"علاقتى بجمال مبارك تقتصرعلى العمل الحزبى ولا تخرج عن هذا الإطار، وهو الذى يسأل عن رد فعله حول شائعة وجود صداقة بيننا لأننى لا أستطيع التحدث باسمه"، تلك هى الكلمات التى نفى بها المهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى، كل ما أشيع عن استغلاله لصداقته بجمال مبارك، خلال حديثه مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساءً، والذى أذيع مساء الثلاثاء، مضيفاً أن هذه الإشاعة ربما تكون أطلقت بسبب تزامن انضمامهما إلى الأمانة العامة للحزب فى وقت واحد, ولم يقتصر نفى عز على هذه العلاقة فقط، بل امتد لكى يشمل الاتهامات الموجهة له بفرض أرائه على نواب الأغلبية فى البرلمان واحتكاره لصناعة الحديد فى مصر.
وبدا عز فى بداية الحوار متوتراً، إلا أنه استعاد ثقته بعد أن استفاض فى الحديث عن ماضيه وبداية تكوينه للثروة، حيث تحدث عن عمل والده منذ الستينيات فى تجارة الصلب، وقد ورثها من بعده، مؤكداً أنه لم يستغل موقعه السياسى لزيادة أرباحه، مدللاً على ذلك بأن أسهمه وشركاته ومشاريعه لم تتغير أو تزداد منذ نهاية التسعينيات وحتى الآن، وهى الفترة التى أصبح فيها عضواً فى مجلس الشعب وتولى خلالها أمانة التنظيم بالحزب الوطنى، ورئاسة لجنة الخطة والموازنة بالمجلس.
وحاولت الإعلامية منى الشاذلى منع عز من الاسترسال فى قصة صعوده وتفنيده لتهمة الثراء السريع، الأمر الذى رفضه عز، مما دفعها لأن تلفت نظره إلى أنها ليست عضوة بالحزب الوطنى حتى يجبرها على السير حسب الجدول الذى يضعه لها، وهو ما استسلم له عز قائلاً: "يبدو أن حضرتك المتسلطة وعايزه تمشينى حسب جدولك ... أنا دائماً مقهور"، كما رفض عز وصفه بـ"الرجل الغامض" أو أنه يتعالى على النواب والحكومة والرأى العام وقال إن "نواب الحزب الوطنى أو غيرهم يرفضون أن يتعالى عليهم أحد سواء عز أو غيره. ومن أنا لكى أتكبر على الحكومة".
وبرر هذه النظرة بأن منصب أمين التنظيم دائماً ما يكون عليه التركيز والاهتمام، لأن مهمته التأكد من أن ما يتفق عليه الحزب يتم التعبير عنه فى المجلس. وأجاب إمبراطور الحديد عن سؤال حول رؤيته للهجوم الدائم عليه واتفاق الفرقاء فى هذا الهجوم قائلاً: "لقد بعثت 3 آلاف ملف تحتوى على قوائم مالية وبياناً بنسبة الربح للنخبة فى مصر، ولكن لا أحد يريد أن يصدقنى"، فيما رفض الإفصاح عن الأرقام الحقيقية لأرباح شركاته، واكتفى بالقول إن ثروته تتمثل فى أسهم وأصول شركاته.
وجاء دفاع عز عن موقفه هذه المرة بالأرقام، والتى قال إنها مثبتة فى الجهات الرسمية، حيث ذكر أن أرباح شركاته وصلت العام الماضى إلى مليار و121 مليون جنيه، إلا أنه أشار إلى أن هذه الأرباح ليست لى وحدى وإنما يشترك فيها ألف شخص، هو عدد المساهمين فى هذه الشركات، مؤكداً أن نسبة الربح لإجمالى المبيعات لا تتعدى نسبة 7% فقط.
وحينما سألته منى الشاذلى عن أن تصديه لتعديل المادتين 26 و22 من قانون الاحتكار يعتبر رسالة مباشرة بأن عز يحتكر ويشكل القوانين على هواه، اشتدت حدة الحوار، حيث قال عز إنه لم يتدخل مطلقاً ولم يحضر أياً من الجلسات التى نوقش فيها القانون، وإنما تدخله جاء لإعادة ما ألغاه المجلس، ولكنها بادرته بأن القانون بهذا الشكل يصب فى مصلحته، وإن لم يشارك فى تعديله، ولكن عز كرر ـ فى انفعال ـ أن شركاته لا تمارس أى شكل من الاحتكار، مضيفاً أنه ينتظر تقرير جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار لبيان براءته، واستطرد عز "كلكم تكرهون التفاصيل – حتى أنت يا منى ـ وتتشبثون بالعناوين الكبيرة ... كل ما يحدث فى مصر من مصائب يدعى الإعلام أن وراؤها أحمد عز".
أما عن تفضيله بين السياسة والمال، رفض عز وصفه بـ"إمبراطور الحديد"، وأنه لو خير بين السياسة والمال سيختار موقعه الحالى كأمين للتنظيم بالحزب الوطنى. ذاكراً أن القوة المفترضة التى يشتهر بها غير حقيقية وإن كان لا يدرى كيف يقنع الناس بهذه الحقيقة، بينما اختتمت الإعلامية منى الشاذلى اللقاء بوصفها العلاقة بين أحمد عز والرأى العام بعبارة "يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت ويمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت".
وشهدت الحلقة مداخلات ورسائل من المشاهدين، البعض يتساءل عن دوره فى تعديل قانون الاحتكار، والأخر يتهمه بإحباط الشباب وعزوفهم عن الزواج بسبب ارتفاع أسعار الحديد، إلا أن أطرف رسالة إلكترونية بالبرنامج كانت تقول "أسمع كلامك أصدقك أشوف حديدك أستعجب".
إمبراطور الحديد فى العاشرة مساءً:
عز: أنا مقهور .. ولا أحد يريد تصديقى
الأربعاء، 25 يونيو 2008 03:05 ص
صورة أرشيفية للمهندس أحمد عز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة