز شعراء العامية المصرية وكتب كثيراً من القصائد والأزجال والأغانى لمطربين بارزين منهم أم كلثوم التى غنت له (شمس الأصيل) و(الهوى غلاب( و(يا صباح الخير يا للى معانا) و(يا جمال يا مثال الوطنية) التى لحنها رياض السنباطى وهى تحية إلى بطل ثورة 23 يوليو 1952 الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الذى منح بيرم وسام الفنون من الدرجة الأولى.