مصنع سماد أبو زعبل .. خطر مسرطن يهدد السكان

السبت، 21 يونيو 2008 10:31 م
مصنع سماد أبو زعبل .. خطر مسرطن يهدد السكان
القليوبية - محمد جعفر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تتعالى فيه الأصوات فى محافظة دمياط بسرعة تدخل الرئيس مبارك لوقف إنشاء مصنع أجريوم للأسمدة على أرضها، تشهد محافظة القليوبية فى منطقة أبو زعبل، وتحديداً فى الخانكة، جريمة بشعة فى حق المواطنين، البالغ عددهم أكثر من 15 آلاف نسمة، تتمثل فى تلويث بيئتهم بسبب أدخنة مصنع أبو زعبل للأسمدة والكيماويات.

وقال سكان من المنطقة، إن الخطر يحيط بهم منذ أكثر من 20 عاماً حتى الآن بسبب مصنع الأسمدة والكيماويات، الذى ينفث سمومه القاتلة فى البيئة المحيطة وما تحويه من البشر والنبات والحيوان، مما دفعهم لإرسال شكاوى إلى وزارات البيئة، والزراعة، والصحة، دون جدوى.

وأكد عدد من أهالى المنطقة لليوم السابع، أنهم أصيبوا بأمراض الربو والصدر بسبب أدخنة المصنع وأبخرته، وكشفوا عن تقارير جهاز شئون البيئة التى أكدت أن الأتربة والدخان المتصاعد من المصنع يزيد على النسبة المسموح بها، وفقاً لمواد القانون رقم 8 لسنة 1994، مما تسبب فى قتل طفلين من منطقة العرب المجاورة للمصنع منذ عدة أعوام.

وقال أحد المواطنين ويدعى سلامة على من الخانكة، إن المصنع منذ بيعه لأحد المستثمرين، تزايدت أبخرته السامة، كما منعت إدارته رشاشات المياه التى تقلل من تطاير الأتربة، وأوقفوها تماماً، مما جعل سحب التراب تصل إلى شبر الخيمة.

وعلى الرغم من إرسال الأهالى عدداً من الشكاوى للمسئولين فى وزارات الصناعة والزراعة والبيئة، إلا أن إدارة الشركة تتفنن فى التلاعب بلجان المتابعة، حتى تحولت المنطقة الزراعية إلى خراب، وأصبحت غير صالحة للزراعة وتفحمت الأشجار بها. كما ازدادت حوادث السيارات بسبب الشبورة السامة التى يتسبب فيها المصنع، حيث إن مخزن الكبريت يعد السبب الرئيسى فى هذه المشكلات لأنه مكشوف ومعرض للهواء.

وفى سياق متصل، أظهرت نتائج تحليل عينات الأتربة أن نسب التلوث تعدت النسبة المسموح بها، فمركب خامس أكسيد الفايندوم الخطير على صحة الإنسان ملقى على أرض المصنع، وتستخدم الشركة مادة الجبس فى تصنيع المخصبات الزراعية، التى تحتوى على مواد خطرة مثل الكاديوم واليورانيوم وبيعها كمخصبات زراعية، كما تتغاضى عن صرف مخلفات المصنع بصورة سليمة، مما أدى إلى تسربها للمياه الجوفية.

وصرح مصدر مسئول فى إدارة شئون البيئة، أنه تم تحديد عدد كبير من المخالفات البيئية للمصنع بسبب تقاعس إدارته عن تنفيذ خطة الإصحاح البيئى التى وعدت بها عند شرائها المصنع أثناء خصخصته. من جهته، أكد المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية، أن مشكلة مصنع الأسمدة فى أبو زعبل تمثل أحد المشاكل البيئية المزمنة التى تعانى منها المحافظة، بعد أن وصل حد التلوث إلى مستويات عالية.

وأوضح المحافظ أن الحكومة باعت المصنع لإحدى الشركات واشترطت وزارة البيئة فى عقد البيع أن يوضع جدول زمنى لتقنين أوضاعها البيئية، إلا أن الشركة تتجاهل ذلك حتى أن أهالى ورجال معسكر الأمن المركزى المجاور للشركة، ينقلون للمستشفيات بسبب الكميات الكبيرة من الأدخنة السامة التى تنبعث من المصنع. وأضاف المحافظ أنه خاطب أخيراً وزير البيئة لسرعة التدخل لإنقاذ آلاف المواطنين من هذه الكارثة البيئية، وإلزام الشركة بتوفيق أوضاعها فوراً.

ومن الجانب الصحى، كشف مصدر طبى أن الأمراض الصدرية تنتشر فى منطقة أبو زعبل، وأكدتها التقارير الطبيبة بالمنطقة، حيث لوحظ أخيراً تزايد الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر، وارتفاع نسبة الأطفال المصابين بسرطان الدم، مشيراً إلى أن السبب الرئيسى لهذه الأمراض، يكمن فى الأدخنة السامة وأبخرة المصنع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة