موسى: السياسة الإسرائيلية تهدد السلام بالفشل

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فى كلمته أمام القمة الحادية عشرة للاتحاد الأفريقى، أن النزاع الفلسطينى الإسرائيلى يزداد تعقيداً، ومسيرته ـ التى أطلقت فى أنابوليس ـ تتجه إلى الفشل، بسبب السياسة الإسرائيلية التى تهدف إلى تخريب فرص السلام، ودعا قادة الدول الإفريقية للوقوف بحزم فى مواجهة السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، مشيداً فى ذات الوقت بالجهود المصرية، التى أدت إلى إبرام اتفاق التهدئة فى قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وبدء الحوار الفلسطينى حول عملية المصالحة الوطنية.

أكد موسى قائلاً "لاشك أن مشاكل فلسطين والنزاع العربى الإسرائيلى من ناحية، والمشاكل المتصاعدة فى القرن الأفريقى من ناحية أخرى، تشكلان حزاماً محرقاً من الأزمات الحادة، التى تواجهنا سوياً وبنفس الدرجة من الآثار الخطيرة، وأن الروابط القومية والأهداف الواحدة التى تجمع بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى روابط كبيرة وتاريخية.

من جهة أخرى طالب موسى بضرورة العمل الجاد لإنهاء التوتر فى إقليم دارفور، مؤكداً أن الجامعة العربية لن تألو جهداً فى التعاون مع الاتحاد الأفريقى لتأكيد وحدة السودان، كما أعرب الأمين العام عن قلقه العميق من تأزم الوضع فى الصومال، داعياً جميع الأطراف إلى اعتماد أسلوب الحوار وإعلاء المصلحة الوطنية فى البلاد.

حث موسى إلى ضرورة التعاون بين مجلس السلم والأمن الأفريقى ومجلس السلم والأمن الدولى، فى خطوة قد تضع حداً للكثير من المشكلات التى تواجه دور القارة الأفريقية، مشيراً إلى وحدة المشكلات التى تواجه دول الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية.

أضاف موسى فى كلمته، أن أزمة الغذاء والطاقة والمياه، موضوعات على جانب كبير من الأهمية والحيوية، خاصة بالنسبة للدول النامية، ومن ثم تنضم للبنود ذات الأولوية العالية، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك موقفاً موحداً لمواجهة تلك التحديات، وأشار موسى إلى ما أقرته القمتان العربية والأفريقية من عقد اجتماع بين خبراء المنظمتين حول الزراعة والأمن الغذائى خلال العام الحالى 2008 تشارك فيه الدول الأعضاء لاقتراح خطة عمل مشتركة قابلة للتنفيذ السريع بشأن حماية الأمن الغذائى، يشرف على هذه العملية وزراء الزراعة من الجانبين لإقرار الخطة النهائية فى مستهل العام المقبل.

رحب موسى بالمبادرة المصرية بشأن استئناف عقد القمم الأفريقية العربية، والدعوة إلى عقد القمة الثانية فى وقت قريب، خاصة وأنه قد مضى على عقد القمة الأفريقية العربية الأولى أكثر من 31 عاماً، موضحاً أنه "طالما نقبل جميعاً بأن الفضاء العربى والأفريقى فضاء واحد وبناء على مصالح واحدة ومشاكل متصلة تحتاج إلى حلول مشتركة، فإن الأمر يتطلب العودة إلى تعاون مؤسساتى لا تقبل بشأنه ضغوطاً ولا حساسيات".