فى إطار التواصل الثقافى والحضارى بين الأدبين العربى والأسبانى، قامت وزارة الثقافة الإسبانية بترجمة رواية "لا ثاريو دى تورميس" إلى العربية.
وقام بالترجمة إدريس الجبورى ومحمد المسارى، وكتب مقدمة النص الدكتور جميل الحمداوى، حيث يعد النص عملاً فنياً يصنف ضمن روائع الأدب الأسبانى والعالمى، وفى الوقت نفسه يوازى بعض الأنواع الأدبية العربية فى الشكل والمضمون.
تعود الرواية إلى القرن السادس عشر الميلادى، ورغم ذلك ظلت محتفظة ببريقها ولمعانها، وتستهوى الباحثين المهتمين بالدراسات المقارنة فى مجال الأدب.
يذكرأن رواية La vida de Lazarillo de Tormes y de sus fortunas y adversidades "حياة لاثاريو دى تورميس وحظوظه ومحنه"، تمثل حجر الزاوية فى الأدب الإسبانى، لأنها ظهرت إلى الوجود سنة 1554م، لمؤلف مجهول، فى وقت كان يبحث فيه هذا الأدب عن الاستقلالية، ويتطلع إلى إثبات ذاته ووجوده، والتخلص من التبعية للأدب العربى، الذى كرس وجوده فى الأندلس لأزيد من ثمانية قرون.
حاول بعض الدارسين إثبات تأثر الرواية البيكاريسكية بالأدب العربى، خاصة فيما يتعلق بفن المقامة الذى ظهر بالمشرق العربى، قبل أن ينتقل إلى الأندلس، وأدب الشطارين والعيارين الذى ازدهر فى بغداد ودمشق والقاهرة، وشعر الصعاليك المجسد لرؤية الفقراء فى توزيع الثروات، والنصوص السردية الشعبية التى بطلها جحا العربى، التى تناقلتها الألسنة من جيل لجيل منذ مئات السنين.