أكد مصدر معارض أن الإضراب الذى تشهده بيروت، الأربعاء، وما يرافقه من قطع طرق سيستمر ويتحول إلى "عصيان مدني"، حتى تتراجع الحكومة عن القرارات الأخيرة التى اتخذتها وتعتبرها المعارضة مساسا بأمن حزب الله. من جانب آخر قال النائب عن الأكثرية النيابية اللبنانية أكرم شهيب وعضو كتلة اللقاء الديمقراطى التى يرأسها الزعيم الدرزى وليد جنبلاط، إن "إقفال طريق المطار وطرقات أخرى فى العاصمة سيكون طويلا، وهذا التصعيد من أجل أن يطل حسن نصر الله الخميس من موقع قوى ويضع شروطه".
ورأى شهيب أن حزب الله الذى يقود المعارضة، والذى دعا إلى المشاركة فى تحرك الاتحاد العمالى،الأربعاء "حدد اليوم حدود دولته بالسواتر والمكعبات والإطارات المشتعلة" التى استخدمها لقطع الطرقات الرئيسية فى بيروت. وأضاف أنها "تهدف إلى تعطيل الدولة ومنع التوصل إلى حل ولا علاقة لها برفع الأجور" التى دعا الاتحاد العمالى للإضراب من أجلها. ومن المقرر أن يعلن حزب الله الخميس موقفه من خطوات اتخذتها الحكومة يعتبرها تمس بأمنه وذلك فى مؤتمر يعقده أمينه العام.
يذكر أن ظهر الأربعاء كانت شاحنات كبيرة لاتزال تفرغ حمولتها من الأتربة على الطريق الرئيسى لمطار رفيق الحريرى الدولى لتعزيز السواتر التى نصبت منذ الصباح. وتعطلت الحركة بشكل كامل فى المطار بسبب مشاركة الموظفين فى الإضراب أو لتعذر وصولهم إلى المرفق الحيوى. وكانت نقابات للعاملين فى المطار قد أعلنت توقفها عن العمل منذ التاسعة وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر.
وعلى صعيد آخر، أكد مصدر حكومى أن حزب الله أرسل عشرات المسلحين إلى منطقة الاعتصام فى وسط بيروت بعد ظهر الأربعاء، متهما الحزب الشيعى بالتحضير "لعصيان مسلح من أجل الاستيلاء على السلطة". وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته "وصلتنا معلومات متطابقة عن وصول عشرات المسلحين في فانات (شاحنات صغيرة) تواكبها دراجات نارية إلى منطقة الاعتصام" التى نصبت فيها المعارضة خيمها منذ أكثر من 150 يوما بمحاذاة السرايا الحكومى. وأشار إلى احتمال "وجود نية لدى حزب الله لتوسيع انتشاره المسلح لاستخدامه في خطوات لاحقة فى الساعات المقبلة"، معتبرا أن "ما يجرى ليس عصيانا مدنيا بل هو عصيان مسلح يقوده حزب الله للاستيلاء على السلطة".
