طالب رئيس الوزراء اللبنانى المكلف فؤاد السنيورة، بحل أزمة الشرق الأوسط عبر إدراك القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى وحق العودة التى تشكل جذور المشكلة، مشيراً إلى أن بلاده تلتزم بالمبادرة العربية لكنها لن تجرى مفاوضات ثنائية مع إسرائيل، حتى لو انسحبت من مزارع شبعا.
واعتبر فى حديث أدلى به لصحيفة نمساوية بمناسبة عقد مؤتمر الدول المانحة فى فيينا، لإعادة إعمار مخيم نهر البارد الفلسطينى ومحيطه اللبنانى، إن إسرائيل غير مستعدة للموافقة على المبادرة العربية، التى قدمها العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز.
أكد السنيورة على أهمية جوهر المبادرة، كونها لأول مرة يمد فيها العرب يدهم لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم، إلا أن إسرائيل لم تفهم أهمية هذا العرض الذى قدمه العرب والمسلمون فى العالم، وقال إن هناك مشكلة فلسطينية مرتبطة بظروف معيشة اللاجئين الفلسطينيين، لأنهم ضيوف فى لبنان الذى لا يمكنه القبول بتوطينهم.
وعن موقف حزب الله وموافقته من وضع مزارع شبعا تحت سيطرة الأمم المتحدة، شدد السنيورة أن المشكلة الأساسية تكمن فى الاحتلال الإسرائيلى الذى يجب وضع حد له، موضحاً أن حكومته هى التى طلبت وصاية الأمم المتحدة على شبعا، على أن تجرى المحادثات مع سوريا، ويتم وضع خرائط الحدود وإرسالها إلى الأمم المتحدة لكى يتم حل المشكلة. وحول تشكيل الحكومة الجديدة، كشف السنيورة أنه تم الاتفاق فى الدوحة على تشكيل حكومة من 30 وزيراً، موزعة بين 16 للأغلبية و11 للأقلية و3 لرئيس الجمهورية.
وعن أسباب دعم حزب الله للزعيم المعارض العماد ميشال عون، قال السنيورة إن حزب الله يعتبر عون درعاً له، ويعطيه تمثيلاً أوسع فى البلاد لذلك يرفض الحزب معارضته. وعن موقفه من تشكيل الحكومة، أجاب أن الباب ليس مفتوحاً أو مقفلاً بل هو شبه مفتوح، مبدياً تصميمه على إيجاد الحل المناسب ومعتبراً أن الأمر يتطلب أياماً أو أسابيع، لكى يتم التوصل إلى حل.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستبارك وجود حزب الله فى الحكومة المقبلة، أجاب السنيورة أنه يريد تحقيق مصالح اللبنانيين وليس أمنيات الآخرين. وأوضح السنيورة أن اللبنانيين وقعوا على اتفاق الدوحة والتزموا به وهذا بمثابة اختبار لمعرفة الجهات، التى تريد فعلاً دولة سيدة مستقلة.
