المتأمل فى أمر المهاجرين غير الشرعيين المصريين الذين طفشوا من مصر إلى بلاد الله لخلق الله، أول ما يستوقفه أمر مخاطرتهم بحياتهم لأجل المال، وهو أمر اختلفنا حوله كثيراً، إن كانوا على حق أم لا، وثمة أمر ثانى وهو أنهم لا يتعلمون من خبرات سابقيهم، ومنهم من يؤكد أنه لن يتعلم حتى من خبراته الشخصية!، وهو أمر فى صلبه يؤكد أننا صرنا بلا وعى وصرنا مغلقى الأعين والأذهان، وذلك يعود للحاجة الشديدة للحياة الكريمة، التى للأسف يفتقدها هؤلاء فى مصرهم، مما يدفعهم لأمر استوقفنى وهو أمر جد خطير.
ذلك الأمر يتمثل فى أنهم ينكرون جنسيتهم المصرية، دعك من أن هذا للضرورة القصوى التى ساقتهم لأن يستهينوا بالخطر، وينسوا الخبرات السابقة السيئة، غير أننى ألمح فى أمر إنكارهم لجنسيتهم نوعا من عدم الانتماء، مهلاً أنا لا أزايد على وطنية هؤلاء المغلوبين على أمرهم، غير أننى أرصد لكم بعض الأمور، إن وضعناها صفاً جوار بعضها لاستطعنا أن نقف معاً على أرض واحدة نتفاهم من خلالها؛ أولا نرى نغمة ياه إمتى نغور من البلد دى؟ تتزايد ومن يقول نار برّه ولا جنة هنا واللى يقول تغور مصر، وللأسف ننسى أنها بلادنا.
ثانى هذه الأمور يتجلى فى أمر قد نراه بسيطا، لكن فى مضمونه خطيراً وهو فرحة جمهور الكرة بدخول هدف فى مرمى منتخبنا منذ أن هجر الحضرى الأهلى وسافر لسويسرا، وإطلاق لقب الخائن عليه والعميل يا للعجب يصفوه بهذه الصفات، وكأنه أضاع الأهلى لتركه أياه فى منتصف الطريق فحب الأهلى يطغى فى قلوبهم على حب مصر!!! وهناك من تروهم يغضبون لنصر المنتخب لأن مدربه شحاتة الزملكاوى، ولو كان مدربه أجنبياً لكانت حلوة انتصارات المنتخب على قلبهم، وهناك من يزعل من شحاتة ويتمنى له الهزيمة لأنه لم يشرك شيكابالا من البداية!.
والمدقق فى الأسباب الخفيِّة التى تقف وراء هذه الأمور يرى أننا بدأنا نشعر بأن مصر ليس لها الفضل علينا، ونعيد الفضل للواسطة التى كان لها الفضل فى تعييننا فى وظيفتنا، فيصير انتمائنا الأعظم للواسطة كما قد يعود عدم الانتماء لأن مصرنا لا تحقق أموراً ترفع الرأس، كما قال لى أحدهم، وأن الأهلى هو اللى بيرفع رأسنا برّه! وقد يكون من الأسباب أيضاً فقدنا للكرامة بداخل بلادنا، تلك الكرامة التى نستعيدها فور حصولنا على جواز سفر لدولة أخرى، حتى وإن كنا داخل بلادنا ويرصد لى أحدهم هذه الحادثة، أن واحداً من مزدوجى الجنسية عاد لمصرنا، واشترى سيارة وانتظر ميعاد التسليم أيام وأيام، ولما ذهب للشركة لم يهتموا بشكواه وأخذوا يماطلونه إلى أن لجأ لسفارة البلد التى ينتمى لها بالجنسية الأخرى، وهنا وصلته السيارة فى أقل من ساعتين!!. كيف لا نحصل على حقوقنا على أرضنا، إلا إذا كنا ذوى واسطة أو نفوذ أو جنسية أخرى!!.
أما صديقتى المتزوجة والمقيمة ببلد عربى، تؤكد لى أن أسوأ جالية هى الجالية المصرية ليس بينها تواصل، ويعيشون كأنهم مُنقطعون! ومن يدعى الحنين فحنينه لأهله ولصُحبته.وإن أتوه أهله أو صحبته إلى مهجره تهون عليه لا لشىء إلا لأننا سبق وأن "هونّا" عليها من قبل حين تركتنا فريسة لمن لا يرحم، ولمن امتهننا وأهان آدميتنا التى نجدها فور أن تطأ أقدامنا أرض أى بلد أجنبى محترم. المشكلة ليست فى حقوق الإنسان، لأننا نبحث الأول عن الإثبات الذى يؤكد كوننا بشر. المشكلة ليست فى المواطنة، بل هى فى حق العيش فى وطننا دون تمييز. ومن ليس له ظهر برضه ما بينضربشى على بطنه عشان هو فى بلده.
خلاصة القول يجب أن تعود لنا وطنيتنا وانتماؤنا، ساعتها سنكون أعظم بلاد الدنيا، حيث سيتعظم العمل الجماعى لصالح المجموع، وليس لصالح الفرد يعنى مش حانلاقى من يعدل على قانون الاحتكار لصالح شخصه، ومش حنهاجر بطرق غير شرعية ومش حايبقى فيه فساد ينهش فى لحمنا الحى. أفيقوا قبل أن نوزع انتماءنا على جماعات وأحزاب، كالحاصل فى لبنان حتى وصل مُشايعو حزب الله، على حد قول الأستاذ هيكل، مليون شخص وأربعين ألف مقاتل!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة