"أنا بحب مصر أوى، وخايف أكرهها "جملة قالها بمرارة وصدق وتلقائية الفنان عادل إمام فى برنامج "البيت بيتك" فى حلقة السبت الماضى فى مناسبة "يوم اللاجئ العالمى"، معترضا على فرض ضرائب عقارية على قصره فى المنصورية وسياراته وشقق أبنائه، ووصف هذه الضرائب بالجباية التى كانت تفرض على الشعب المصرى أيام الحكم المملوكى، و شبه الزعيم نفسه بالسماكين ـ الصيادين ـ "أنا راجل أرزقى أنا الآن كويس ومطلوب فى السينما، ممكن بعد شوية محدش يشغلنى، لست موظفا أتقاضى راتبا شهريا 50 أو 60 ألف جنيه، ولا أمتلك مصانع حديد وصلب " كان الزعيم مهيأ تماما ـ رغم أجره الأعلى بين فنانى مصر وتوقيعه لبطولة أكثر من فيلم مع شركة جود نيوز ـ لأن يقول أكثر وأكثر لولا إصرار محمود سعد على تفويت الفرصة عليه بدعوى الخروج بالحلقة إلى بر الأمان.
السد العإلى "عصام الحضرى" أرجع هروبه عقب كأس الأمم الأفريقية الأخيرة إلى نادى سيون السويسرى "المجهول الهوية والمصدر" إلى رغبته فى تأمين مستقبله ومستقبل أولاده الصغار، رغم ما نعرفه "مالا نعرفه أكثر بكل تأكيد" عن راتبه الشهرى من ناديه ومنتخب مصر ومكافآت الفوز والبطولات وبدلات السفر والسهر، والدخل من الإعلانات، وترضيات رجال الأعمال من فوق الترابيزة وتحتها.
أحمد شوبير الذى يحقد عليه زملاؤه بسبب كثرة برامجه الرياضية، وإصراره على الذهاب إلى "القناة" التى تدفع أكثر حين أخبره وكيل اللاعب عماد متعب فى حلقة "الدرجة الثالثة" الاثنين الماضى، أن رئيس نادى بريستول الإنجليزى"قابع فى الدرجة الثانية ويصارع على الصعود إلى الاولى" الذى كان يتابع مباراة مصر ومالاوى من أجل مشاهدة متعب، هو مالك النادى فى نفس الوقت وأنه يملك مليار جنيه إسترلينى، سأله شوبير "هو مش عاوز معلقين؟" فرد عليه الوكيل: ممكن بس لو صوتهم حلو؟ وأكد له شوبير أن صوته كالكروان وكصوت كوكب الشرق أم كلثوم، ومن يعرفون شوبير يؤكدون أنه يمكن أن يحترف تعليقيا، لو تلقى مقابلا يزيد عما يتقاضاه فى مصر بكتيييييييييييييير.
هذه نماذج لحالات ثلاثة من ميسورى الحال فى مصر، أعلنوا قولا و فعلا عن تراجع حبهم الكبير لمصر "حب إيه اللى أنت جى تقول عليه؟"
فما هو الحال بالنسبة إلى ملايين المعدمين من أبناء الشعب المصرى الشقيق؟ دعونى أتوقف اليوم عند شباب اللاجئين "فى بلدنا مش فى رواندا أو الصومال" من حملة الدبلومات الفنية والمؤهلات العليا، الفارين إلى "عرض البحر المتوسط" بعدما أعيتهم الحيل "ووقعوا فى عرض اللى يسوى واللى ما يسواش"، فى محاولة مضنية للوصول إلى الجانب الآخر من الشاطئ، ليس مهما أن يكون إيطاليا أو اليونان أو حتى بلطيم ورشيد مرة أخرى، والتى ينفذها أحيانا أصحاب نظرية "لف وارجع تانى" من سماسرة النصب على هؤلاء الشباب الباحث عن فرصة للنجاة من الفقر والجوع والعطش والمرض والبطالة والضياع واليأس، الذى يطاردهم ليل نهار، وكل واحد منهم يحمل على عاتقه بصيصا من الأمل فى أن ينجو لينقذ أمه وأبيه وباقى أفراد أسرته الصغيرة، وربما عائلته بأكملها من الموت الطبيعى أو العمدى انتحاراً أو قتلاً بأسلحة الدمار الشامل، التى تصوبها الحكومة فى كل اتجاه أسعاراً وإتاوات وضرائب تعطيشاً وتجويعاً وتسميماً، كإحدى محاولات مواجهة "غوووووول التضخم السكانى الخطييييييير"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة