أكرم القصاص - علا الشافعي

درويش مصطفى .. خلط الذرة بالقمح ليس حلاً لأزمة العيش

الخميس، 08 مايو 2008 05:22 م
درويش مصطفى .. خلط الذرة بالقمح ليس حلاً لأزمة العيش المستشار درويش مصطفى تصوير سامى وهيب
حاورته ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت مصر لأول مرة فى تاريخها أزمة شديدة فى الخبز( العيش) والذى كان يُضرب به المثل كدلالة على قلة الدخل " مش لاقيين العيش الحاف " وهتف له المتظاهرون فى الأربعينيات كدلالة على التقشف والفقر"واخدين على العيش الحاف والنوم من غير لحاف" ... رغيف الخبز اليوم أصبح رفاهية لايتمتع بها الكثيرون.

قلق بالغ أحاط برئيس الحكومة من هذه الأزمة التى يمكن أن تؤدى إلى إقالة حكومته ووصمها بالفشل، وفى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه اقترح رئيس الوزراء خلط دقيق الذرة بدقيق القمح لإنتاج خبز رخيص بوفرة .
درويش مصطفى مستشار وزير التضامن الاجتماعى غير متفائل بهذا الاقتراح وله رأى آخر.

اقتراح خلط القمح بالذرة فى رغيف الخبز ناتج عن دراسة أم هو ناتج عن الأزمة؟
بالطبع تم عمل دراسات مسبقة وتوصلنا لنتائج جيدة عام 1998 وتم تطبيقه لبعض الوقت واشترطنا وقتها على أصحاب المطاحن تركيب ماكينات لخلط الذرة مع القمح وبالفعل تم تركيبها، ولكننا أوقفنا تطبيق هذا الاقتراح مرة أخرى وهذا ما يثبت أنه ليس قراراً مستحدثاً.

لماذا تم وقف تطبيقه؟
لأن الكمية الموردة من الذرة كانت تكفى لمدة محددة من العام ، بالإضافة إلى أن نسبة المورد من الذرة أقل بكثير من 20%.

هل نمتلك مخزوناً استراتيجياً كافياً من الذرة يغطى هذا الاستخدام الجديد؟
لا ، لأن نسبة التوريد فى الذرة ضعيفة كما سبق وأشرت ولا تكفى حتى نسبة ال 20% وكانت تكفى فقط لمدة 3 أو 4 أشهر وباقى العام لا نجد ما يكفى.

هل يعنى كلامك بأنه لا توجد موارد كافية للتنفيذ؟
الكمية متغيرة وليست ثابتة وفى بعض السنوات وصلت إلى 2 مليون طن أو 1.8 أو 1.5 مليون طن ولكن الإحصائيات التى تعلنها وزارة الزراعة تؤكد أننا ننتج 8 مليون طن سنوياً، كما أن الكمية تختلف من عام لآخر طبقاً للمساحة المزروعة والأضرار التى تلحق ببعضها من حشرات وأمراض تصيب المحاصيل، أى وجود فاقد كبير.

ما ضمانات نجاح المشروع؟
إذا استمر تنفيذ المشروع مرة أخرى وطبقنا الاقتراح سنعمل على زيادة المساحات المزروعة من الذرة.

ما الفائدة التى تعود علينا من خلط الذرة بالدقيق فى رغيف الخبز؟
عملية الخلط للذرة والقمح تمنع تهريب الدقيق بإعادة نخله مرة أخرى وبيعه على أنه دقيق "زيرو " و يستخدم فى صناعة الفينو والحلويات، وعملية الخلط أيضاً لا تسمح للخبازين سوى بصناعة أرغفة الخبز فقط لأنه لن يستطيع فصلهم عن بعض.

ما عيوب تطبيق هذا الاقتراح؟
خلط الدقيق بالذرة يجعل رغيف الخبز ينكمش ولا يتمدد و لا يمكن الاحتفاظ به لفترة لا تتجاوز الساعات كالرغيف العادى لعدة أسباب أولها أنه يتفتت مما يضطر البعض للتخلص منه وبالتالى يزيد الفاقد من الخبز وثانيها أن دقيق الذرة يحتوى على نسبة زيوت كبيرة فبعد فترة نجد أن رائحة رغيف الخبز تغيرت وانبعث منه رائحة كريهة.

إذا كانت هذه هى عيوب الاقتراح فلماذا نتجه لتطبيقه مرة أخرى؟
هذا مازال مشروعاً كما أننا نقوم باستيراد القمح من الخارج ونستخدم 20 % ذرة فى إنتاج رغيف الخبز كبديل للقمح وبالتالى نوفر استيراد 20% قمحاً ولن تؤثر الذرة على المساحة المزروعة من القمح وكل هذا يوفر الاستيراد والعملات الصعبة وتعفينا من التعرض لتقلبات الأسعار العالمية التى تعرضنا لها العام الماضى من تضاعف أسعار القمح، كما أن الذرة تزرع فى عروة مختلفة عن القمح لأن القمح محصول شتوى والذرة محصول صيفى و لتغطية احتياجات البلد من القمح فنحن لا نملك مساحة كافية من الأرض لزراعة القمح فحتى إذا قمنا بزراعة كل المساحات الموجودة فلن نغطى الاحتياجات.

هل إنتاج هذه الرغيف المخلوط سيؤثر على الاقتصاد؟
بالطبع فسيؤدى لمزيد من التوفير فى نسبة 20% من استهلاكنا للقمح التى نستبدلها ذرة، بالإضافة إلى أن نسبة استخراج الذرة تمثل 97% أى أن طن الذرة نستخرج منه 97% دقيقاً صافياً أما نسبة استخراج القمح فتمثل 82% أى أن طن القمح نستخرج منه 82% دقيقاً صافياً.

ما هى نسبة الذرة إلى الدقيق فى رغيف الخبز؟
رغيف الخبز سيحتوى على 20% ذرة و80 % قمحاً.

وماذا عن القيمة الغذائية؟
القيمة الغذائية ستظل كما هى، على العكس فالذرة تحتوى على نسبة زيوت مفيدة وجيدة للإنسان ونحن اعتدنا فى الأرياف على خلط القمح بالذرة وكل الفلاحين ينتجون هذا الخبز المخلوط منذ قديم الزمن.

وما تأثير هذا القرار على سعر الذرة؟
الذرة من الممكن استيرادها بسعر أرخص من القمح ولذلك أسعارها لن تتأثر.

هل هناك حلول أخرى لأزمة رغيف الخبز؟
حلول كثيرة كفصل الإنتاج عن التوزيع لمنع تهريب الدقيق وليلتزم الناس بخبز حصة الدقيق كاملة فجوال الدقيق 100 كيلو جرام وينتج 1000 رغيف وإذا كانت حصة المخبز 10 أجولة أى أنه ملتزم بتسليمنا 10 آلاف رغيف خبز يومياً مطابقاً للوزن والمواصفات وهذا الحل نجح بشكل كبير.

إذا كان فصل الإنتاج عن التوزيع نجح فى حل الأزمة فلماذا اتجهنا للخلط؟
لأننا نتجه لأكثر من طريق فى نفس الوقت للقضاء على الأزمة نهائياً.

هل تتوقع أن يكون الخلط حلاً نهائياً وجذرياً لأزمة رغيف الخبز؟
بالطبع لا هذا الحل ليس جذرياً فلدينا أصحاب المخابز الخاصة الذين ينتجون الخبز الحر ويقومون بتهريب الدقيق المدعم وهناك حلول كثيرة تسير فيها الوزارة بهدف خفض نسبة تسريب الدقيق نهائياً .

هل عملية الخلط ستؤثر على سعر رغيف الخبز؟
لا فرغيف الخبز هو الشىء الوحيد الذى لن يتأثر فى أى حالة لأن الرئيس بنفسه قال "هذا هو عيش الغلابة ولا مساس به ".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة