قال العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأحد فى افتتاح اجتماع منتجى ومستهلكى النفط فى جدة، إن بلاده مستعدة لتلبية "أى احتياجات إضافية" لسوق النفط، مطلقاً سلسلة من المبادرات لمساعدة الفقراء على مواجهة أزمة ارتفاع أسعار النفط.
وأكد عبدالله وجود مجموعة من العوامل وراء الارتفاع السريع غير المبرر للنفط، منها عبث المضاربين بالسوق فى سبيل مصالح أنانية. إلا أن هناك أسباباً أخرى كزيادة الاستهلاك فى عدد من الاقتصاديات الصاعدة، والضرائب المتزايدة على البترول فى عدد من الدول المستهلكة.
شدد العاهل السعودى على أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، والسعودية أكبر المنتجين فيها، حرصت على تلبية الطلب المتزايد، إلا أننا نجد من يشير بأصابع الاتهام إلى أوبك وحدها. ودعا المشاركين فى الاجتماع الذى يستمر يوماً واحداً إلى كشف اللثام عن وجه الحقيقة، فيما يتعلق بأسباب ارتفاع الأسعار، كما دعاهم إلى استبعاد الأقاويل والإشاعات المغرضة.
وأعلن عبدالله عن تخصيص مبلغ خمسمائة مليون دولار أمريكى لقروض ميسرة عن طريق الصندوق السعودى للتنمية، لتمويل مشاريع تساعد الدول النامية على الحصول على الطاقة وتمويل المشاريع التنموية التى تحتاجها.
ودعا عبدالله إلى إطلاق مبادرة (الطاقة من أجل الفقراء)، وهدفها تمكين الدول النامية من مواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة. كما دعا البنك الدولى إلى تنظيم اجتماع فى أقرب وقت ممكن للدول المانحة، والمؤسسات المالية والإقليمية والدولية لمناقشة هذه المبادرة وتفعيلها.
من جانبه أشار رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون إلى أن العالم يمر بثالث صدمة نفطية كبرى له على مدى عقود عديدة، مؤكداً على أن الأزمة الحالية أسوأ من تلك التى حدثت فى السبعينيات من القرن الماضى. كما دعا إلى خطة مؤلفة من أربع نقاط منها تحسين أداء السوق لخفض حدة التقلب السريع فى الأسعار، والاستفادة القصوى من الاحتياطات النفطية العالمية الحالية وتسريع التحول إلى مصادر بديلة للطاقة، وتمكين الدول المنتجة من الاستثمار فى إمدادات الطاقة البديلة.
وقال وزير الخزانة البريطانى أليستر دارلينج إنه إذا ما كان هناك اعتقاد فى الأسواق، أن إنتاج النفط سوف يزيد، فإن هذا قد يخفف الضغط على الأسعار.
جاء ذلك فى الوقت الذى انتقدت فيه المعارضة البريطانية موقف حكومة رئيس الوزراء البريطانى فى القمة النفطية المنعقدة حاليا, حيث أكد مسئولو أحزاب المعارضة الرئيسية فى بريطانيا، أن براون لم يفهم جيدا سير أسواق النفط العالمية، وأن محاولاته لإقناع دول الأوبك فى قمتها الحالية بجدة، لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار ليست واقعية.
يذكر أن هذه القمة يجتمع فيها 36 دولة و22 من كبريات الشركات النفطية الوطنية والعالمية، بالإضافة إلى سبع منظمات دولية متخصصة بالشأن النفطى, لبحث الأزمة العالمية بشأن الطاقة وارتفاع أسعار النفط، حيث اقترب سعر البرميل من الـ140 دولاراً.
تطالب الدول الصناعية المستهلكة الكبرى، وخصوصا الولايات المتحدة المصدرين برفع الإنتاج لمواجهة ارتفاع الأسعار، لكن الدول المصدرة وعلى رأسها السعودية، تؤكد أن الأزمة الحالية لا علاقة لها بأساسيات السوق، وإنما بالمضاربات والنقص فى قدرات التكرير لدى الدول المستهلكة.
فى مؤتمر منتجى ومستهلكى النفط
العاهل السعودى: المضاربون وراء ارتفاع سعر النفط
الأحد، 22 يونيو 2008 07:44 م
العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز - AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة