شهدت جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد كثيراً من التوتر والجدل بعد الانتخابات التى جرت مؤخراً، وأدت إلى استبعاد عدد من الوجوه البارزة المحسوبة على تيار الإصلاح فى الجماعة لصالح المحافظين، حول انتخابات مكتب الإرشاد وما تردد من وجود انقسامات فى الجماعة، كان لنا هذا الحوار مع النائب الإخوانى الدكتور جمال حشمت، الذى أكد أن مسألة الاختلاف أو الاتفاق، هى مجرد شكليات وضعها البعض لتشويه صورة الجماعة.
ما تعليقك على انتخابات مكتب الإرشاد التى جرت مؤخراً؟
لا مشكلة إطلاقاً، لأن الانتخابات تمت بالفعل وأنا شاهد على ذلك لكن الملابسات قد تكون فى أنها حدثت بطريقة ودية داخل الإخوان بصورة غير مألوفة، فلا أحد داخل الجماعة يفرض شيئاً أو أحداً على آخر داخل المكتب، خاصة أن الأسماء كلها مطروحة و معروفة.
ما طبيعة هذه الطريقة الودية التى أشرت إليها؟
لست معنياً بذلك، هى طريقة وتمت بها الانتخابات، وحدث أن تشكل المجلس وانتهى الأمر.
هل تم انتخاب العناصر الجديدة، وفقاً لأهواء مكتب الإرشاد؟
لا،مجلس الشورى هو الذى قام بانتخاب العناصر، بعدما عانى مكتب الإرشاد مؤخراً من نقص فى عناصره الداخلية اختاروا الخمسة عناصر، وهى ناتجة عن قناعة تامة بكفاءتهم، السبب فى تشكيك البعض فى الاختيارات هو القصور فى ممارسة الديمقراطية بالمجتمع المصرى بشكل عام والإخوان كجزء منه، بالإضافة للتقييمات العاطفية، التى تفقد أى انتخابات تجرى المصداقية لدى الشعب، الذى كلما ذهب للانتخابات ضرب.
الديمقراطية التى تتحدث عنها، هل تحققت فى الانتخابات المؤخرة بمكتب الإرشاد؟
طبعاً، وعندما تعادلت بعض العناصر فى عدد الأصوات، أعيدت الانتخابات مرة أخرى حتى توصلوا إلى النتيجة الأخيرة.
هل هناك تيار إصلاحى حقيقى داخل الجماعة؟
لا يوجد لمثل هذه المسميات داخل الجماعة فهى ليست موجودة إلا عند من يلهث أو يتصارع حولها، ولكن يمكن القول إن هناك مدرستين بالجماعة أو اتجاهين أولهما يمثله عمر التلمسانى الشخصية المنفتحة على المجتمع، حتى أن الإخوان استطاعوا أن يقوموا بعمل 3 برامج لأحزاب سياسية مختلفة، بينما مدرسة مصطفى مشهور أكثر تشدداً و حفاظاً على سريه الجماعة.
ما ردك على ما يتردد بشأن اتجاه الإخوان مؤخراً إلى التيار التشددى؟
من الطبيعى أن يزيد التنظيم من عنصر الحماية، عندما تكون سياسة الدولة معتمدة على الإقصاء لكل التيارات السياسية الفعالة فى الشارع المصرى، وخاصة الإخوان المستهدف من النظام الحاكم مثل مصادرة الممتلكات والاعتقالات والمحاكمات العسكرية، بالإضافة لبعثها فى الشعب رسالة تفيد بأن الإخوان لديهم مرجعية إسلامية، بينما الحقيقة أن الحزب الوطنى يتعامل مع الدين بشىء من التخلف، يظهر من خلال التواطؤ المخزى مع رجال الدين، والخوف من شعبية الإخوان وليس كمرجعية لأن الدولة نفسها مرجعيتها إسلامية.
لماذا أدان البعض موقف الإخوان من عدم المشاركة فى مظاهرة 4مايو؟
لا أحد يدفع ثمن وجود الإخوان بالشارع، سوى الإخوان.
ما رأيك فى الحكم الصادر بإقصاء مختار البيه من مجلس الشعب؟
ما حدث فضيحة وعار، لماذا نفذ الحكم سريعاً فى مقابل العديد من الأحكام المشابهة التى لم ينفذ منه شىء، أحكام بشأن مصطفى الفقى وآمال عثمان، وأنا أعتبرها فضيحة للحزب الحاكم.
تردد مؤخراً عن وجود اختراقات أمنية بالجماعة، ما ردك؟
هذا من رابع المستحيلات، لأن هناك حالة من الترابط داخل الجماعة، لا أحد يستطيع أن يتحمل الجو الداخلى بين الأعضاء.
هل يمكن أن يعاد تطبيق الأحكام القضائية الأخيرة الخاصة بانتخابات 2005، مثلما حدث مع حازم حمادى؟
لن يحدث ذلك، لأن ما سبق وأن حدث مع حازم الحمادى لأنه نائب سابق بالحزب الوطنى ولواء أمن دولة وحكم المحكمة، لم يوضح أيهم يدخل وأيهم يخرج، حمادى أم البيه، وكان القرار الذى اتخذ قراراً تعسفياً من المجلس والدستور والسوابق البرلمانية، وهناك بشكل عام فجور يحاط بتنفيذ الأحكام القضائية، والدولة تمارس البلطجة بعلنية شديدة، حتى أن الحزب الوطنى لا يملك شرعية شعبية ولا قانونية، وكيف لحزب ليس لديه أى شرعية أى يعطى رخصة قانونية للإخوان.
ما موقف الإخوان من انتخابات 2011؟
سيعلن الإخوان عن رأيهم عندما تجرى انتخابات حقيقية، لكن ما يحدث الآن هو انتهاء لزمن الانتخابات والترشيحات، بعد أن دخل المخبرون إلى اللجان وخرج القضاة، وهذا يدل على فجور الدولة ويفقدها شرعيتها، وإذا استمر هذا الأمر سيحدث انقلاب، ماذا قدمت الدولة للشعب حتى الآن غير السرقة والنهب، وأرى أن يترك النظام الحاكم الحكم أو يعدل من نفسه.
النائب الإخوانى جمال حشمت: اختراق الإخوان رابع المستحيلات
الإثنين، 30 يونيو 2008 10:35 ص