تمر حالياً الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور أشرف مروان، أحد رموز العصرين الناصرى و الساداتى، الذى كانت حياته ووفاته لغزاً محيراً للجميع، لدرجة تضارب الأقوال حول حياته ومواقفه من النقيض إلى النقيض ، فهناك من يعلى من وطنيته، وينسب له دورا هاما فى انتصار 6 أكتوبر، وهناك من يشكك فى وطنيته، ويتهمه بأنه عمل مع الموساد الإسرائيلى، واتهمه البعض باستغلال منصبه كمدير للهيئة للعامة للتصنيع، للتجارة فى الأسلحة.
اليوم السابع طرحت سؤالا على عدد من مؤلفى الدراما : هل تستطيع الدراما حل لغز أشرف مروان؟ واتفق كتاب الدراما جميعا على أن تناول حياة مروان من شأنه أن يخلق عملا دراميا شديد الثراء، ولكنهم وضعوا بعض الخطوط الحمراء.
فمن ناحيته أشار المؤلف بشير الديك إلى أن حياة مروان لغز محير بالنسبة لنا، منذ الصغر، حتى إننا كنا نسميه "الطفل المعجزة"، بدءا بزواجه من ابنة عبد الناصر، وشغله لمناصب هامة منها المستشار السياسى للرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الهيئة العربية للتصنيع فى عصر السادات، ودوره كجاسوس مزدوج مع إسرائيل عرف باسم "بابل"، وبالتأكيد حياته تصلح أن تقدم كفيلم سينمائى.
ويرى الديك أن حياة مروان تصلح كمسلسل تلفزيونى أكثر مما تصلح مادة لفيلم سينمائى، حتى يمكن التركيز على دوره الهام فى حرب أكتوبر وإقباله على مغامرة الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية، وعرضه العمل معهم ونجاحه فى اختبارات جهاز كشف الكذب، وغيرها من المحطات الهامة فى حياته، لكن لابد من توفر الحقائق المدفونة عن حياته لكى نستطيع الإجابة على لغز وفاته المبهم للجميع، رغم أننى أميل إلى رواية اغتياله.
وأضاف الديك أن ملامح مروان لا تشترط أن يقدمها ممثل بعينه، لأنها لا تتميز بملامح خاصة، مثل الرئيس عبد الناصر أو السادات. اتفق المؤلف محسن الجلاد مع الديك فى أن حياة مروان مليئة بمقومات درامية هامة تصلح لتقديمها، كزواجه من ابنة الرئيس وعلاقاته على المستوى السياسى والاجتماعى، وطريقة تكوين ثروته، وحياته كبيزنس مان عالمى وصراعاته مع عائلة الفايد، والأفضل هو تقديمها فى سياق تلفزيونى، وبيان الغموض المثار حولها مع ترك ظروف وفاته مفتوحة وترجيح محاولة اغتياله.
وقال الجلاد إنه إذا فكر فى تجسيد حياة مروان درامياً، سيعتمد على أصدقائه الذين لازموه فى لندن، وأضاف: "أعرف الكثير منهم مثل سعيد حامد أعز أصدقائه، و الدكتور محمود جامع الصديق الحميم للرئيس السادات وأحد المقربين له، وفى اعتقادى أن الأقدر على تجسيد حياته هو الفنان محمود عبد العزيز.
ولكن أسامة أنور عكاشة أخذ موقفا مختلفا، فهو يرى أن "حياة مروان الشخصية لاتستدعى تجسيدها دراميا" ويقول: إذا قدمنا حياته كمسلسل تلفزيونى، فلابد أن يكشف عن الأسرار والحقائق التى ستظل مجهولة خلال العشر سنوات المقبلة، وأهمها مقتله لأنه ليس لديه أسباب للانتحار كما يرجح البعض، وأشار عكاشة إلى أن الفكرة ليست بالضرورة تقديمها فى عدة أجزاء، فالبطل فى النهاية هو الورق المتوفر لدى الكاتب، بالإضافة إلى وجود ممثل مقنع لأداء الدور.
أما المؤلف وليد يوسف فقد تحدث بحذر، موضحا أن الفيلم لايمكن أن يفى بتقديم حياة مروان، وأن الأصعب فى كتابة مسلسلات السير الذاتية للأشخاص، هو أن جميع الكتاب يختلفون من شخص إلى آخر فى رصدهم لتاريخ مصر، وحياة شخص مثل مروان مليئة بالغموض ولاتستطيع معرفة شىء عنه، وإذا فكرت فى تقديم حياته، فسيكون اعتمادى على أولاده، والكتب التى ألفها مع وجود نسخ حقيقية من المستندات التى تثبت وطنيته أو نقيضها، وبالنسبة لى لا أستطيع كتابة مسلسل يتحدث عن تاريخ "جاسوس".
من هو أشرف مروان لنقدم حياته؟ سؤال طرحه المؤلف محمد صفاء عامر الذى لفت النظر إلى أن الحد الأدنى المعروف للجميع أنه زوج لابنة الرئيس، أما حياته فهى غامضة بين كونه جاسوساً أم لا، وأنا ضد تقديم السير الذاتية التى تظهر الأشخاص، كأنهم ملائكة وهذا ما سيحدث مع مروان، لكن هذا لا يمنع قدرتنا على أن نستوحى إحدى الروايات الصحيحة لتصورنا، ونبنى منها سياقاً درامياً.
ويعتقد المؤلف وحيد حامد أن تقديم حياة مروان، كانت وستظل غامضة، وبالتالى أى عمل سيكون منقوصا وغير دقيق، وليس إلا استنتاجا لرؤية الكاتب الشخصية، خصوصاً أن هذا الرجل تولى مناصب عديدة ونشاطه يدخل فى عالم السرية، "وأنا مثلاً لا أستطيع الاقتراب من شىء مبهم، لكى أتمكن من الدفاع عنه، وحياة مروان يجوز تقديمها كفيلم أو مسلسل بشرط إظهار حقيقته، وبالتأكيد اختيار الشخصية المؤدية لحياته لا تتوقف على الشكل فقط، وإنما على جودة الورق المكتوب وترجمة الممثل له".
أما المؤلف يوسف معاطى فقال "حياة كل إنسان تصلح لتقديمها، لكن أشرف مروان تحديداً، ما هو مجهول عنه أكثر من المعلوم، وإذا اختيرت فترة معينة فى حياته فيمكن تقديمها ففيلم سينمائى". وأضاف معاطى أنه إذا أتيحت له فرصة العمل على حياة أشرف مروان، فإنه سينتصر لرواية اغتياله على أيدى الموساد الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة