مخاوف من تفشى العنف والتحرش ضد النساء بأمم أوروبا

التشجيع ينقلب لمحاولات لإثبات القوة "النسوة أولى ضحاياه"

الثلاثاء، 10 يونيو 2008 09:41 م
التشجيع ينقلب لمحاولات لإثبات القوة "النسوة أولى ضحاياه"
تقرير عن تلفزيون الجزيرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت العديد من المنظمات المعنية بشئون المرأة فى سويسرا والنمسا من انتشار حالات العنف ضد النساء أثناء مباريات بطولة الأمم الأوروبية التى انطلقت فى السابع من هذا الشهر وتستمر حتى التاسع والعشرين منه، حيث وضِعت أغلب مراكز رعاية المرأة فى حالة تأهب تحسباً لاستقبال مزيد من الضحايا.

فقد أكدت عضوة إدارة مؤسسة دور رعاية المرأة جابريلا تشو للجزيرة نت "أن خبرة ثلاثين عاما مضت تشير إلى وجود إقبال متزايد على مراكز رعاية المرأة أثناء الفعاليات الرياضية الهامة، حيث تقع العديد من النسوة ضحايا لأعمال عنف".

وترجع تشو هذه الظاهرة إلى "الإسراف فى تعاطى الخمور وإصابة الرجال بالتوتر العصبى الشديد نتيجة التحفز للمباريات والمراهنات والتعصب الكروى، فيتحول غضبهم فى حالة الخسارة لفريقهم إلى المرأة مباشرة حيث تكون أول من يحاول الرجل صب جم غضبه عليه لتعويض شعوره بالهزيمة" .

انتقادات
وتنتقد تشو السلطات لعدم اتخاذها إجراءات مناسبة من شأنها حماية النساء والأطفال ضحايا هذا العنف الكروى أثناء البطولة، قائلة "من العجيب أن تنفق سويسرا 69 مليون دولار للحماية الأمنية ولا تخصص أية مبالغ لمشروعات حماية المرأة والأطفال من العنف أثناء الفعاليات"، مشيرة إلى أن ألمانيا كانت قد قامت أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 بدعم 12 مشروعا لمواجهة تلك الظاهرة، وكذلك بريطانيا أثناء المباريات الهامة.

وتقول إحصائيات شرطة زيورخ إن العام الماضى شهد 1608 حالات من العنف الأسرى ضد النساء، اضطرت الشرطة فى 60% منها لتوفير حماية للضحية بشكل مؤقت، فى حين حصل 30% من الضحايا على حماية طويلة المدى خشية القيام بعمليات انتقامية.

أسباب الظاهرة
واستطلعت الجزيرة نت آراء أطباء أعصاب وخبراء نفسيين حول تلك المشكلة، فأكدوا أن الترقب ومتابعة المباريات بتركيز كبير يرفع من نسبة الهرمونات فى الدم، وينعكس هذا بشكل مباشر على الأعصاب حيث تتجمع شحنة من الانفعالات تنفجر أمام الشاشة أو بالملاعب سواء فى صيحات الإعجاب أو الحسرة.

مضيفين أنه بعد المباريات يتولد لدى مؤيدى الفرق المهزومة شعور بإحباط مصحوب بتلك الشحنة، فينفجر هذا الخليط على شكل عنف ضد المرأة يبدأ بالإهانات اللفظية أو الضرب لأتفه الأسباب، وقد ينتهى بممارسة الجنس عنوة لإثبات القوة وعدم الفشل.

نشوة الانتصار
فى المقابل، يرى فريق من المحللين أن المشكلة لا تكمن فقط فى العنف النابع من الإحباط بعد الهزيمة، بل أيضا فى السعادة المفرطة بعد فوز الفريق المفضل "إذ يعطى زهو الانتصار شعورا بالقوة لدى الرجال يحاول إثباتها لدى المرأة".

كما يؤدى وجود نسبة كبيرة من النساء وحدهن بين المتفرجين بالملاعب أو مراكز تجمع هواة كرة القدم للاحتفال بالفوز، إلى تحفيز الرجال للتحرش بهن، لا سيما أن الحاضرين يسرفون فى تناول الخمور "إمعانا فى الاحتفال بالفوز". وتحت تأثير المسكرات والشعور بنشوة الانتصار تتحول المرأة إلى إحدى وسائل الاحتفال، حسب وصف أحد الخبراء فيبدأ السكارى فى رحلة قنص تنتهى فى الغالب بجريمة.

وتنصح دور الرعاية النساء بعدم تواجدهن بمفردهن وسط حشد كبير من الرجال، والتحرك فى مجموعات نسوية والابتعاد عن الطرقات المظلمة وتفادى الدخول فى نقاشات مع الرجال ذوى الطابع العصبى، وعدم الإسراف فى تعاطى الخمور والإبلاغ فورا عن حالات التحرش التى يتعرضن لها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة