"نقر نحن أحمد الصباحى عوض الله خليل عن نفسنا وبصفتنا رئيسا لحزب الأمة وإيماءً إلى ظروفنا الصحية وأنا بكامل قواى العقلية وبإرادتى الحرة (....) لقد قررت التنحى تماما ونهائيا عن رئاسة حزب الأمة وعن أى منصب تنفيذى أو إدارى بالحزب وأكتفى بأن أكون أبا روحيا للحزب ومرشدا روحيا له ما تبقى لى من الحياة".
هذه هى الصيغة التى اختارها أحمد الصباحى ليترك موقعه فى رئاسة حزب الأمة، وهو الخطاب الذى قرأه ابنه محمود على أعضاء جبهته المناوئة للأب، فى مقهى الحرية بوسط البلد، حيث تراصت الطاولات، تمهيدا لإعلان ثورة الصباحى الصغير ضد الصباحى الكبير الذى منح صلاحياته المالية والإدارية والتنفيذية لرجل الأعمال سامى حجازى الذى كان يشغل موقع النائب الأول للحزب طوال الفترة المتبقية للرئيس المتنحى.
وفى نص خطاب تنحى الصباحى المفترض أن يقوم حجازى بعد ذلك بدعوة الجمعية العمومية لفتح باب الترشيح وانتخاب رئيس جديد. الابن فى تصريحات نارية فى مقهى الحرية أكد لمناصريه أنه سيقتحم الحزب "لأنى أنا اللى عملته ولا يستطيع أحد منعنا وسندافع عن الحزب بدمائنا". ورغم ذلك نفى أنه يسعى لرئاسة الحزب، ولكن حسب تعبيره لانتخابات حرة تأتى بمن يريده الأعضاء ونبدأ حركة تصحيح الأوضاع، فنحن حزب نظيف. مناصرو الصباحى الصغير أيدوه بحماس، وقال أمين الشباب محمد لاشين " الحزب مش ملك لأحد ولا حتى أحمد الصباحى نفسه".
كل هذا الحماس فى "قعدة مقهى الحرية" شابها خلافات، منها الاعتراض على أن يكون هذا الاجتماع فى مقهى وليس فى مقر الحزب. وتساؤل أمين الشرقية عاطف خليل عن شرعية هذا الاجتماع "هو رسمى ولا لأ" .وبعد المناقشات حسم الأمر الصباحى بأنها "قعدة للتظبيط والتربيط والاتفاق" وليست اجتماعا رسميا. الخلاف الثالث تحديد موعد الجمعية العمومية القادمة للحزب، وتم الاتفاق على أن يكون السبت 10 مايو الحالى حتى يدخلوا الحزب بأقصى سرعة. ووافق الصباحى الصغير رغم أنه كان يفضل الثلاثاء لأن لديه موعدا مع طبيبه.
الصباحى الصغير وضع خطة الاقتحام وطمئن مناصريه بأن المقر لا يوجد فيه سوى اثنين من السعاة و "ام محمد بتاعت الشاى "، وطالبهم بضرورة التواجد بصفة دائمة، ولكن تخوف عدد من مناصرى الصباحى من أن يقتحم حجازى المقر بعدد أكبر منهم. وهنا طرح لاشين أمين شباب الحزب التفاوض مع حجازي، فليس مهمتنا حمل السلاح،لإجراء انتخابات على رئاسة الحزب، واقترح آخرون دعوة حجازى للاجتماع معهم بالحزب ولكن قوبل بالرفض.
الصباحى الابن طمئن الأعضاء بأنه تحدث تليفونيا مع الدكتور مفيد شهاب وحكى له حازمة الحزب فرد عليه أن هذا قرار الصباحى بالتنحى ليس له قيمة، كما أنه خاطب صفوت الشريف الذى طلب منه عمل مذكرة بما حدث، لكن كثيرا من الأعضاء شككوا فى نوايا الحكومة تجاه حزبهم.
ابنه يستعد لوراثته فى حزب الأمة بالقوة
الصباحى يتنحى على طريقة عبد الناصر
الخميس، 08 مايو 2008 01:09 ص