أوباما الرئيس... لن يكون نصيراً للعرب

الأربعاء، 04 يونيو 2008 03:04 م
أوباما الرئيس... لن يكون نصيراً للعرب السيناتور باراك أوباما - AFP
كتب رائد العزاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت أخيراً معركة تكسير العظام داخل الحزب الديمقراطى بفوز السيناتور باراك أوباما على منافسته السيناتور هيلارى كلينتون بعد معركة دارت رحاها على مدار أشهر، فمن هو هذا الذى يحمل لقب السيناتور الوحيد ذو الأصل الأفريقى فى مجلس الشيوخ الأمريكى؟، وكيف ينظر المرشح الديمقراطى إلى قضايا الشرق الأوسط والحرب فى العراق وباقى منطقتنا العربية؟

تتركز معظم أنشطة ومواقف وتصريحات السيناتور أوباما منذ أن انتخب عضواً فى مجلس الشيوخ على الواقع الداخلى فى الولايات المتحدة فى قضايا الفقر والتعليم والهجرة والشفافية ومحاربة الفساد. ولكن من خلال الأنشطة واللقاءات يمكن أن نرصد بعض مواقف أوباما فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، ففى مسألة الحرب على العراق، يتخذ أوباما موقفاً وسطاً، فقد أعلن أوباما فى أكثر من مناسبة أن الحرب كانت خطأ وأن النظام العراقى السابق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل أو أية صلات بالإرهاب. وينتقد أوباما سياسة الرئيس بوش فى العراق، ولكن ذلك لم يمنعه من تأييد ودعم القوات الأمريكية معنوياً من خلال الزيارة التى قام بها للعراق فى يناير 2006. كما أنه لم يضع أية استراتيجية لسحب القوات من العراق، وترك الأمر فى حال انتخابه كرئيس إلى القادة العسكريين كما أن أوباما التقى لمرات عديدة بقادة من العرب السنة العراقيين، واستمع فى مرات عديدة إلى تقييم من قادة الجيش عن أوضاع العراق.

أما على مستوى الرؤيا بخصوص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، قام أوباما بزيارة الأردن وإسرائيل والأراضى الفلسطينية، والتقى سلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلى آنذاك ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. وفى لقائه مع مجموعة من الطلاب الفلسطينيين قبل أسبوعين من فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، نقلت شبكة ABC الأمريكية عن أوباما قوله إن الولايات المتحدة لن تعترف بفوز مرشحى حماس قبل أن تعلن الحركة عن تغيير بند تدمير إسرائيل من ميثاقها. وبعد فوز حماس قال أوباما إن الأمل يحدوه بعد أن تخوض حماس تجربة المسئولية عن تقديم الخدمات الأساسية للشعب الفلسطينى من كهرباء وجمع للقمامة، وأن تدرك أن الوقت قد حان للخطاب المعتدل. كما أن خطاباً ألقاه أمام حشد من مؤيديه تزامن مع ذكرى قيام إسرائيل، طالب فيه الإسرائيليين بتغيير سياستهم تجاه الفلسطينيين أثار موجة عارمة من اليهود الأمريكيين.

وفيما يخص الديمقراطية فى العالم العربى فإن أوباما لازال يعتقد أن هناك قصوراً واضحاً لدى قادة وزعماء البلدان العربية، فيما يخص الديمقراطية وحرية التعبير وأن الأنظمة العربية لازالت تقمع الحريات وعليه فأنه كان أحد المصوتين فى مجلس الشيوخ على قرار تخفيض المعونة لمصر كما أنه وجه العديد من الانتقاد لسوريا بسبب دورها فى لبنان، الأمر كذلك بخصوص حزب الله الذى اتهم زعيمه (حسن نصر الله) بأنه يضع سكيناً على رقبة الديمقراطية.

كما سبق لأوباما أن أدان قيام حزب الله اللبنانى بالدخول فى حرب يوليو 2006، متهماً إياه بأنه خرق السيادة الإسرائيلية، وعرَّض الأمن والاستقرار الإسرائيلى للخطر. وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة الأمريكية بعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يرى أوباما أن الحرب الأمريكية فى العراق مارس 2003 التى رفضها منذ بداياتها قوضت من فاعلية الدور الأمريكى فى عملية السلام.

وأن على واشنطن من أجل أن تستعيد دورها عالمياً وفى منطقة الشرق الأوسط، التخلص من العبء العراقى الذى يثقل كاهلها، باعتبار أن من شأن ذلك أن يسهم بصورة كبيرة فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، ومن ثَمَّ تسهيل عملية الوصول إلى سلام فعال بين الفلسطينيين والصهاينة، ولكن بشرط أن تنطلق تلك العملية من الحِفاظ على الأمن الإسرائيلى.

ليس هذا فحسب، بل وتأكيده فى أكثر من مناسبة أن إسرائيل هو أقوى حليف للولايات المتحدة الأمريكية، وأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة، وأنها الوحيدة التى تشارك واشنطن فى العديد من القيم الديمقراطية والحرية السياسية والاقتصادية، وكذلك حرية المرأة، الأمر الذى يحتم على أية إدارة أمريكية جديدة أن تلتزم بالدفاع عن إسرائيل عن طريق توفير التمويل الكامل لدعم مشروعه العسكرى، حتى يتمكن من ردع أية هجمات صاروخية قد يتعرض لها من قِبل طهران!!.

كما يرى أن التحديات المحدقة بإسرائيل تبدأ من التهديد الإيرانى الوشيك، المتمثل فى تصريحات رئيسها محمود أحمدى نجاد بمحو إسرائيل من على الخريطة، وإنكار المحرقة الألمانية لليهودية، بالإضافة إلى تنامى نفوذ تنظيم القاعدة فى منطقة الشرق الأوسط، وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة والذى أصبح منطقة لإطلاق صواريخ حماس على المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

وأنه لكى تتم مواجهة تلك التحديات فإن الأمر ـ حسب تصريحات أوباما ـ يتطلب التعاون بين واشنطن وتل أبيب عسكرياً وأمنياً، حتى تصبح الحكومة الإسرائيلية قادرة على مواجهة أى تهديد لأمنها الداخلى (حماس وفصائل المقاومة الأخرى)، أو الخارجى (إيران وسوريا).

الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل سارع إلى مطالبة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تأييد أى قرار لمجلس الأمن، فيما يتعلق بالحصار المفروض من قِبل الاحتلال "الإسرائيلى" على قطاع غزة، إذا لم يتضمن إدانةً للهجمات الصاروخية التى تطلقها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات.

ويعنى ذلك أن أوباما لم يختلف فى دعمه لإسرائيل عمَّا يفعله بوش الآن أو أى رئيس دخل أو سيدخل البيت الأبيض، الأمر الذى يفرض عدم تعويل العرب كثيراً على أوباما فى حال فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية فيما يتعلق بإمكانية حدوث تغيير فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عموماً والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، أما فيما يخص رؤية أوباما لموضوع دارفور السودانى فقد سأله من قبل أحد الصحفيين فى لقاء خاص عن الملف السودانى، فرد أنه ينظر بعين القلق لعملية التطهير العرقى، وما يحدث فى السودان يعتبر تطهيراً عرقياً واضحاً يجب أن يتحمل المجتمع مسئولياته تجاه ما يحدث فى السودان.

إذا فإن فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطى لا يعنى أن هناك تغييراً ربما سيحدث فى السياسية الخارجية الأمريكية تجاه قضايا العرب والأمر محسوم كذلك فى حال فوز جون ماكين برئاسة الولايات المتحدة، فالبيت الأبيض لا توجد فى شرفاته نافذة مطلة على الوطن العربى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة