صدور السيرة الذاتية لفؤاد قنديل

الخميس، 08 مايو 2008 07:24 م
صدور السيرة الذاتية لفؤاد قنديل الروائى فؤاد قنديل
كتب هيثم حرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن سلسلة روايات الهلال صدر الجزء الأول من السيرة الذاتية للروائى فؤاد قنديل، ويحمل عنوان "المفتون". من المنتظر أن تقع فى عدة أجزاء. يتناول فؤاد مرحلة تأسيسه الأدبى والوجدانى والوطنى منذ عام 1954 "مع خبطة الوعى التى أفضت إلى المراهقة الفكرية والعاطفية بالتوازى مع مراهقة سياسية عاشتها مصر حتى عام 1972".
الرواية صدرت فى 166 صفحة، يبدأ الروائى سيرته من تساؤل يضعه حول: "هل يمكن أن أكون رواية".. ثم يسوق مبررات عديدة لكون حياته "رواية"، منها أنه كتب ما يكفى من الورق لتغطية ميدان التحرير، ولأنه يحب الحرية والطبيعة الإنسانية ويقدس العمل والجمال والخيال، وأنه التهم خمس جواميس وملء ترعة صغيرة من السمك، لذا يقول فى النهاية "قد يؤهلنى ما سبق لأصبح رواية، لكننى أكثر من ذلك أو غير ذلك.. أنا هذا الكائن الذى يقبع فى الصفحات التالية ينتظر بشغف عيون تأملاتكم.. مشغولاً إلى حد الرهبة بالسباق المحموم بين الصدق والفن، بين الحقيقة والجمال".
ينطلق فؤاد قنديل بعد ذلك فى حديث حميمى عن "الذات"، إلى أن يصل إلى ما وضع له عنوان "الحب الأول"، ففى ليالى صيف 1960 كان يسهر مع أهله فوق سطوح بيته بالقرب من النيل، يستمعون إلى أم كلثوم وهى تشدو بأغانيها العاطفية، "فى الخميس الأول من كل شهر يسهر تقريباً العالم العربى كله مع أم كلثوم، تتحول سهراتها إلى حفلة سمر ممتدة من المحيط إلى الخليج". يتحدث فؤاد عن أجمل عاشقات أم كلثوم، شابة فى التاسعة عشرة، جميلة وفائرة، خفيفة الظل ومشرقة، وكان هو فى السادسة عشرة.. "كنت أحدق فى لحم الذراع وأنفذ فى ذراته المثيرة، أغيب عن أم كلثوم حتى تستردنى بعبارة هائجة يعلو معها اللحن الذى يجرجر الشاردين".. كتب فؤاد عن كريمة قصيدة صغيرة، لم يكن يعرف من الشعر شيئاً آنذاك ولكنه كتبه لأجل حبه لها، قال لها إنه كتب عنها قصيدتين وقرأهما عليها، وفى المساء جاءته تنقر على شباكه وتقدم له قطعة من البسبوسة، قالت إنها صنعتها خصيصاً من أجله..
يسترجع فؤاد سيرته "الجميلة" عن أول حب له، إلا أنه يحكى عن الأشياء والتجارب التى خاضها للمرة الأولى، كأنها الخيط الذى يبدأ من الحديث ويستفيض فيه، يحكى عن أول تعيين له محاسباً باستديو مصر بشهادة الدبلوم، وحين أحب فتاة ناضجة "هند" صدمته لأنه يحمل شهادة الدبلوم فقط، ثم عزم على دخول قسم اللغة العربية بكلية الآداب حتى يتقن الأدب، وحين ذهب لملء الاستمارات اختار قسم الفلسفة بسبب نيتشة الذى أدرك أنه بحاجة إلى التعمق فيه. يستطرد فؤاد: نيتشه الذى علمنى أن الألم هو طريق الصعود، والألم هو السبيل إلى القوة والتحدى، وهو الذى قال إن الوحدة الموحشة أفضل من الالتحام بالغوغاء الذين يبددون الوقت، وهو الذى أعاد تشكيل شخصيتى.
تحت عنوان "جابر" يتحدث فؤاد عن روايته الأولى "الأشجان" بين عامى 68 و69، قائلاً إنها نالت استحسان بعض الأصداقاء من الكتاب.. "أعجبتهم شخصية جابر الذى تطمح كل الشخصيات أن يعود كى يرتب البيت بعد الاحتلال الصهيونى لمصر، وكنت قد اخترت الاسم تقديراً لزميلى الفنى فى صالة العرض باستديو مصر، إنسان بسيط لكنه مثقف وماهر جداً فى كل ما هو يدوى، قوى البنية، يحبنى جداً".
قد يلفت انتباه القارئ أن صاحب السيرة يكتب جملاً حوارية كثيرة، وكلما توغل فى العمل تكتشف أن هناك صراعات تقترب إلى الصيغة الروائية، ولعل هذا ما جعلها تصدر فى سلسلة روايات الهلال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة