صدرت الطبعة الثالثة من رواية " 1/4 جرام " لعصام يوسف، وقد حظيت الرواية منذ صدورها بإقبال جيد حيث نفدت طبعتاها فى فترة لم تتجاوز الخمسة أشهر، والرواية تعد العمل الأول لكاتبها.
تعتبر "1/4 جرام" رواية "واقعية"، وهو ما يشير إليه غلاف الرواية، حيث يحكى عصام من خلالها أحداث حكاية حقيقية مر بها صديقه "صلاح"، والذى حمله أمانة تسجيل حياته / حكايته منذ ما يقرب من 15 عاماً، وقد لبى عصام "الأمانة" وكتب الرواية لتكون رسالة لكل مدمن، ولكل أب وأم وأخت! ..وبعيداً عن كون الرواية رسالة للابتعاد عن الإدمان، فقد وضع عصام يوسف عنواناً جانبياً للرواية ـ أسفل عنوانها الرئيسى- يكاد يكون مشوقاً وجذاباً لقرائها وهو" وماذا فعل فى مجموعة أصدقاء؟"
تبدأ الرواية بحكاية " صلاح" الذى جاء إلى الدنيا فى "زمن الفن الجميل"، منتمياً إلى عائلة عريقة، كان صلاح يستمتع بارتكاب الأخطاء، يتغيب عن المدرسة بأعذار تنقلها مربيته إلى والديه ليكون أقرب إلى طالب مقيم بالمنزل، ويشرب الويسكى من "بار" والديه، ويضع الماء بدلاً من الويسكى الذى يشربه.. كان كلما ارتكب خطأً جديداً يشعر بالسعادة، ويزداد تمادياً فى " غيه"!
خلال(639) صفحة نتنقل بين صفحات من حياة مدمن " بودرة" أو " ضريب" حسبما يصفه الروائى، وعلى الرغم من ذلك فإن الرواية تعكس رسالة واضحة ففى أحد مشاهدها يمسك والد "صلاح" كتاباً ويضعه أمام ولده ويقول له" مش إنت ده؟" فينظر صلاح إلى غلاف الكتاب فيجد أن الكتاب عنوانه " فى بيتنا مدمن".. وفى نهاية الرواية يضع المؤلف ما يسميه بـ"الوصية"، حيث يكتب بها " عزيزى القارئ..هدف هذه الرواية هو نقل رسالة للمدمن الذى مازال يتعاطى..وأتمنى من الله أن يساعد هذا الكتاب فى شرح حجم هذه المأساة، دون أى مبالغة، كى نستطيع جميعاً مساندة ملايين المدمنيين المرضى فى الوصول إلى الحقيقة، بعد أن عاشوا أياماً وشهوراً وسنوات فى وهم المخدرات..وأن يثقوا فى أن هناك أملاً فى الشفاء" . كما يضع عصام يوسف فى نهاية روايته برنامج جماعة " المدمنون المجهولون"، وهى جماعة تهدف إلى مساعدة المدمنيين على "الإقلاع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة