فى العارضة

"عباس العاطفى" بسينما الزمالك و"حسنى يريد حلا" بالإسماعيلى

الأحد، 01 يونيو 2008 12:17 ص
"عباس العاطفى" بسينما الزمالك و"حسنى يريد حلا" بالإسماعيلى
بقلم سعيد وهبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرار المحكمة الرياضية بالفيفا، والقاضى بأحقية نادى ستراسبورج الفرنسى باسترداد لاعب الإسماعيلى حسنى عبد ربه، فضح نظام الاحتراف المصرى، وكشف قدرا هائلا من الجهل المخلوط بالتخلف المخلوط بالتعصب المخلوط بالهمبكة المعجونة بالفساد.

أما الهمبكة المخلوطة بالفساد، فتمثلت فى المنهج الذى اتبعه رئيس النادى الإسماعيلى السابق فى التعامل مع المشكلة فى البداية، حين انتهت فترة إعارة اللاعب للإسماعيلى فاستخدم ثقافة وضع اليد، والمماطلة والتحايل والمراوغة، وطبق القاعدة المعتمدة فى السوق المصرية، حيث اقتصاد الخبطات السريعة، بنظام "اخطف وأجرى" ..ثم قابلنى فى المحكمة، وهى قاعدة اقتصادية من الاختراعات المصريةالمستحدثة فى عالم البزنس، والتى لا تصلح بالقطع فى التعامل مع النظم واللوائح الدولية المحترمة التى تنظم الاحتراف.

لقد كان بمقدور رئيس الإسماعيلى الاحتفاظ بحسنى عبد ربه لو احترم التعاقد ودفع باقى الحساب فى الموعد المحدد، لكنه ماطل وسوف ولابط، واضطر للدفع، ولكن بعد انقضاء الوقت، ثم راح يهدد النادى الفرنسى ويتوعد بل ويتحدى بأن حسنى باق فى الإسماعيلى، ومن يقولون بغير ذلك لا يفقهون شيئا، قالها دون الأخذ فى الاعتبار أن نظام الهمبكة، وثقافة وضع اليد، لا تصلح للتعامل فى المحاكم الدولية.

الجهل باللوائح الدولية، هو ما دفع أحد وكلاء اللاعبين، أو بالأحرى وكلاء الأستاذ يحيى الكومى لإصدار بيان عنترى يؤكد فيه أن المحكمة حكمت لصالح الإسماعيلى وذلك قبل إعلان حكم المحكمة بيومين.

وهو ذات الجهل الذى كلف نادى الزمالك تسعمائة ألف يورو "كغرامة استعباط" بسبب هروب شيكابالا، وهو الجهل الذى سيكلف عصام الحضرى غرامة ضخمة، جراء هروبه وتوقيعه لناديين فى آن واحد، وقد تعرضه للإيقاف، فقضيته مازالت منظورة فى المحكمة الرياضية، ولم يصدر الحكم فيها بعد، وهو يلعب حاليا بتصريح مؤقت.

وهو ذات الجهل المعجون بالتعصب والذى تستخدمه إدارة الإسماعيلى الحالية فى إدارة أزمة اللاعب الحالية بعد صدور حكم المحكمة، وهو الجهل الجالب للكوارث والمخاطر والذى بات يهدد مستقبل أفضل لاعب كرة فى القارة الأفريقية، والمهدد بالإيقاف لمدة سنة، ما لم ينفذ حكم المحكمة القاضى بعودته لناديه الفرنسى، حيث لاتفيد تصريحات عنترية، ولا مزايدات جماهيرية ولا مزادات علنية.

لقد أجبروا اللاعب، فيما يشبه الإذعان على التوقيع على ورقة برفض تنفيذ حكم المحكمة الدولية ورفض العودة لناديه الفرنسى، وذلك بعد حملة تهديد وترويع وإرهاب، بل وتهديدات بالقتل، ولا عجب فى ذلك، إذا ما علمنا أن المتاجرة باللاعبين تجلب الملايين، وأن امتطاء اللاعبين بات جسر العبور والجلوس على كراسى الإدارة فى الأندية الشعبية، وفى سبيل هذا الهدف لا يتورع "المتطوعون"عن التضحية بمستقبل أى لاعب بل وبإهدار دمه إذا ما تطلب الأمر. الجهل المخلوط بالمصالح، دفع إدارة الإسماعيلى للتعامل مع المحكمة الدولية، بطريقة التعامل مع لجنة شئون اللاعبين باتحاد الكرة بالجبلاية، بالضغوط التى يمارسها رؤساء الأندية، وبحجم العطايا، وليس بقوة اللوائح.

قضية حسنى عبد ربه كشفت أيضا حجم التعصب الذى تغذيه الفضائيات الرياضية، والتى مهمتها ورسالتها أن تناهضه وتقاومه وترشده وتكافحه، وبدلا من ذلك، قامت بعملية تسخين وإحماء وإشعال وتحريض، واستضافت نجوم الشغب فى الملاعب وأبطال الطوب والزلط وهات يا شتيمة فى "الآخر" المصرى المنافس فى الدورى، وقام المذيعون بمهمتهم الإعلامية، وسكبوا صفائح البنزين والجاز فوق الحدث من قبيل البهارات ولوازم "التوك شو" التى لا نعرف عنها سوى أنها خناقة، وتقطيع هدوم وضرب مطاوى وتثبيت أكتاف وبلطجة كلامية وشرشحة إذا لزم الأمر. وذلك لزوم ترويج البضاعة وترويج البرامج، ودون الأخذ فى الاعتبار أن قضية حسنى عبد ربه من القضايا النموذجية، أى التى تصلح كعينة معملية، وكفرصة لنشر ثقافة الاحتراف، ونشر ثقافة الروح الرياضية، ومكافحة ثقافة التعصب والبلطجة والهمبكة.

ولعل أسوأ ما فى الحدث، وصول ثقافة التعصب إلى شخصيات محسوبة على النخبة الرياضية، مثل الكابتن أسامة خليل لاعب الإسماعيلى السابق، والمرشح لرئاسة النادى، والذى طالما أشبعنا مواعظ ودروسا خصوصية عن ثقافة الاحتراف التى لا يعرفها أحد فى مصر حتى الآن سوى سيادته، والذى هدد علانية بأن حياة اللاعب ستكون فى خطر إذا ما غادر الإسماعيلى ولعب لأى ناد آخر، خصوصا الأهلى، وهذا التصريح يعرضه لمساءلة قانونية، ويعد تحريضا للقتل وياللهول، فكل شيىء جائز ومباح ومشروع فى سبيل كرسى الرئاسة.

فيلم"عباس العاطفى" بسينما الزمالك
منديل واحد لا يكفى لتجفيف دموع الأستاذ ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك المعين، فقد تطلب الأمر استخدام ثلاثة مناديل لإيقاف شلال الدموع التى انهمرت فور ظهوره على شاشات التلفاز عقب فوز الزمالك بكأس مصر، وتطلب الموقف نزع النظارة لتجفيف الدموع من المنبع، وإيقاف فاصل النهنهة.

الذين شاهدوا هذا المشهد الدراماتيكى، دون أن تكون لهم علاقة بكرة القدم، ظنوا أن مكروها قد حدث لنادى الزمالك، أو أن مصيبة قد وقعت، وحين سمعوا كلمات التهانى فهموا أنها دموع الفرح لانتصار مؤزر، وظنوا أن الزمالك فاز ببطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو إنجاز عملاق غير مسبوق على غرار إنجازات الحكومة العملاقة غير المسبوقة من أيام محمد على ، مع أن من بينها إنجازات غير مسبوقة من أيام الملك خوفو والملك رمسيس الثانى صديق الرئيس السادات. الشاهد أن هذا المشهد استوقف أحد الأصدقاء الزملكاوية، واتصل هاتفيا وقال:شفت فيلم عباس العاطفى الجديد؟ افتح التلفزيون واتفرج على المواهب، الأستاذ عباس بيشحت عواطف وشعال انتخابات ، الله ينور.

فالأستاذ عباس من فرط الفرح راح ينهنه وحالته تصعب ع الكافر وهو مشهد انتخابى استهجنه واستنكره كبار الرموز الزملكاوية من زاوية لا يليق برئيس القلعة البيضاء أن يستدر عواطف الجماهير بهذا الأسلوب، وأن يبكى بهذه الصورة وكما قال الكابتن حلمى طولان الزمالك ناد كبير وعريق والفوز بكأس مصر ليس جديدا عليه، وليس كثيرا عليه.
والذى يقصده الزملكاوية، أن بكاء رئيس ناديهم بهذه الصورة، معناه أن الزمالك قد حقق معجزة لأول مرة فى تاريخه بفوزه بكأس مصر، وأن رئيس الزمالك تعامل مع الحدث كأنه رئيس نادى أسمنت السويس أو كأنه رئيس نادى كهرباء طلخا.

والواقع أن دموع الأستاذ عباس العاطفى ليس سببها الحقيقى الفوز بالكأس، وإنما الفوز بفرص جديدة للاستمرار فى منصب رئاسة الزمالك، وهو المنصب الذى يضيف لصاحبه مكانة اجتماعية، وسلطة شعبية ومعنوية، تساوى عشرات الملايين، وتتحول إلى صفقات تجارية وعمليات بزنس، فهذا هو السبب المعقول والمقبول والمنطقى لدموع الأستاذ عباس الغزيرة، وإلا فما هو التفسير المنطقى لهذه الحرب الأهلية الدائرة منذ سنوات على رئاسة الزمالك وعلى مناصب العضوية التطوعية. وهى الحرب التى تستخدم فيها كل الأسلحة غير المشروعة :السنج والمطاوى القرن غزال إلى الطبنجات.ولا يمكن أن يستوعب العقل أنها الرغبة فى العمل التطوعى، والخدمة العامة، وحب الوطن، وحب الزمالك "فرض على أفديه بروحى وعنيه".

فى الأغلب الأعم هو حب اللحاليح والأرانب والناصب التى تبيض ذهبا، وتفقس صفقات وعمولات بعشرات الملايين، ويكفى أن نعلم أن العمولة التى كانت مقررة لمشروع المول التجارى بلغت مائة مليون لحلوحا وقد عرضها المستثمرون على رئيس النادى الجديد، بعد سقوط الرئيس الذى أبرم الصفقة فى الانتخابات.و...تلك قصة أخرى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة