مطار الحريرى مازال أسير التحقيقات

استأنف القضاء اللبنانى الثلاثاء تحقيقاته حول قضية مراقبة مطار الحريرى، والتى تعد الواقعة الأولى فى لبنان وتمت إثارتها من قبل رئيس اللقاء الديمقراطى النيابى وليد جنبلاط منذ عدة أيام، حيث أشار إلى وقوع عملية مراقبة غير شرعية، مطلقاً أحكاماً مسبقة على عدة شخصيات فى حزب الله اللبنانى، فضلا عن دعوته لطرد السفير الايرانى.

تحقيقات قضائية
أعلن القضاء اللبنانى مباشرته التحقيقات فى موضوع مراقبة مطار رفيق الحريرى فى بيروت. وجاء الإعلان متزامنا مع موقف نائب رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الرافض لما قام به رئيس اللقاء الديمقراطى النيابى وليد جنبلاط بتقديم طلب بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، حيث حذر من المساس بسمعة شقير.

وباشر المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضى سامى صادر، تحقيقاته حول ما تم تقديمه من قبل وزيرى الدفاع والداخلية من مستندات ووقائع متعلقة بموضوع التجسس على المدرج رقم 17 فى مطار بيروت الدولى، حيث استمع إلى إفادات عدد من الشهود بينهم عسكريون ممن كانوا فى الدوريات التى اكتشفت وجود كاميرا داخل مستوعبات فى محاذاة حرم المطار.

وقال مسئولون إن التحقيقات تركزت على معرفة تاريخ وضع تلك الكاميرات وهوية العناصر سواء كانوا مدنيين أم لا، وما حقيقة قيامهم بتصوير المطار، وما إذا كان جهاز أمن المطار قام بعمله كاملاً دون قصور فى منع حصول هذه الأعمال. مشيرين إلى أن التحقيقات ستستمر طوال الأسبوع الجارى، ومن المقرر أن يستدعى إليها العناصر المشار إليهم والاستماع إلى إفاداتهم وتحديد مسؤولياتهم وطبيعة تحركاتهم التى كانت محل شبهة. وأضافت المصادر أن القضاء العسكرى تسلم مزيداً من المستندات المتعلقة بالموضوع للحكم فى القضية بصورة موضوعية.

إعلانات متزامنة
من جهته أشاد الشيخ قبلان بـ "أداء جهاز أمن المطار الذى يديره العميد وفيق شقير"، موضحا عدم انتمائه إلى أى من حركة أمل ولا إلى حزب الله، (فى إشارة إلى أنه رجل وطنى عاقل لا يجوز الافتراء عليه وتشويه مكانته). وأضاف قبلان أن من يعتقد أنه قادر على إقالة جهاز أمن المطار وقائده فهو يتوهم فى أشياء لن تتحقق، مشيرا إلى ما قدمه جنبلاط من طلب إقالة للجهاز، فضلا عن أن المساس بهذا الجهاز يمس بوطنيتهم ونزاهتهم وبإخلاصهم فى المحافظة على البلد، مؤكدا على أن الجهاز يقوم بواجبه. طالب قبلان بتفتيش كل الطائرات، خاصة الطائرات الأمريكية من دون استثناء، مؤكدا على أنه سيتم محاسبة المخطئ إذا أخطأ من خلال القضاء وليس من خلال الافتراء والتحريض.

دعوى لطرد السفير الإيرانى
واستنكر الشيخ عبد الأمير قبلان الدعوة "المغرضة" على حد تعبيره لطرد السفير الإيرانى فى لبنان محمد رضا شيبانى، حيث تمثل إيران أكبر دولة صديقة فى المنطقة ساندت لبنان وقدمت له الدعم والمساعدة، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، مناديا بضرورة التزام عقلانية الخطاب فضلا عن تمتع السياسيين بالحكمة والالتزام.

جاءت تلك الأحداث متتابعة، عقب دعوة الزعيم الدرزى وليد جنبلاط فى وقت سابق لطرد السفير الإيرانى من بيروت ومنع الطيران الإيرانى من الهبوط فى مطار بيروت الدولى، حيث عرض مراسلات تم تبادلها بين وزير الدفاع اللبنانى إلياس المر ومخابرات الجيش اللبنانى بشأن العثور على كاميرات بجوار مطار بيروت القريب من الضاحية الجنوبية معقل حزب الله. واتهم جنبلاط حزب الله بزرع هذه الكاميرات فى منطقة ملاصقة للمطار لمراقبة الوافدين إليه، ودعا إلى وقف الطيران الإيرانى إلى بيروت لأنه ينقل المال والسلاح (إلى حزب الله) على حد تعبيره، فضلا عن طرد السفير الإيرانى وإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، متهما إياه بأنه لم يتحرك لإزالة الكاميرات.