مر اليوم كسابقه فى مصر... لا إضراب ولا اعتصامات ولا مظاهرات، باستثناء مظاهرة صغيرة فى نقابة المحامين شارك فيها ما يقرب من 150 شخصا، وهو ما يعنى أنه لم تكن هناك استجابة لدعوة الإضراب التى تزامنت مع عيد ميلاد الرئيس مبارك الـ80. اللافت أن المظاهرة جاءت متزامنة مع قيام النقابة باستضافة محامين جدد لحلف اليمين واستلام الكارنيهات.
بدت القاهرة عادية منذ صباحها الباكر، ومر كل شىء فيها بشكله الروتينى المعتاد.. زحام المواصلات والتردد على الأسواق، والذهاب إلى العمل واختفى تقريبا كل شىء يشير إلى وجود اضراب، ولم يكن هناك رايات سوداء أو تى شيرتات أو أزياء أخرى، كتلك التى حددتها جماعة الإخوان كمظهر دال على الإضراب.
بدأ اليوم "رسميا" بنشاط ملحوظ من الرئيس مبارك. فقد ذهب إلى مدينة السادات، وافتتح أنشطة اقتصادية فى المدينة التى تبعد عن القاهرة بنحو 80 كم. فى الوزارات المختلفة سار النشاط بشكل عادى، وفى المحافظات، اختارت المؤسسات الشعبية اليوم لعقد اجتماعات المجالس المحلية بمختلف تشكيلاتها.
حضر نواب جماعة الإخوان جلسة مجلس الشعب، على الرغم من دعوة الجماعة إلى الإضراب وعدم الخروج من البيوت وارتداء الملابس السوداء. وأبدى النائب محسن راضى، عضو كتلة الإخوان تحفظه على آلية الإضراب لأنه يدفع مجموعة من الشعب إلى مزيد من التخوف والتخفى، وأضاف: "أن ينزل للشارع 2000 مواطن خيرا من ملايين يلزمون ببيوتهم". وأكد النائب الإخوانى أن الإضراب نجح لأن الرئيس مبارك قد عجل بإقرار علاوة كبيرة ما كان ليقرها لولا الإضراب. ويرى المرشد العام للجماعة محمد مهدى عاكف أن الإضراب ناجحا بكل المقاييس، مشيرا إلى أن الداعين إليه هم مجموعة من الشباب الذين شعروا بظلم الحاكم وأرادوا أن يتحركوا وهذا فى حد ذاته نجاحا.
تفاعلت كنائس مصر مع الحدث بطريقتها الخاصة، حيث احتفلت بعيد ميلاد الرئيس مبارك ودعا رجال الدين فى عظاتهم بالدعاء للرئيس مبارك وقرب انتهاء القداس الأسبوعى طالب رجال الدين بعدم المشاركة فى الإضراب أو التظاهر. نشطاء "الفيس بوك" من جانبهم اعترفوا أن الاستجابة للإضراب كانت أقل من 6 ابريل، وأرجعوا ذلك إلى الملاحقات الأمنية.
الحفاظ على اعتيادية اليوم شمل القيام بزيارات مفاجئة من الأجهزة المعنية للمدارس، والاطمئنان على عملية حضور المدرسين، والمعروف أن أجواء الامتحانات ونهاية العام الدراسى عادة تقلل من نسبة حضور الطلاب، الأمر الذى لا يستطيع أحد تفسيره بأن غياب الطلاب هو استجابة للإضراب، أما فى الجامعات فسارت الحركة فيها بشكل اعتيادى باستثناء عدد من طلاب الإخوان فى جامعة حلوان الذين ارتدوا تي شيرتات سوداء.
فى جولة "اليوم السابع" فى شوارع القاهرة، قال البعض أنه سمع عن الإضراب لكنه لم يشارك فيه، وذهب البعض منهم إلى أن العلاوة التى منحها الرئيس مبارك كانت إيجابية وساعدت على عدم تلبية الدعوة للإضراب. ورأى محمد عبد المعبود أحد شباب المحامين، والذى جاء إلى النقابة لحلف قسم اليمين أن الإضراب فى 6 ابريل نجح بمشاركة الشعب، أما اليوم فالفشل جاء نتيجة إعلان بعض القوى السياسية مشاركتها فيه.
تصوير ماهر اسكندر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة