انتقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الاثنين تأخر حريات التعبير فى العالم العربى ووصفه بأنه يمثل "وضعا مأساويا" فى أول تقرير من نوعه يصدره الاتحاد عن حال حرية التعبير فى المنطقة.
وعبر الاتحاد الذى يعقد مؤتمره بتونس عن "قلقه وتوجسه من استمرار القيود المفروضة على تلك الحرية بشكل عام ومن الاعتداءات التى تقع على حقوق وحريات الأدباء فى المنطقة العربى فى مختلف أرجائه".
ويشتكى كتاب ومبدعون عرب من الرقابة المفروضة عليهم ومن حظر نشر كتبهم ومؤلفاتهم فى بلدانهم وعدد من البلدان العربية الأخرى بسبب مواقفهم.
ووصف تقرير الاتحاد الذى تمت صياغته بعد توزيع استمارة تفصيلية شاركت فيها اتحادات وروابط تتمتع بعضوية الاتحاد العام وضع حرية التعبير فى المنطقة العربية بأنه "مأساوى وصعب".
لكن الاتحاد شدد فى تقريره على أنه سيتمسك بالدفاع عن حرية التعبير والفكر وحقوق الكتاب والمثقفين وحرياتهم.
وقال إنه" لن يقف مكتوف الأيدى إزاء أى حالة استهداف لأى كاتب أو مثقف عربى وسيرفع صوته عاليا".
وحذر الاتحاد من أنه سيلجأ للقضاء كلما كان ذلك ملائما ومفيدا وسيتوجه إلى الهيئات الدولية كالوكالات المعنية التابعة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إذا فشلت جميع الوسائل الأخرى فى إنقاذ الكتاب المتضررين وتأمين حقوقهم وحرياتهم.
واعتبر تقرير الاتحاد الذى يتولى أمانته الكاتب المصرى محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر أن "الأمة العربية عانت بما يكفى ويزيد من جراء حرمانها من الحرية وحقوق الإنسان ومن التعبير عن نفسها وأنها تستحق أن تعيش حياة عصرية متحضرة وإنسانية بمستوى حياة أكثر الشعوب والبلدان تقدما". مضيفاً أنه "لا شرط على الحرية إلا المزيد منها".
وعدد التقرير حالات متكررة لانتهاك حرية التعبير, أبرزها إعتقال وحبس كتاب وصحفيين ومثقفين بسبب كتابات نشرت وليس بسبب أفعال ارتكبوها اضافة إلى الإستمرار فى وضع القيود التشريعية على حرية التعبير.
وأضاف التقرير أنه من بين حالات الانتهاك المسجلة حرمان بعض الدول العربية كتابها ومثقفيها من حقهم فى تشكيل هيئات تمثلهم وتدافع عن حقوقهم هذا إلى جانب ملاحقة بعض دور النشر العربية قضائيا بتهمة توزيعها لكتب محظورة.
من جهة أخرى حث الاتحاد المبدعين العرب والاتحادات والروابط والمنظمات الثقافية العربية وغير العربية بالمشاركة فى الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 ردا على ماسماها "محاولات مشبوهة لتكريم العدو الصهيونى بمناسبة الذكرى الستين للنكبة".
وقال المكتب الدائم للاتحاد فى ختام اجتماعه بتونس انه "يدين المحاولات المشبوهة لبعض الدول الاوروبية لتكريم العدو الصهيونى بمناسبة الذكرى الستين للنكبة".
وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة فى معارض الكتاب فى تورينو وباريس ووارسو ومهرجان السينما ببلجيكا هو تأييد لأقسى الممارسات الإرهابية ضد حقوق الانسان الفلسطينى. وناشد الحكومات العربية الرد على هذه الانشطة العدائية التى تخدم اغراضا سياسية مفضوحة.
وأثارت تظاهرات ثقافية جرت هذا العام فى اوروبا استياء واسعا فى اوساط عدد من المثقفين العرب الذين أعلنوا انسحابهم من هذه المهرجانات احتجاجا على تكريم اسرائيل وللتعبير عن تعاطفهم مع الفلسطينيين.
وحث الاتحاد "الادباء والكتاب العرب وجميع الاتحادات والروابط والاسر والجمعيات والمنظمات الثقافية العربية وغير العربية بالمشاركة فى الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 تأكيدا على محورية القضية الفلسطينية وعدالتها".
وقاد الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب حملات احتجاج فى عدة بلدان عربية ضد قرارات الاحتفال بالكيان الصهيوني.
واكد بيان الاتحاد ان العمل الثقافى المشترك يمكن ان يؤدى الى نتائج مؤثرة على صعيد توحيد الراى العام العربى ومواجهة الانشطة المعادية الموجهة ضد الامة العربية والمؤيدة للاحتلال الصهيونى والاعتداء على الحقوق العربية.
وشدد المجتمعون على ضرورة الاهتمام باللغة العربية فى التعليم والاعلام والاعلان والمحاور الثقافية المختلفة فى ظل الترويج للعامية والاهتمام باللغات الاجنبية على حسابها.
كما نبه الاتحاد الى خطورة تهميش الكاتب والمثقف العربى باعتباره ممثلا للوجه الحضارى للامة مؤكدا على ضرورة تيسير انتقال الكتاب العربى فى ارجاء الوطن ورفع الجمارك عنه وتخفيض تعريفة النقل بحيث يسهل تداول الكتاب فى جميع الاقطار.
وعقد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب اجتماعه متزامنا مع ندوة حول الترجمة فى الثقافة العربية نظمها اتحاد الكتاب التونسيين شارك فيها نحو 30 كاتبا وباحثا يمثلون اتحادات كتاب 17 دولة عربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة