مع تصويت الحكومة الإسرائيلية الأحد، على قبول أول رفض لصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، تطرح مفاوضات الجانبين، لأهميتها باعتبارها واحدة من أهم المفاوضات العسكرية فى المنطقة، والتى لا تكون السياسة وحدها، العامل الحاسم فيها، بل أيضاً العوامل النفسية والاجتماعية والدينية.
بدأت أولى فصول صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله عقب الاجتياح الإسرائيلى للجنوب اللبنانى، وتساقط المفقودين والقتلى والأسرى الإسرائيليين، فى قبضة المقاومة اللبنانية مع توغلهم فى قلب لبنان.
بدأ تنفيذ أولى الصفقات بين الطرفين عام 1991، عندما بادلت إسرائيل جثة الجندى الدرزى سمير أسعد، مقابل عودة على عبد الله أبو هلال أحد أعضاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى وطنه، حيث كانت إسرائيل أبعدته عام 1986.
فى يوليو عام 1996 أعاد حزب الله إلى تل أبيب رفات الجنديين يوسف فينك ورحاميم اليشيخ، واللذين اختطفهما الحزب فى فبراير عام 1986، وأعلنت إسرائيل عام 1991، أنهما ليسا على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن رفات 123 لبنانياً، وأطلق حزب الله فى نفس يوم بدء الصفقة سراح 25 جندياً، من جيش جنوب لبنان العميل لإسرائيل، وردت إسرائيل بعدها بالإفراج عن 25 سجيناً من معتقل الخيام، الذى يعتبر رمز الاحتلال الإسرائيلى للجنوب اللبنانى.
ثانى الصفقات بين حزب الله وإسرائيل كان عام 1998، عندما أعاد حزب الله رفات الجندى إيتمار إيليا، الذى قتل فى كمين لحزب الله أثناء قيامه بعملية عسكرية إسرائيلية فى بلدة أنصارية، وتم تسليم رفات إيليا مقابل تسليم إسرائيل رفات لحوالى 40 من أعضاء منظمة حزب الله.
ثالث الصفقات كانت فى عام 1999، حيث أفرجت تل أبيب عن 5 من أعضاء حزب الله، كانت تل أبيب تحتجزهم منذ أكثر من 10 سنوات فى مقابل لم يعلن عنه.
تأتى رابع الصفقات فى أغسطس عام 2003، عندما تسلم حزب الله من إسرائيل جثتى عمار حسين حمود وغسان زعتر، والأخير كان الجيش الإسرائيلى قتله فى إقليم التفاح عام 1998، فى حين قتل عمار فى ديسمبر عام 1999، خلال عملية فدائية استهدفت موكباً عسكرياً إسرائيلياً جنوب لبنان، وكان تسليم الجثتين بغرض التوصل لاتفاق بين الطرفين وتفعيل المفاوضات.
أما الصفقة الخامسة فكانت فى عام 2004، وكانت أكبر عملية لتبادل للأسرى بين الطرفين، حيث ضمت 23 أسيراً لبنانياً، و400 أسير فلسطينى و12 أسيراً عربياً منهم (سوريان وليبى و3 مغاربة و3 سودانيين)، بالإضافة إلى أسير ألمانى مسلم، وتسليم رفات 59 لبنانياً، فى المقابل تسلمت تل أبيب الحنان تننباوم العقيد فى الجيش وجثث 3 جنود، هم عدى أفيطان وعمر سواعد (درزى) وبينى أفراهام، الذين قتلوا أثناء أسرهم عام 2000، وكان من أبرز الأسرى اللبنانيين ضمن الصفقة الشيخ عبد الكريم عبيد، الذى خطفته إسرائيل من داخل الأراضى اللبنانية ومصطفى الديرانى.
تاريخ مفاوضات الأسرى مع العرب
بدأت أولى مفاوضات تبادل الأسرى بين تل أبيب والعرب بعد عام واحد من حرب 1948، حيث أجرت إسرائيل عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كانت الدول العربية تحتجز 885 أسيراً إسرائيلياً، فى حين كان داخل السجون الإسرائيلية 6306 أسيراً فلسطينياً وعربياً.
أعادت سوريا فى ديسمبر 1954 خمسة أسرى إسرائيليين، مقابل الإفراج عن 41 أسيرا سوريا، كما تم الإفراج عن 5500 مصرى من السجون الإسرائيلية عام 1957 مقابل الإفراج عن 4 إسرائيليين، كانوا محتجزين لدى مصر.
فى عام 1963 جرت عملية تبادل بين إسرائيل وسوريا، وتم بموجب الصفقة إطلاق سراح 11 جندياً ومدنيا إسرائيليا مقابل 15 أسيراً سورياً.
بعد حرب يونيه 1967 أسرت القوات العربية 15 عسكرياً إسرائيلياً، بينما اعتقلت إسرائيل 6708 أسيراً عربياً، وتم مبادلتهم مع الإسرائيليين عام 1968.
تمت عملية تبادل أخرى فى أبريل 1968 مع الأردن، سلمت بمقتضاها عمان إسرائيل، جثة جندى مفقود، وتابوتين يحتويان على رفات جنديين آخرين، فى حين تم الإفراج عن 12 أسيراً أردنياً.
شهدت حرب 1973 عمليات تبادل للأسرى بين إسرائيل ومصر وبادلت إسرائيل العشرات من الأسرى.
وجاءت معاهدة السلام عام 1979، ولم تغير كثيراً، فمازالت قضية الأسرى موجودة بين الطرفين، وخاصة مع وجود عدد كبير من المصريين فى السجون الإسرائيلية وقلة من الإسرائيليين فى السجون المصرية، أغلبهم من عرب 48.
أبرز قضية لتبادل الأسرى بين تل أبيب والقاهرة، كانت مبادلة الجاسوس عزام عزام ببعض من الطلبة المصريين، المتسللين لإسرائيل، وقبض عليهم بدعوى قيامهم بعمليات فى قلب إسرائيل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة