يطل مكتب قناة الحرة الناطقة باللغة العربية، التى تمولها الحكومة الأمريكية فى القاهرة على منظر خلاب لنهر النيل وشوارع العاصمة الصاخبة، لكن داخل هذا المكتب تسود حالة من الهدوء.
منذ أسابيع قليلة، واجه بث القمر الصناعى مشكلات مع الشركة المحلية، جعل من المستحيل أن يتم البث المباشر للقناة. ومنذ هذه اللحظة، اضطر فريق العمل بمكتب القاهرة إلى استخدام أستوديو تتحكم فيه الشرطة السرية المصرية، والتى حذرت الضيوف من التحدث فى أية أمور مثيرة للجدل على الهواء.
تعد قناة الحرة أساس الحملة الأمريكية لنشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وأنفق دافعو الضرائب الأمريكيون 350 مليون دولار على هذا المشروع، وبعد مرور أكثر من أربعة سنوات على بث هذه القناة، أصبح ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تعانى من الفشل فى العالم العربى، وتواجه مشكلات فى جذب المشاهدين لها والتغلب على الشكوك المحيطة بأهدافها.
وفقاً للانتقادات التى تواجه قناة الحرة، فإن الحكومة الأمريكية أساءت التقدير عندما ظنت أن هذه القناة يمكن أن تعيد نجاح راديو أوروبا الحرة خلال الحرب الباردة، عندما كان المستمعون المتعطشون للأخبار، يستمعون إلى بث راديو أوروبا الحرة على الموجات القصيرة وأجهزة اللاسلكى.
غير أن قناة الحرة تواجه منافسة شديدة، فهناك ما يقرب من مائتى قناة ناطقة باللغة العربية تبث على القمر الصناعى وتصل إلى الأحياء الأكثر فقراً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أن هيئة الإذاعة البريطانية أطلقت بدورها قناة ناطقة باللغة العربية هذا العام، وهناك المزيد من المنافسين.
كان الكونجرس وافق فى أبريل 2003 على إنشاء قناة الحرة لمواجهة قناة الجزيرة القطرية التى تمكنت من تغطية الصراعات فى العراق وأفغانستان والأراضى الفلسطينية للمشاهدين فى الشرق الأوسط. وكان الهدف من هذه القناة تقديم أخبار محايدة فى منطقة ينتشر فيها العداء للسياسات الأمريكية بشكل كبير.
كشفت استطلاعات الرأى عن أن قناة الحرة تجتذب عدداً أقل من المشاهدين مقارنة بقناتى الجزيرة والعربية، كما أن الكثير من المصريين لم يسمعوا عن القناة أو يمرون عليها مرور الكرام، حيث يعتمد الكثيرون على قناة الجزيرة أو يشاهدون قناة أخرى موجودة على القمر الصناعى، لأنهم يريدون قناة يرتبطون بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة