بزنس رجال الدين المسيحى.. آخر موضة دخلت عالم رجال الدين، ورفضها البابا شنودة الثالث، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بارتكاب مخالفات مالية، أهمها التهرب الضريبى. وكانت الدولة قد رصدت خمس حالات لرجال دين مسيحى ثبتت ضدهم مخالفة التهرب الضريبى، ما آثار غضب البابا أثناء رحلته العلاجية السابقة القصيرة فى الولايات المتحدة. وكان البابا قد حذر كثيرا من مغبة الوقوع فى مخالفة التهرب الضريبى، وهو ما جعله يتهم كثيرا بقضية الرجال الخمسة الذين وجهت إليهم التهمة فى عدة محافظات، وثبت أن معظمهم يعمل فى العقارات، سواء التأجير أو امتلاك الثروة العقارية، وامتلاك الشركات التى تؤسس من الباطن.
وجاء اهتمام البابا بهذه القضية بعد طلب التحقيقات مع خمسة من رجال الدين المسيحى خلال الفترة القليلة الماضية، واتهامهم بالتهرب الضريبى ، وهو ما أطلق عليه فى الشارع المصرى شعار "بزنس الكهنة"، الذى يضع له البابا عدة أساسيات، أهمها عدم التهرب الضريبى، وعدم ارتكاب أى فعل يمس الكنيسة.
وقال مصدر كنسى لليوم السابع، إن ملف البزنس نفسه ليس جديدا ، لكن الجديد فيه يتمثل فى طلب حضور رجال الدين أمام النيابة، بسبب التهرب الضريبى.
وأشار المصدر نفسه إلى أن السبب وراء قضايا التهرب الضريبى يتمثل فى ممتلكات رجال الدين المسيحى قبل أن يدخلوا سلك الكهنوت، حيث لم يبلغوا بالأمر بسبب نسيانهم، خاصة فيما يتعلق بالملفات القديمة لهم قبل أن يصبحوا رجال دين، وكان يطلق عليهم مصطلح "علمانيون".
و أضاف المصدر ذاته أن الكنيسة لا تمنع الكاهن من ممارسة تجارة يربح منها، لكن تمنعه من ممارسة الأعمال المباشرة التى توثر على سمعته ورسالته التى دعى إليها، موضحا أن الملف سيتم مناقشته من خلال لجنة فى الكنيسة وستكون الشفافية هى الأساس، و سيعلن بنتائجها معظم رجال الدين المسيحى خلال الفترة المقبلة، كما سيتم الفصل فى كل القضايا فورا.
ورفض المصدر إطلاق كلمة فساد على المتهربين لأنه أمر عادى، يمكن أن يحدث مع أى شخص، لكن إذا كان الشخص يريد التهرب فسوف يخضع للإجراءات القانونية التى تضمن حق بلده.
القمص جورجيوس إبراهيم عضو لجنة الطقوس الكنائسية، أكد أن الكنيسة ترفض أى فعل سلبى يمس البلد، ويؤثر سلبا على حقوقها المالية، خاصة ما يتعلق بالضرائب التى يجب على كل مواطن أن يلتزم بدفع ما عليها منها للبلد.
وأوضح القمص جورجيوس أن من يخرج عن هذه القاعدة يعتبر مخطئا، وإذا تم التثبت من تهمة التهرب الضريبى تجاه رجال الدين الخمسة المدانين، سوف يخضعون لكافة الإجراءات القانونية.
من جهته، قال القس رفعت كامل راعى الكنيسة الإنجيلية، إن رجل الدين المسيحى صاحب رسالة ولا يليق به ارتكاب فعل يؤثر على رسالته التى دعى إليها وسلك الخدمة المسيحية، مشيرا إلى أن أى إنسان يتهرب ضريبيا يعتبر فاسدا وخائنا للوطن، فما بالك إن كان رجل دين؟
وأضاف القس رفعت كامل أن رجال الدين المسيحى يمارسون البزنس فى بعض الدول الغربية، لكن بأمانة طبقا لما يدعو إليه الكتاب المقدس من الأمانة.
الدكتور نبيل لوقا بباوى أستاذ القانون فى كلية الشرطة، قال إنه لا يوجد أى مانع لرجل الدين من أن يمارس نشاطا تجاريا، لكن بشروط، منها أن يكون مشاركا فقط مع أى من أقاربه أو ممن يثق فيهم، وأن لا يعمل بنفسه فى المهنة كممارس.
لمعلوماتك
◄الكنيسة لا توافق على ممارسة أى أنشطة تجارية للرهبان، و من يفعل ذلك يعزل.
◄قانون التهرب الضريبى يعاقب بالحبس بداية من ستة أشهر حتى خمسة أعوام، أو غرامة أو كلاهما حسب طبيعة الجريمة.
