دراسة استراتيجية صينية لمواجهة أزمة الطاقة

الأحد، 15 يونيو 2008 08:01 م
دراسة استراتيجية صينية لمواجهة أزمة الطاقة
بكين - (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمة مقولة شائعة يتناقلها علماء الاقتصاد مفادها "لتصبح الاشتراكية أكثر اشتراكية، ولتصبح السوق أكثر سوقا"، ولعل هذه المقولة تمثل أيضاً المبدأ الأساسى للخيار الاستراتيجى لمستقبل الطاقة فى الصين، وفقا لدراسة تحليلية أعدتها جامعة المال والاقتصاد ببكين.

ومنذ العام 2001 سجلت أسعار السلع الحيوية كالطاقة والمعادن الثمينة والمعادن الصناعية والمواد الخام ارتفاعاً حاداً فى الأسواق العالمية، بما فيها أسعار البترول التى لم تكن تتجاوز 15 دولاراً للبرميل، ارتفعت إلى ما بين 65 إلى 78 دولاراً للبرميل عام 2006 لتقفز إلى أكثر من 130 دولاراً للبرميل فى العام 2008، وسط توقعات بأن تتجاوز مائتى دولار للبرميل بنهاية العام الحالى!!

إن انتعاش الطلب المحلى الأمريكى فى السنوات القليلة الماضية، والنمو المستقر لاقتصاديات مناطق اليورو، والنمو المطرد لأسواق الدول حديثة النهضة، ممثلة فى الصين والهند والبرازيل، والتوترات المستمرة والمتصاعدة فى منطقة الشرق الأوسط والتى يؤججها الملف النووى الإيرانى.. كلها عوامل أدت مجتمعة إلى الاضطرابات الراهنة فى إمدادات وأسعار الطاقة على المستوى العالمى.

الصين هى ثانى أكبر الدول المستهلكة للبترول فى العالم حيث يتجاوز حجم استهلاكها 5.5 مليون برميل يومياً ـ علما بأن الولايات المتحدة هى أكبر الدول المستهلكة للبترول فى العالم، بحجم استهلاك يبلغ نحو 20 مليون برميل يومياً ـ وغنى عن البيان تبيان مدى التأثيرات السلبية التى يأتى بها ارتفاع الأسعار العالمية للبترول على الاقتصاد الصينى، خاصة وأن الصين تعتمد بنسبة 42% من حاجاتها البترولية على البترول المستورد، وعليه فإن جوهر القدرة التنافسية للاقتصاد الصينى على مدار العشرين سنة القادمة سيبقى رهينة بإيجاد استراتيجية تنموية جديدة للطاقة، ومدى ضمان أمن الطاقة وتحقيق سير الاقتصاد الصينى ـ المفتقر للطاقة ـ على طريق التنمية القابلة للاستمرار.

وعند الحديث عن أسعار البترول العالمية لابد من الحديث عن المؤشر المعروف بـ"سى.آر.بى" ـ وهو دليل تصدره بشكل مستقل إحدى الشركات التابعة لوكالة رويترز البريطانية، ويعود تاريخه إلى 49 سنة ويعد بمثابة البارومتر الرئيسى الذى يقيس تقلب الأسعار الآجلة للسلع الأكثر تداولا على المستوى العالمى ـ ويغطى الطاقة (كالنفط الخام وزيت الوقود وغيرهما)، والمعادن الصناعية (كالنحاس والألمنيوم والزنك والرصاص والقصدير وغيرها)، والمعادن الثمينة (كالذهب والفضة وغيرهما) والحبوب الغذائية والثروة الحيوانية ومنتجات السوفت وير، كما يعد دليلا رائداً يبين حالة التقلبات لأسعار السلع فى الأسواق العالمية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة