بعد الكارثة المفزعة التى شهدتها مستشفى المطرية ووفاة أربعة أطفال فى الحضانة بسبب انقطاع التيار الكهربائى، احتار دليل الناس مع وزارة الصحة ومشاكلها, وكوارثها التى تقع بمعدل الفيمتو ثانية, فلم تنجح وسائل الإعلام فى تصويب الأخطاء, وفشلت طلبات الإحاطة والاستجوابات وصرخات النواب تحت قبة البرلمان.
نعمل إيه.. قلنا نقرأ طالع وزارة الصحة, ونبحث مع علماء الفلك.. إيه الحكاية؟
لم نكذب خبراًً.. وذهبنا.. فوجدنا أن طوالع النجوم تقول إن هناك أياماً قادمة أكثر سوءاً، داخل مستشفيات وزارة الصحة وهيئاتها وفروعها, فى نجوع قرى ومدن مصر. كما يؤكد علم الفلك أن حركة الكواكب ستتسبب فى تأثيرات سلبية من شأنها عودة إنفلونزا الطيور مرة أخرى, وظهور وزير الصحة ليؤكد عبر وسائل الإعلام أن كله تمام، والحمد لله عدد الوفيات لا يزيد عن نصف مليون نسمة فى كل محافظات مصر.
بينما يشير كوكب زحل إلى أن ظلالاًَ قاتمة ستمتد إلى المستشفيات الحكومية بأكملها، لتصبح الصورة سوداء أمام المرضى, ولن يكون أمامهم سوى الموت بفعل الملل على طريقة "صبر أيوب شفاه لكن المؤكد أنه مات بفعل الملل!". أما كوكب الحب والجمال فقد قطع بما لا يدع مجالاً للشك أن السادة العاملين فى وزارة الصحة غارقين فى حب النفس والأنانية, وأن أرواح البشر ليست لها قيمة فى حساباتهم.
وحتى لا نتجنى على السادة المبجلين فى الوزارة من خلال أحكام علم الفلك، لجأنا إلى علم الأرقام حتى نجد طاقة أمل ننحاز من خلالها إلى العاملين بالوزارة, ولكن للأسف علم الأرقام أكد أيضاً أن الوزارة.. تهوى الاستهتار .. تعشق الإهمال .. غارقة فى الأنانية .. حب الذات والنظرة قصيرة المدى, وأن معدل انهيار المستشفيات سيفوق تماماً خطوات الإصلاح التى تتم بداخلها, غير أن عدد الصفقات التى تتم تحت الترابيزة بين كبار الموظفين وكبار رجال الأعمال فى المزايدات والمناقصات التى تتم على الأجهزة الطبية الفاسدة، تفوق حجم الاحتياجات المخصصة من أجلها.
ولم ينكر علم الأرقام أن نسبة المجاملات بين الأطباء وتصعيدهم داخل المستشفيات بدون أدنى كفاءة, لا يحتمل تحقيق أى نجاح يذكر طوال العشر سنوات المقبلة. فى حين سجل علم الأرقام أن نسبة التزويغ ليلاً من المستشفيات إلى العيادات الخاصة وراء وفاة85% من مرضى الحالات الحرجة!.
فضلاً عن أن أخطاء الأطباء وسرقة المواليد داخل المستشفيات ستصل إلى أضعاف المعدل الحالى مع بداية عام2011 فى ظل السياسة الحالية المتبعة!. المثير أن علماء الفلك أكدوا بأن ما قالوه ليس من قبيل الخرافات, ولكن صورة طبق الأصل من الواقع, ويتساءل العلماء: أما آن الأوان لأن تتم إعادة هيكلة لوزارة الصحة؟, وإذا كان كونها قطاعاً عاماً هل سيكون حل الأزمة فى خصخصة جزء منها؟ وهل المشاكل تكمن فى ترهل عام داخل الوزارة, ولماذا يفشل الوزراء فى ضبط إيقاع هذه المنظومة؟!.
ظنى أن القضية ليست فى تغير وزير الصحة فقط, بل يجب تشكيل لجنة تضم خبراء ومفكرين من المستنيرين داخل المجتمع, والمهمومين بشكل حقيقى للنهوض بهذا المرفق، ووضع استراتيجية حقيقية ويتم عرضها على البرلمان، لتأخذ حقها من المنافشة أمام نواب الشعب يتم تطبيقها, ونتجاوز القرارات الانفعالية بشأن إقالة أو استقالة فلان أو علان، فالقضية يا سادة تحتاج إلى عمق!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة