الميكانيكا دمرت المتفوقين والجمل يستعد للرحيل

مازالت مهزلة مسلسل الامتحانات الصعبة بالثانوية العامة تتوالى، فقد جاءت أسئلة امتحان مادة الميكانيكا (رياضة 2)، بعيدة كل البعد عن مستوى الطالب فوق المتوسط، وأن السؤال الإجبارى كان تعجيزيا لكل الطلاب، حتى إن المتفوقين لم يستطيعوا حل أكثر من نصف الامتحان، مما ترتب عليه أن اللجان شهدت حالة من الهستيريا الطلابية.

اندفع الطلاب إلى تمزيق أوراق الإجابة، كما حدث بلجان محافظة دمياط، وانتاب طلاب لجان مدينة نصر حالات من الإغماء الجماعى، مما اضطر رؤساء اللجان إلى استدعاء عدد كبير من الأطباء، كما شهدت لجنة الخديوى إسماعيل الثانوية إصابة طالب بحالة هستيرية، دفعته لكيل الشتائم للوزير ورؤساء اللجان، وهدد الملاحظين بإلقاء نفسه من الشباك المجاور له، وشهدت محافظة الإسكندرية، خاصة مدارس المعمورة وسيدى جابر تجمهر الطلاب أمام اللجان، مطالبين وزير التعليم بإعادة الامتحانات ومحاسبة واضعيها، وفى لجنة الثانوية العسكرية ببنى سويف، انتاب الطلاب حالة بكاء هستيرى بأصوات عالية، أدت إلى محاولة أولياء الأمور اقتحام اللجنة بالقوة، أثناء سير الامتحان، مما اضطر رئيس اللجنة للاستعانة برجال الشرطة لإنقاذ اللجنة منهم.

وشهدت لجنة الثانوية ببورسعيد أحداث عنف، تمثلت فى تشابك بالأيدى بين الطلاب والملاحظين أثناء سير الامتحان، كما قام 4 طلاب بلجنة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة بتمزيق أوراق الإجابة والأسئلة، بعد إصابتهم بحالة انهيار عصبى.

جاء تقرير الوزارة عن الورقة الامتحانية متجاهلاً ردود فعل الطلاب تجاه الأسئلة، وأكد التقرير أن الأسئلة كانت فى مستوى الطالب المتوسط، وخلت من الأخطاء المطبعية، ولكن فى أعقاب سيل الشكاوى الذى اجتاح الخط الساخن لوزارة التربية والتعليم، ترددت أنباء عن قيام الوزارة بعمل تصحيح عينات سريعة للميكانيكا لتوزيع درجاتها فى حالة انخفاض الدرجات.

ومن جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم أن الدكتور يسرى الجمل لمّح لبعض المقربين منه بالوزارة، أن القيادة السياسية مستاءة للغاية من مهزلة امتحانات الثانوية لهذا العام، وأن رحيله من الوزارة أصبح شبه محسوم، وأكدت المصادر أيضا أن الوزير أكد للمقربين منه أن هناك لوبى بالوزارة، دبر له هذه المؤامرة لتطيح به من الوزارة.

ومن المتوقع أن الوزارة ستشهد فى أعقاب الامتحانات مجزرة لكل القيادات التى تورطت فى مهزلة امتحانات هذا العام، وأن الوزير سيقوم بتصفية حساباته مع اللوبى المذكور سالفا.