المرأة المصرية تفرض نفسها على الساحة الاقتصادية

مع تنامى دور المرأة فى المجتمع وصعود العديد إلى مصاف سيدات الأعمال، عكف البنك التجارى الدولى فى مصر على طرح منتجات مصرفية خصيصاً لخدمة هذه الشريحة من العملاء. ففى عام 2003، كان البنك التجارى الدولى، وهو ثالث أكبر بنوك القطاع الخاص فى مصر، هو أول المؤسسات المالية فى البلاد التى تطرح كارت ائتمان فقط للمرأة يسمى "هى"، والذى حقق نجاحاً بالغاً بزيادة أعداد المشتركات فيه عاماً بعد عام.

والآن وبعد خمس سنوات من هذا المنتج الناجح، أطلق البنك خدمة "طرقة النساء"، والتى تستهدف تقديم خدمات مصرفية خاصة للعميلات سواء فرادى أو أصحاب شركات. وأصبحت فروع البنك تحتوى على غرف مخصصة للنساء، حيث تقوم على خدمتهم موظفات تلقين تدريبات خاصة على هذه النوعية من الخدمة. كما استحدث البنك خدمة "نادى الأعمال للسيدات"، حيث تجرى قائمة الخيارات الاستثمارية والمشورة وتطرح منتجات تصمم خصيصاً لهن.

وتمثل المرأة 50% من السكان فى مصر، وتشارك فى مختلف الأنشطة الاقتصادية، كما ارتفعت شريحة النساء فى القوى العاملة فى مصر من 22.8 فى المائة فى عام 2006 إلى 33 فى المائة فى عام 2008، ويمثلن 21.7 فى المائة من إجمالى خريجى الجامعات. يعكس الإدراك بأهمية العنصر النسائى التغيرات السياسية داخل المجتمع المصرى، فسيدة مصر الأولى سوزان مبارك، تنشط فى قضايا حقوق المرأة حيث ترأس المؤتمرات العديدة وتلقى الخطب الداعية لترويج هذه الأجندة، هذا فضلاً عن تأسيس المجلس القومى للمرأة بقرار جمهورى فى عام 2000، والذى توكل إليه مهمة تمكين المرأة ومقاومة كل أوجه التمييز ضدها.

ويحرص البنك التجارى الدولى، الذى تتولى إدارته سحر السلاب، على زيادة تعيين المرأة، حيث تمثل الشريحة حوالى 34 فى المائة من العاملين فيه. من جانبها تعرب سحر السلاب عن اعتقادها بأن المرأة تتمتع بذكاء اجتماعى ممتاز، فالأنظمة المالية ليست فقط أرقاماً وحقائق جامدة، بل هى القدرة على إدخال تحولات جذرية على أرض الواقع وتقديم الخدمات للآخرين. فإذا ما جمعت المرأة بين هذا النضال والمهارات الفنية المتطورة، فإنها ستكون قادرة على إحداث تغيير ومواجهة الإحباطات التى تواجهها وهى تصعد درجات النجاح.