تسريب الامتحانات يهز "كرسى" وزير التعليم

الثلاثاء، 17 يونيو 2008 08:01 ص
تسريب الامتحانات يهز "كرسى" وزير التعليم
تحقيق هانى صلاح الدين ونور على وحاتم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل عام نفاجأ فى امتحانات الثانوية العامة بقنبلة تهز البيت المصرى، وقنبلة هذا العام تمثلت فى أن أيدى"الكبار" طالت مصير الامتحانات، لتؤكد أن النجاح ليس من حق كل الطلاب فهو قاصر فقط على أولادهم.

حامت الشبهات فى الأيام القليلة الماضية حول تورط بعض ضباط أمن الدولة فى المنيا، فى حادث تسريب امتحانات التفاضل والتكامل. وأكدت مصادر مطلعة فى وزارة التربية والتعليم أن هؤلاء الضباط استغلوا نفوذهم من أجل الحصول على أوراق الأسئلة فى ساعة مبكرة من فجر يوم الامتحان، ثم أعدوا نماذج إجابة لها، من أجل تزويد أقاربهم بها. الأمر لم يقف عند حد التفاضل والتكامل، بل تعرضت امتحانات اللغة الإنجليزية فى المرحلتين الأولى والثانية لسطوة ضباط أمن الدولة، وما زاد الأمر بشاعة أن العاملين فى الكنترول استغلوا الأمر وسربوا الامتحانات للطلاب الأثرياء نظير مقابل مالى، وصل إلى5 آلاف جنيه للورقة الواحدة.

صناعة الفساد لم تتوقف عند "الشرطة" وإنما وصلت لـ"أعضاء مجلس الشعب". "م.ع" أحد أعضاء مجلس الشعب عن المنيا "وطنى"، يتورط فى قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة والهيئة البرلمانية للحزب الوطنى تحاول التكتم على الأمر حتى أن فتحى سرور رئيس مجلس الشعب رفض السماح للنواب بإلقاء بيانات عاجلة عن الموضوع، حتى لا يتطرق نواب الإخوان المسلمين عن محافظة المنيا للإشارة إلى الواقعة.

الغريب أن النائب مثار الاتهام حاول الحصول على الكلمة خلال إحدى جلسات مجلس الشعب لمهاجمة وزارة التربية والتعليم بخصوص حوادث تسريب الامتحانات، فى محاولة منه لنفى التهمة عن نفسه وقوبل طلبه بالرفض من رئيس المجلس.

ألقت كارثة "تسريب الامتحانات" بظلالها على مستقبل الطلاب، الذين يتخوفون من إعادة الامتحانات فى الدور الثانى وهو ما يقضى على فرصهم فى الالتحاق بكليات القمة، التى تناسب ما قد يحصلون عليه من درجات، فى الوقت الذى تحاول فيه الوزارة طمأنة الطلاب.

من جانبه، أكد محمد الكرارتى وكيل الوزارة لشئون الامتحانات لليوم السابع أن الوزارة ستحفظ لهؤلاء الطلاب أماكن فى كليات القمة حتى بعد انتهاء المرحلة الرابعة من التنسيق.

ودفعت صعوبة الامتحانات الأهالى للتساؤل عن جدوى الثانوية العامة أصلاً، وهل هى مؤهلة لسوق العمل أم لا؟، فتقول نهى فتحى طالبة بمدرسة الهرم الثانوية: "ما نقوم به مجرد حفظ معلومات ثم نفرغها فى أوراق الإجابة فى نهاية العام دون أن نكون قد حصلنا خبرات عملية فعلية، وخير دليل على ذلك أنى طالبة متفوقة بمقياس الوزارة وحصلت على أكثر من 98% فى العام الماضى فى المرحلة الأولى من الثانوية العامة وأتوقع لنفسى نتيجة لا تقل عن ذلك هذا العام ولكن لم أستفد بأية تجربة عملية تؤهلنى لسوق العمل".

على جانب آخر، ينتظر أولياء الأمور والطلاب صدور قانون عودة الثانوية العامة إلى نظام السنة الواحدة، بحسب إعلان وزير التعليم، و يرى الأهالى أن نظام السنة الواحدة يرفع عنهم أسوأ مصيبتين تواجهان البيت المصرى: إضاعة المال وإتلاف الأعصاب.

يقول محمد بدوى أحد أولياء الأمور إن الثانوية العامة قضت على كل مدخراته وأصابت ابنه بانهيار عصبى متكرر قبل وبعد كل امتحان، و يناشد وزير التعليم العودة إلى نظام السنة الواحدة حتى لا يفلس تماماً، خاصة أن له أبناء آخرين سيلتحقون بالثانوية العامة السنة المقبلة.

ويرى الدكتور على لبن عضو لجنة التعليم فى مجلس الشعب، أن نظام التعليم الحالى يقوم بتسطيح عقول الطلاب، ولا يستغرب حدوث فضائح مثل تسريب الامتحانات. ويرى أن الحل يكمن فى تغيير المنظمة بأكملها وليس فى العلاجات المسكنة التى نسمع عنها كل يوم.

الجامعات الخاصة هى الرابح الأكبر من كارثة تسريب الامتحانات وبيعها وتستعد من اليوم لاستقبال عدد من الطلاب هو الأضخم منذ بدء الدراسة فى الجامعات الخاصة فى مصر، بعد أن ظهر من خلال تصحيح العينات العشوائية للامتحانات أن مستوى الدرجات هذا العام أقل من الأعوام السابقة.

ويردد الأهالى بقوة أنهم وقعوا ضحية لمؤامرة بين الوزارة والجامعات الخاصة، هدفها دفع أكبر عدد من الطلاب لدخول هذه الجامعات لرفع العبء عن كاهل الدولة وتحقيق المزيد من الأرباح لأصحاب الجامعات الخاصة.

وفى بادرة تدل على عدم نية وزارة التربية والتعليم إجراء أى إصلاح للتعليم قامت بإلغاء نظام التعليم الجديد الذى طبقته بعض المدارس الخاصة باسم "الثانوية الشاملة" وفيه يتخصص الطالب بعد السنة الأولى فى الثانوية العامة فى المجال الذى يريد دراسته، حتى ينهى الدراسة الثانوية وبالفعل طبقت فى ست مدارس، وبالرغم من نجاحها إلا أن الوزارة ألغتها دون إبداء أى أسباب وقبل أن تؤتى التجربة ثمارها.

لمعلوماتك:
عينة التصحيح العشوائى لمادة التفاضل والتكامل أثبتت أن 88% من الطلاب حصلوا على50%.
وزير التعليم يسرى أمراً بإعادة توزيع الدرجات على الأسئلة التى لم يشك الطلاب منها.

بدأ تطبيق نظام السنتين فى الثانوية العامة عام 1995.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة