"الرئيس صرف العلاوة وكله تمام". كانت هذه إحدى إجابات عدد من المواطنين عند سؤالنا لهم عن الإضراب فى شوارع القاهرة التى لم تظهر اليوم كما ظهرت فى يوم 6 ابريل الماضى، حيث لم تلق دعوة بعض النشطاء فى الـ "فيس بوك" أو القوى السياسية التى أعلنت مشاركتها أية استجابة تذكر.. اللهم إلا قيام البعض القليل فى نقابة المحامين، لا يتجاوز عددهم المائة فرد، الأحد، بتنظيم مظاهرة أمام النقابة لمدة ساعة واحدة فقط. وكان اللافت للانتباه فى هذه المظاهرة هو وجود عدد ليس قليلا من السيدات والفتيات اللاتى هتفن بسقوط الرئيس مبارك والمطالبة برحيله، داعين المواطنين إلى الانضمام إليهم، إلا أن دعوتهم لم تلق اهتماما حتى من الـ 1000 محامى الذين كانوا يحتفلون الأحد بتسلم كارنيهات العضوية من النقابة.
اليوم السابع قامت بجولة ميدانية فى شوارع القاهرة. في منطقة وسط البلد قال عم عويضة حامد (42 سنة) بائع متجول: "أنا لم اسمع عن الإضراب، ولا أعرف أصلا إيه هوه الإضراب. كل ما أعرفه هو أنه كان فيه مظاهرة فى الإسعاف". وأضاف "الرِجل خفيفة لأن النهارده الأحد وهو يوم الأجازة للمحلات، وأوضح أنه لا يأخذ إجازات نهائيا، فهو من سوهاج وجاء من البلد حتى يستطيع توفير ما يستطيع أن يربى به 5 من الأبناء.
"حركة الناس فى البلد أكثر منها فى يوم 6 ابريل"، هكذا بدأ عبد الستار عبد الناصر، أحد الشباب الذين يبيعون الملابس على رصيف شارع 26 يوليه، مضيفا إن الحركة اليوم "حركة عادية"، ولكن ما يستغرب له عبد الستار إن رجال الأمن التابعين لقسم قصر النيل والأزبكية قالوا للبائعين: "افرشوا بضاعتكم ومحدش يخاف ويجرى". وعندما سألناه هل هم رجال المرافق أم القسم، أكد أنهم التابعين للأقسام وليس المرافق.
"ضحكوا على الناس بعلاوة الـ30% التى أعلن عنها الرئيس منذ أيام". بهذه الكلمات بدأ محمد عبد المعبود، أحد شباب المحامين الذي جاء إلى منطقة وسط البلد حتى يحلف اليمين ويتسلم الكارنيه حديثه معنا، مؤكدا أن الإضراب حق مشروع لكل المصريين، ولكن "الإضراب اليوم يختلف عنه فى يوم 6 ابريل. لقد شهدت الإضراب السابق عندما جئنا لتقديم أوراقنا للالتحاق بالنقابة، وكان إضرابا كبيرا نحج بفضل المصريين، وليس بفضل أحد محدد، رغم كل التشديد الأمني التى كان فى ذلك اليوم.
وعن رأيه فى مشاركة الإخوان فى هذا الإضراب، قال "أنا هنا فى النقابة منذ الصباح الباكر ولم أر أحدا منهم يشارك فى الإضراب. فالإضراب فى 6 ابريل نجح بالمصريين كلهم وليس بقوى سياسية بعينها. أما هذه المرة، فأعتقد أنه فشل بسب إعلان بعض القوى المشاركة فيه".
الحاج فلفل عثمان صاحب أحد المحال التجارية، أكد أنه سمع عن الإضراب ولكن لم يشارك فيه، وكذلك لم يقم بإغلاق محله قائلا: "الراجل زود الموظفين 30%. عايزين إيه تانى؟" مضيفا أنه "بدل ما نقول له كل سنة وأنت طيب، نعمل إضراب؟".
محمد عثمان (بائع) قال إن اليوم عادى جدا: "فالكل قاموا بفتح محلاتهم، والموظفون ذهبوا لأعمالهم، وأبنائى جميعهم ذهبوا إلى مدارسهم وجامعاتهم. ومنهم من يعمل معى فى التجارة، ولم يجد أحد منهم سببا للإضراب. لقد سمعنا عنه ولكن لم ولن نشارك فيه. الرئيس صرف علاوة للموظفين وكله تمام".
أما على إبراهيم (موظف بمصلحة الشهر العقارى)، فأكد إن الأحد هو يوم عمل عادى ولا يوجد أى مظاهر للإضراب نهائيا، بعكس ما شهدته المصلحة يوم 6 ابريل الماضى، فقد غاب عدد كبير من الموظفين، أما هذه المرة، فكانت نسبة الحضور بالمصلحة عادية تماما والعمل يسير كما هو معتاد، كما أن الرئيس صرف العلاوة ولا يوجد شىء آخر يمكن إن يضرب المواطنين من أجله". وعن الأسعار وما إذا كانت سببا فى إضراب المواطنين، قال: "الأسعار انخفضت فى بعض السلع، كما إن أزمة الخبز تم حلها وأصبح متوفرا ولا يوجد سوى القليل من الطوابير فى بعض المناطق".
