دعوة إسرائيلية إلى تمويله:

"قرآنت" .. موقع عبرى يفسر القرآن إسرائيلياً

الأحد، 22 يونيو 2008 08:04 ص
"قرآنت" .. موقع عبرى يفسر القرآن إسرائيلياً
كتب معتز أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتواصل ردود الفعل على الساحتين الإسرائيلية والعربية على حد سواء منذ إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إطلاق مشروع لتفسير القرآن الكريم بعنوان "قرآنت"، وهو المشروع الذى أثار جدلاً واسعاً لدى أوساط علماء المسلمين وباتت نظرية المؤامرة واضحة فى تصريحات كبار العلماء المسلمين فى الشرق الأوسط، بل والعالم خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التى تتعامل فيها تل أبيب مع القرآن الكريم، حيث سبق وأن أصدرت عدداً من التراجم والتفسيرات له، موضحة أن هذا التفسير يندرج فى إطار التواصل بين تل أبيب من جهة والعالم العربى من جهة أخرى، الأمر الذى يجب دعمه وتمويله وليس مهاجمته.

وبعيداً عن ردود الفعل التى مازالت تتواصل وإلى الآن منذ الإعلان عن هذا المشروع فإن هناك عدداً من الحقائق، التى يجب التطرق إليها قبل الحديث عن هذا الموضوع، وهى أن من قام به فى الأساس هم من العرب المسلمين وبالتحديد 15 أكاديمياً من عرب إسرائيل فى إطار دراستهم لنيل الماجستير فى مجال الاستشارات التربوية، وذلك تحت إشراف البروفيسور عوفر جروزبرد.

الأهم من هذا أن 3 من كبار المشايخ المسلمين قد راجعوا هذا التفسير، أى أن موضوع التفسير يرتكز أساساً على العرب المسلمين وليس لليهود الإسرائيليين أى دخل فى كتابته غير أنهم فى النهاية مشرفون عليه، ولكنهم لم يغيروا كلمة تفسير واحدة بعد كبار العلماء المسلمين، وهو ما اعترف به البروفيسور جروزبرد نفسه، الذى أكد أن هذا المشروع يأتى فى إطار مشروع إسرائيلى كبير يهدف إلى تقديم الخدمات باللغات العبرية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى العربية.
وذلك بالإضافة إلى أن موضوع التفسير لا يتضمن فى الأساس فتاوى أو تفسيراً للقرآن، وإنما فقط هو جعل القرآن وسيلة تربوية يستخدمها كل شخص فى مختلف أنحاء العالم.

والأهم هو أن هذا المشروع أثار من جديد التصريحات الانفعالية، التى يخرج بها العديد من الشيوخ المسلمين بعد كل محاولة لتفسير القرآن الكريم، سواء على يد إسرائيل أو الولايات المتحدة، ومثال ذلك إعلان عدد من المسئولين فى الأزهر الشريف أنهم بصدد وضع تفسير للقرآن الكريم باللغة العبرية، بعد أن قام أحد الأساتذة الإسرائيليين بترجمة القرآن بالكامل للغة العبرية، وذلك بالتعاون مع عدد من المتخصصين فى اللغة العبرية، بالإضافة إلى بعض من الشيوخ من عرب إسرائيل، غير أن هذه التصريحات ظلت كما هى دون أى تحرك ولم يتم تنفيذ قيد أنملة به وبات من الواضح أن هذه التصريحات، التى أطلقها شيوخ الأزهر هى تصريحات انفعالية بسبب الغضب من تطرق إسرائيل لأحد أقدس الكتب عند المسلمين وهو القرآن والغيرة عليه.

بجانب نقطة أخرى من الممكن أن تغيب عن البعض وهى أن بإسرائيل الآن قرابة المليون وسبعمائة ألف عربى، السواد الأعظم منهم من المسلمين ممن لا يتورعون عن التظاهر ضد إسرائيل والقيام بعمليات شغب حال توجيه أى شكل من أشكال الإهانة ضد الشعائر الدينية الإسلامية، ولا يمكن أن تقوم إسرائيل بوضع تفسير للقرآن يحمل أى شكل من أشكال السلبية ضده حتى لا تستثيرهم، وتل أبيب الآن لا تريد أى شكل من أشكال هذه الاستثارة، خاصة أن قضية الرسوم المسيئة للرسول لم تهدأ بعد ضد الدانمرك.

غير أن النظرة العربية للمشروع التفسيرى ظلت تتسم بنظرة المؤامرة إلى إسرائيل، وضرب المثال بتفسير الموقع لأجزاء قليلة من القرآن، ومنها على سبيل المثال آية تقول"ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" حيث صاحبها التفسير الإسرائيلى، قائلاً: إنه من الممكن أن يتحول العدو إلى أفضل الأصدقاء فى يوم ما.

ومن هنا فإن ما قامت به إسرائيل هو فى إطار تعاون إسلامى يهودى علمى، بالتأكيد يحمل خدمة تقدم لإسرائيل، إلا أنه فى النهاية لا يضمن سلبيات بل إيجابيات بالطبع فى صالح إسرائيل وسلبيات ضد العرب، أبرزها أن حركة الترجمة العربية مازالت تفتقد القيادة والدعم من أجل طرح مفاهيم الإسلام الحنيفة على العالم بصورة أكثر شمولاً، وهو أمر بتنا فى حاجة إليه بالفعل منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر بالتحديد حتى الآن.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة